اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال
يُعرف الأطفال بفضولهم الشديد ورغبتهم العارمة في استكشاف كل جديد وغريب بالنسبة إليهم، إضافة إلى طاقتهم الهائلة التي تغمرنا بإيجابيتها وحيويتها حينما نراهم يلعبون أو يجولون حولنا، إلا أن بعض حالات فرط النشاط الزائد قد تشير إلى اضطراب معين؛ لا سيما إذا ترافقت مع قابلية الطفل السريعة لتشتت الانتباه وفقدان التركيز، في هذا المقال نقدم لك كل ما تود معرفته عن أسباب الإصابة باضطراب فرط الحركة عند الأطفال والصعوبات التي يواجهها الطفل وأهله وكذلك طرق العلاج المتاحة لهذا الاضطراب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اضطراب فرط الحركة عند الأطفال وأسبابه
ينتشر هذا الاضطراب بشكل مميز بين الفئات العمرية الصغيرة من الأطفال والمراهقين، ويمكن أن يستمر في بعض الحالات لنراه لدى البالغين أيضاً. [1]
ويمتاز الطفل المُصاب بفرط الحركية الشديدة ونشاطه الزائد وعدم قدرته على السكون والهدوء لفترات طويلة، كالتي تحتاجها الحصص الدرسية مثلاً، إلى جانب اندفاعه وطبعه الصعب مع سهولة تشتيت انتباهه وصرفه عما كان يركز به. [1]
يعتبر هذا الاضطراب واحداً من أكثر الاضطرابات السلوكية المنتشرة في مرحلة الطفولة، حيث وصلت نسبة الأطفال المشخصين به في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 6.4 مليون طفل تراوحت أعمارهم بين 4-17 عاماً. [1]
أسباب ظهور اضطراب فرط الحركة عند الطفل
هناك بعض العوامل المؤهبة والأسباب المحرضة على ظهور اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال، وهي كالآتي: [2]
- العامل الوراثي والاستعداد الجيني لظهور الاضطراب، إذ يزداد معدل الإصابة لدى الأبناء في العائلة الواحدة إثر وجود تاريخ عائلي لدى أقارب الدرجة الأولى (أخ، أخت)، والثانية (عم، خال).
- استمرار الأم على عادة التدخين خلال فترة الحمل أو استهلاكها الكحول والمخدرات، إلى جانب التعرض لعوامل التلوث والسموم البيئية الخطيرة كالزئبق.
- التعرض للولادة المبكرة أو نقص وزن الطفل المولود.
- المشاكل العصبية الناجمة عن اضطراب تطور الجهاز العصبي خلال فترة الحمل.
وكتعقيب على الاضطرابات العصبية التي تحدث خلال فترة الحمل، توصلت دراسة ترأستها أخصائية الأطفال مينا غريفيتز (Dr. Mina Gurevitz) ونشرتها صحيفة (Journal Attention Disorders) عام 2012 إلى أن ثلث الأطفال المصابين بهذا الاضطراب قد شخص لديهم تأخر النطق بعمر 9 أشهر، بينما لوحظ تأخر النطق لدى الثلثين الباقيين بعمر 18 شهراً. [2]
ومن الأسباب الخاطئة التي يعزى لها هذا الاضطراب نذكر: مشاهدة التلفاز، والوضع المعيشي السيئ، وتناول السكر بشكل زائد، والإصابة بالحساسية تجاه بعض الأغذية. [2]
صعوبات يعانيها الطفل بسبب اضطراب فرط الحركة
إن الأعراض المترافقة مع اضطراب فرط الحركة لها تأثير كبير على علاقة الطفل بأصدقائه ومعلميه في المدرسة، أو على علاقته بعائلته أو أي فرد من محيطه، وباستنادنا لما ذكره موقع (WebMD) الطبي فإننا نشير إلى أهم هذه الأعراض فيما يأتي: [1]
- يواجه الطفل صعوبة في البقاء ساكناً وهادئاً.
