أنواع سرطان الثدي: دليلك شامل
سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في العالم. بحسب الإحصاءات، واحدة من كل ثماني نساء قد تُصاب بسرطان الثدي خلال حياتها، مما يجعله هاجساً صحياً رئيسياً. لكن التوعية بأنواع سرطان الثدي المختلفة يساعد على اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، مما يرفع فرص العلاج والشفاء. في هذا المقال، سنتحدث بإسهاب عن أنواع سرطان الثدي، أعراض كل نوع، وأساليب العلاج الحديثة المتاحة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أنواع سرطان الثدي الخبيث
تُعد أنواع سرطان الثدي الخبيث من أخطر التحديات التي تواجه صحة النساء حول العالم، ويتنوع سرطان الثدي الخبيث من حيث التصنيف، بحيث يمكن تصنيفه إلى عدة أنواع، كل منها يحمل سمات وخصائص مختلفة تؤثر على طريقة العلاج والتشخيص.
في هذا الجزء، سنستعرض أبرز أنواع سرطان الثدي الخبيث، مع التركيز على الخصائص الفريدة لكل نوع، وأعراضه، وأساليب العلاج المتاحة. من خلال فهم هذه الأنواع، يمكن للنساء اتخاذ خطوات استباقية في مراقبة صحتهن وفهم الخيارات المتاحة لهن، مما يُعزز من إمكانية الشفاء والتعافي.
1. سرطان القنوات الغازي (Invasive Ductal Carcinoma - IDC)
يُعد سرطان القنوات الغازي أو سرطان القنوات الغازي المتقدم أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعاً، حيث يشكل حوالي 80% من جميع حالات سرطان الثدي. كما يعتبر سرطان الثدي القنوي أحد أسهل أنواع سرطان الثدي للتشخيص، حيث يبدأ هذا النوع في القنوات التي تحمل الحليب من الغدد إلى الحلمة. بمرور الوقت، تنتشر الخلايا السرطانية خارج هذه القنوات إلى أنسجة الثدي المحيطة، وقد تنتقل في وقت لاحق إلى مناطق أخرى في الجسم مثل العقد الليمفاوية أو العظام والرئتين.
الأعراض المرتبطة بسرطان القنوات الغازي في الثدي:
- ظهور كتلة صلبة في الثدي قد لا تكون مؤلمة.
- تغير في شكل أو حجم الثدي.
- تراجع الحلمة أو إفرازات غير طبيعية منها.
- تغيرات في نسيج الجلد مثل الاحمرار أو التورم.
يتضمن علاج سرطان القنوات الغازي عادةً إجراء جراحة لاستئصال الورم أو الثدي، يليه العلاج الكيميائي أو الإشعاعي حسب المرحلة. في بعض الحالات، يُستخدم العلاج الهرموني إذا كانت الخلايا السرطانية تستجيب لهرمونات معينة.
2. سرطان الفصيص الغازي (Invasive Lobular Carcinoma - ILC)
سرطان الفصيص الغازي هو النوع الثاني الأكثر شيوعاً من أنواع سرطان الثدي الخبيث، ويشكل حوالي 10-15% من الحالات. ينشأ في الفصيصات، وهي الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب. يتميز هذا النوع بقدرته على الانتشار إلى الأنسجة المجاورة للثدي والانتقال إلى أعضاء أخرى.
الأعراض المرتبطة بسرطان الفصيص الغازي:
- انتفاخ أو سماكة في الثدي دون ظهور كتلة واضحة.
- الشعور بتغير في نسيج الثدي أو جلد الحلمة.
- تغيرات في حجم الثدي أو شكله.
يشمل علاج هذا النوع عادة الجراحة، وقد يكون من الضروري استئصال كامل للثدي في بعض الحالات المتقدمة. بعد الجراحة، قد يتم اتباع العلاج الإشعاعي أو الكيميائي أو الهرموني، بناءً على حالة المريضة ومدى انتشار الورم.
3. سرطان القنوات الموضعي (Ductal Carcinoma In Situ - DCIS)
سرطان القنوات الموضعي هو مرحلة مبكرة من سرطان الثدي، ويُعرف أيضاً بأنه "المرحلة صفر". في هذه الحالة، تبقى الخلايا السرطانية داخل قنوات الحليب، ولم تنتشر إلى الأنسجة المحيطة. يُعتبر سرطان القنوات الموضعي غير غاز، ولكن يمكن أن يتطور إلى سرطان غاز إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
أعراض سرطان القنوات الموضعي:
- غالباً ما يكون بدون أعراض واضحة، ويتم اكتشافه خلال الفحوصات الروتينية مثل الماموغرام.
- قد تظهر أحياناً إفرازات غير طبيعية من الحلمة أو تغييرات طفيفة في جلد الثدي.
عادةً ما يتم علاج سرطان القنوات الموضعي من خلال استئصال الورم الجراحي (استئصال الكتلة)، وقد يرافقه العلاج الإشعاعي لضمان عدم عودة الخلايا السرطانية. العلاج الهرموني يمكن أن يكون جزءاً من الخطة إذا كانت الخلايا السرطانية تستجيب للهرمونات.
4. سرطان الثدي الالتهابي (Inflammatory Breast Cancer - IBC)
يُعتبر سرطان الثدي الالتهابي من الأنواع النادرة جداً لسرطان الثدي، حيث يشكل أقل من 5% من الحالات. لكنه نوع عدواني وسريع الانتشار، ويختلف عن الأنواع الأخرى من السرطان؛ بسبب التورم والاحمرار الملحوظين في الثدي. هذا النوع ينشأ عندما تغزو الخلايا السرطانية الأوعية الليمفاوية في جلد الثدي.
الأعراض المرتبطة بسرطان الثدي الالتهابي:
- احمرار شديد وتورم في الثدي، يشبه الالتهاب.
- جلد الثدي يبدو سميكاً أو مجعداً مثل قشرة البرتقال.
- ارتفاع في درجة حرارة الثدي والشعور بألم عند لمسه.
- تضخم سريع في حجم الثدي.
بسبب طبيعته العدوانية، يُعتبر العلاج الكيميائي هو الخطوة الأولى في علاج سرطان الثدي الالتهابي، يليه الجراحة لاستئصال الورم أو الثدي، ثم العلاج الإشعاعي. قد تُستخدم أيضًا الأدوية الموجهة لتقليل فرص عودة المرض.
5. سرطان الحلمة (مرض باجيت) (Paget"s Disease of the Nipple)
مرض باجيت هو نوع نادر من سرطان الثدي الذي يصيب الحلمة بشكل خاص. غالبًا ما يصاحبه وجود سرطان قنوات الغازي أو الموضعي داخل الثدي. يبدأ المرض من خلايا الجلد حول الحلمة، وينتشر تدريجيًا إلى القنوات والغدد المحيطة.
الأعراض المرتبطة بمرض باجيت:
- حكة مستمرة حول الحلمة.
- تقرحات أو قشور على سطح الحلمة والهالة.
- إفرازات صفراء أو دموية من الحلمة.
- تراجع أو تسطح الحلمة بشكل غير طبيعي.
عادةً ما يتطلب مرض باجيت إجراء جراحة لاستئصال الحلمة والأنسجة المصابة، وقد يتبع ذلك العلاج الإشعاعي للتأكد من القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية. إذا كان المرض مترافقاً مع سرطان غازي في الثدي، قد يتطلب الأمر علاجاً إضافياً مثل العلاج الكيميائي.
6. سرطان الثدي الثلاثي السلبي (Triple-Negative Breast Cancer - TNBC)
سرطان الثدي الثلاثي السلبي هو نوع من أنواع ورم الثدي الخبيث الذي لا يحتوي على مستقبلات هرمون الاستروجين أو البروجسترون، ولا ينتج كميات كبيرة من بروتين HER2. يُعتبر من الأنواع العدوانية التي تنتشر بسرعة كبيرة، وقد يكون من أشرس وأخطر أنواع سرطان الثدي.
الأعراض المرتبطة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي:
- كتلة غير مؤلمة في الثدي.
- تغيرات في نسيج الجلد مثل التورم أو الاحمرار.