- فرط النشاط الزائد مع حركية مفرطة ملحوظة لديه، وكأنه محرك كهربائي.
- يقاطع الطفل بشكل مستمر حديث الآخرين.
- تضطرب سيطرة الطفل على انفعالاته، فيلاحظ هياجه واندفاعه الشديد.
- يصعب على الطفل أن ينضبط في الصف الواحد، أو أن ينتظر دوره خلال فترات اللعب، أو تناول وجبة الطعام أو غيرها.
- يعاني الطفل من قلة التركيز وسرعة تشتيت انتباهه.
- يلاحظ على الطفل اندفاعه الزائد خلال كلامه.
- ينسى مهامه ونشاطاته اليومية.
- تكثر لديه أحلام اليقظة.
- يصعب على الطفل تنظيم المهام أو الالتزام والانضباط.
تجدر الإشارة إلى أن هناك أطفالاً قد تظهر لديهم واحدة أو أكثر من الأعراض السابقة دون أن يشير ذلك إلى إصابتهم بهذا الاضطراب، بل يحتاج الطبيب المشخص لهذه الحالة أن تبدو الأعراض السابقة واضحة وبشكل زائد لدى الطفل إذا ما قورن بأطفال آخرين ينتمون لنفس فئته العمرية. [1]
الطبيب النفسي يحدد تشخيص (ADHD)
لا يمكننا تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه اعتماداً على الفحوص المخبرية كفحص الدم أو البول مثلاً، إنما يتطلب الأمر استشارة أخصائي الطب النفسي أو العصبي أو الأطفال الذي يحدد ضرورة مراقبة نشاط الطفل وأدائه مع زملائه ومعلميه في المدرسة. [1]
إضافة إلى متابعة تصرفاته في المنزل ليعرف بعدها بدقة إن كان الطفل يعاني بالفعل من الاضطراب المذكور، أو قد يلجأ الأطباء إلى فحص النشاط الدماغي للطفل عبر تصوير الأمواج الدماغية كهربائياً (EEG) لتمييز اضطراب فرط النشاط وتشتيت الانتباه عن الأمراض أو الاضطرابات العصبية الأخرى. [1]
علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
لسوء الحظ، لا تتوافر علاجات شافية تماماً من هذا الاضطراب، إلا أنه يمكن ضبط أعراضه ومظاهره عبر وصف الأطباء للأدوية المنشطة العصبية كالأمفيتامين (بالإنجليزية: Amphetamine)، إضافة إلى العلاجات النفسية السلوكية الداعمة، وتدريب الطفل وتقديم النصائح اللازمة له حول ضبط انفعالاته الزائدة ونشاطه المفرط. [3]
كما ينبغي توعية الأهل أيضاً إلى حالة طفلهم وضرورة متابعته، والتعاون مع المراكز والمدارس التعليمية، كي يتحسن سلوك الطفل وأدائه، ويمكن للنظام الغذائي الغني بأوميغا-3 والحديد والزنك أن يساعد على ضبط أعراض اضطراب الحركة عند الطفل، ومن أكثر الآثار الجانبية شيوعاً للأدوية المستخدمة في علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه نذكر ما يأتي: [3]
- الأرق.
- الغثيان.
- نقص الشهية.
- آلام معدية.
- الصداع.
- اضطرابات النوم.
كما ينصح الأطباء بتجنب إضافة بعض المواد الغذائية إلى حمية الطفل المصاب بهذا الاضطراب، نشير إلى أهمها فيما يأتي: [3]
- الوجبات السريعة.
- العصائر الجاهزة.
- رقائق البطاطا المعبأة في أكياس.
- منتجات الألبان مشبعة الدسم.
- اللحوم الحمراء.
ختاماً، ينبغي استيعاب حالة الطفل المصاب باضطراب فرط الحركية وتشتيت الانتباه، وبالمتابعة الجيدة والتدريب المتواصل والمدعم بجلسات العلاج النفسي السلوكي، بذلك يمكن ضبط الأعراض والحصول على نتائج جيدة.