- تضخم العقد اللمفاوية تحت الإبط.
نظراً لعدم استجابة سرطان الثدي الثلاثي السلبي للعلاجات الهرمونية التقليدية، يكون العلاج الكيميائي هو الخيار الأكثر فعالية. تُجرى أيضاً تجارب حديثة على الأدوية الموجهة والعلاجات المناعية لمعالجة هذا النوع العدواني من السرطان.
7. سرطان الثدي الوراثي
يُشكل سرطان الثدي الوراثي حوالي 5-10% من حالات سرطان الثدي. يرتبط هذا النوع بوجود طفرات جينية موروثة، وأشهرها الطفرات في جينات BRCA1 وBRCA2. النساء اللاتي يحملن هذه الطفرات يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي والمبيض في وقت مبكر من حياتهن.
أعراض سرطان الثدي الوراثي:
- قد لا تختلف الأعراض عن الأعراض التقليدية لسرطان الثدي، لكن الإصابة تحدث في سن مبكرة.
- تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض.
يشمل العلاج الخيارات الجراحية مثل استئصال الثدي الوقائي أو استئصال المبيض لتقليل خطر الإصابة بالسرطان. قد يُنصح النساء اللاتي يحملن هذه الطفرات بالقيام بفحوصات دورية أكثر تكراراً أو اللجوء إلى الفحص الجيني لتقييم الخطر.
الفرق بين سرطان الثدي الإيجابي والسلبي
من المهم فهم الفرق بين سرطان الثدي الإيجابي وسرطان الثدي السلبي، حيث يؤثر هذا الفرق بشكل كبير على خيارات العلاج والتوقعات.
سرطان الثدي الإيجابي (Hormone Receptor-Positive Breast Cancer)
يتميز سرطان الثدي الإيجابي بوجود مستقبلات هرمونية على سطح خلايا السرطان، مثل مستقبلات الاستروجين (ER) أو مستقبلات البروجستيرون (PR). يعد هذا النوع من أنواع أورام الثدي الأكثر شيوعًا بين النساء، ويستجيب بشكل جيد للعلاج الهرموني. يتم استخدام أدوية مثل مثبطات الأروماتاز (Aromatase Inhibitors) أو مثبطات المستقبلات الهرمونية (Selective Estrogen Receptor Modulators - SERMs) للحد من تأثير الاستروجين أو لمنع خلايا السرطان من استخدامه للنمو.
تميل الأورام الإيجابية لمستقبلات الهرمونات إلى أن تكون أقل عدوانية، وغالباً ما تكون نتائج العلاج أفضل عند استخدامها. يُجرى اختبار لتحديد ما إذا كانت خلايا السرطان تحتوي على هذه المستقبلات، مما يساعد الأطباء في وضع خطة علاج ملائمة.
سرطان الثدي السلبي (Hormone Receptor-Negative Breast Cancer)
على النقيض، يعني سرطان الثدي السلبي أن خلايا السرطان لا تحتوي على مستقبلات هرمونية لمستقبلات الاستروجين أو مستقبلات البروجستيرون. يعد هذا النوع أكثر تحدياً للعلاج، حيث لا يستجيب للعلاجات الهرمونية، مما يجعله يحتاج إلى استراتيجيات علاجية أكثر تعقيداً، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو العلاج المستهدف.
غالباً ما يكون سرطان الثدي السلبي أكثر عدوانية، مما يقتضي تشخيصاً مبكراً وعلاجاً فورياً لتحسين فرص الشفاء. تشكل معرفة الفرق بين هذين النوعين من السرطان خطوة أساسية في فهم الخيارات المتاحة لك، سواء كنتِ تواجهين التحديات الخاصة بك، أو ترغب في دعم من تحبين.
أنواع سرطان الثدي الحميد
سرطان الثدي الحميد يشير إلى الأورام التي تتطور في الثدي، ولكن لا تنتشر إلى الأنسجة المجاورة، أو إلى أجزاء أخرى من الجسم. على الرغم من أن هذه الأورام ليست سرطانية، إلا أن بعضها يمكن أن يتحول إلى أورام خبيثة في المستقبل. إليك بعض أنواع سرطان الثدي الحميد:
- تليف الثدي (Fibrocystic Changes): هذا هو حالة شائعة تؤدي إلى وجود كتل أو تكيسات في الثدي، وغالباً ما تكون مؤلمة. تكون الكتل عادةً ناتجة عن تغيرات في الأنسجة الثديية، وتكون غير سرطانية.
- ورم الثدي الحميد (Benign Breast Tumors)، ويقسم إلى نوعين:
- ورم غدي (Fibroadenoma): هذا النوع من الأورام هو الأكثر شيوعاً بين النساء الشابات. يُعتبر ورماً غير سرطاني يظهر في شكل كتلة ناعمة وقابلة للتحريك. لا يحتاج معظم ورم الغدي إلى علاج، ولكن يُنصح بمراقبته بانتظام.
- ورم كيسي (Cyst): هذه أكياس مملوءة بالسوائل يمكن أن تتكون في الثدي. غالباً ما تكون غير مؤلمة، ويمكن أن تختفي من تلقاء نفسها. تُعتبر الأورام الكيسية غير ضارة، ولكن يجب مراقبتها للتأكد من عدم وجود تغييرات.
- نمو غير طبيعي للخلايا (Atypical Hyperplasia): يحدث هذا عندما يكون هناك زيادة في عدد خلايا الثدي، ولكن هذه الخلايا ليست سرطانية. على الرغم من أنها ليست سرطاناً، إلا أن النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة قد يكن معرضات لخطر أكبر لتطوير سرطان الثدي في المستقبل.
- أورام الثدي متعددة الكيسات (Multiple Cysts): تشير هذه الحالة إلى وجود مجموعة من الأكياس في الثدي، وقد تؤدي إلى شعور بالألم أو عدم الراحة. بينما تُعتبر هذه الحالة غير سرطانية، قد تحتاج إلى المراقبة.
- ورم الثدي الشحمي (Lipoma): هو ورم غير سرطاني يتكون من أنسجة دهنية. يُعتبر ورماً ناعماً وغير مؤلم، وعادةً لا يتطلب علاجاً ما لم يتسبب بأعراض مزعجة.
في الختام، إن فهم أنواع سرطان الثدي هو الخطوة الأولى نحو التعامل معه بشكل فعّال. تذكري أن كل امرأة يمكنها اتخاذ خطوات نحو الوقاية من هذا المرض، سواء من خلال الفحص الدوري أو الحفاظ على نمط حياة صحي. احرصي دائماً على البقاء على اطلاع بكل ما هو جديد في مجال الصحة وعلاج السرطان، لأن الوعي هو أفضل وسيلة للحماية.
مواضيع ذات صلة
شاهدي أيضاً: شعار سرطان الثدي، إلى ماذا يرمز؟
شاهدي أيضاً: سرطان الثدي للحامل
شاهدي أيضاً: أعراض سرطان الثدي
شاهدي أيضاً: سرطان الثدي الالتهابي
شاهدي أيضاً: كيف يكون وجع سرطان الثدي
-
الأسئلة الشائعة
- ما الفرق بين سرطان الثدي الحميد والخبيث؟ سرطان الثدي الحميد هو حالة غير سرطانية لا تنتشر إلى الأنسجة المجاورة أو أجزاء أخرى من الجسم، بينما سرطان الثدي الخبيث يتسم بالنمو غير المسيطر عليه ويمكن أن ينتشر، مما يجعله أكثر خطورة.
- ما هي أعراض سرطان الثدي؟ تشمل أعراض سرطان الثدي الشائعة: كتل محسوسة، تغييرات في شكل أو حجم الثدي، تورم، ألم، تغييرات في الجلد مثل الاحمرار أو التجاعيد، وتصريف غير طبيعي من الحلمة.
- هل يمكن أن يتحول الورم الحميد إلى سرطان خبيث؟ في بعض الحالات، يمكن أن تتحول أنواع معينة من الأورام الحميدة، مثل فرط تنسج الثدي غير الطبيعي (Atypical Hyperplasia)، إلى سرطان الثدي الخبيث. لذا، يجب متابعة هذه الحالات بشكل دوري.