أعراض وتطورات الحمل في الشهر الأول
يطرأ على البويضة عدد مذهل من التغيرات المتلاحقة بعد تشكّلها داخل القناة الناقلة للبويضات الأنثوية (قناة فالوب)، لا سيّما إن تهيأت لها الظروف المناسبة لانغراسها في بطانة الرحم بعد حدوث الإلقاح، في هذا المقال نطلعك على أبرز الأعراض التي تظهر على المرأة خلال الشهر الأول من الحمل، وكيفية تشكل البويضة الملقحة، ومراحل نمو الجنين في الشهر الأول.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أعراض الحمل في الشهر الأول
يصعب تحديد بداية الشهر الأول من الحمل بدقة، لذلك اجتمع الأطباء على اعتبار أول يوم بعد انتهاء فترة الحيض، هو بداية الشهر الأول من الحمل، وتكون مدة الحمل 40 أسبوعاً بدءاً من هذا اليوم، وتتضمن الأعراض والعلامات التي تظهر على المرأة في الشهر الأول من الحمل، قبل حتى أن تتأخر الدورة الشهرية عن موعدها، ما يأتي: [2]
- تورم الثديين: قد تؤدي التغيرات الهرمونية في المراحل المبكرة من الحمل إلى زيادة حساسية ثدييك، المصحوبة ببعض الآلام والانتفاخ، وعادةً ما يقل شعورك بهذا العرض بعد مرور بضعة أسابيع، عندما يتكيف جسمك مع التغيرات الهرمونية.
- الشعور بالغثيان: غالباً ما تبدئين في الشعور بالغثيان الصباحي، المصحوب بالقيء أو من دونه، ويمكن أن يحدث الغثيان نهاراً أو ليلاً، ومع ذلك، بعض النساء يشعرن بالغثيان في وقت مبكر من الحمل، وبعضهن الآخر لا يشعرن به أبداً.
- نزول بعض قطرات الدم: قد تلاحظين نزول بعض قطرات الدم البسيطة، بسبب انغراس البويضة الملقحة في بطانة الرحم.
- آلام أسفل البطن: قد تشعرين بآلام وتشنجات أسفل بطنكِ تشبه التشنجات التي تحدث في فترة التبويض، لكنها تكون أقوى منها نسبياً.
- زيادة التبول: قد تزداد لديكِ عدد مرات التبول أكثر من المعتاد، نظراً لازدياد ضخ كمية الدم في جسمكِ خلال الحمل، مما يؤدي إلى استمرار معالجة الكليتين للسوائل الزائدة التي تنتهي في المثانة.
- التعب والإعياء: قد تشعرين بالتعب والإعياء بصورة كبيرة عند بذل أي مجهود، ويصاحب ذلك رغبة مستمرة في النوم، نتيجة للارتفاع السريع في مستويات هرمون البروجستيرون في جسمكِ.
- الشعور بالصداع: قد تشعرين بآلام شديدة في رأسكِ، وتكون مصاحبة عادةً بالدوخة والدوار، نظراً للتغيرات الهرمونية التي تحدث في جسمكِ.
- زيادة الشهية للطعام أو النفور منه: قد تجدين لديكِ رغبة شديدة في تناول الطعام بصورة أكبر من المعتاد، أو تنفرين بشكل كلي من أي نوع من الأطعمة أو رائحتها.
- التقلبات المزاجية: قد تشعرين ببعض الاضطرابات والتغيرات في حالتكِ المزاجية المترافقة مع شعوركِ بالضيق وعدم الارتياح، نظراً للتغيرات الهرمونية.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: يمكنكِ أن تلاحظي ارتفاع درجة حرارة جسمكِ بدرجة أو اثنتين عن درجة الحرارة الطبيعية، وهذا الأمر مرتبط أيضاً بارتفاع نسب الهرمونات الأنثوية في جسمكِ.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: قد تشعرين ببعض التقلصات والانتفاخات والغازات، وقد تُصابين باضطرابات في حركة الأمعاء، مثل: الشعور بالإمساك.
كيفية تشكل البويضة الملقحة
تنقسم البويضة الملقحة إلى أعداد أكبر من الخلايا لتنغرس بعد ذلك في بطانة الرحم، مُكوّنة الجنين (بالإنجليزية: Embryo)، إذ يتابع الجنين نموه داخل الرحم حتى نهاية الحمل، وتحدث عملية الانغراس هذه بعد نحو 6 أيام من الإخصاب (تلقيح البويضة)، وتستغرق نحو 3-4 أيام حتى تكتمل. [1]
وتساهم بعض من الخلايا المتكوّنة خلال الانقسام في تشكيل المشيمة (بالإنجليزية: Placenta)، المسؤولة عن نقل المواد الغذائية والأكسجين من الأم إلى جنينها، وطرح الفضلات منه وتصفيتها خارج أوعيته الدمويّة. [1]
وتتابع مراحل نموّ الجريبات المبيضيّة الأنثويّة وتطورها وصولاً إلى مرحلة تشكيل الجريب الناضج (جريب دوغراف)، لتنطلق بعد ذلك منه البويضة، فتحدث عدة تغيرات في جسم المرأة، وهي كما يأتي: [1]
- تحدث تبدلات في نسبة إفراز الهرمونات المسؤولة أساساً عن هذه التطورات الجريبيّة، وهي: الهرمون الحاثّ لنموّ الجريب (FSH) والهرمون اللوتئينيّ (LH).
- يحدث ارتفاع كبير في تركيز الهرمون اللوتئينيّ قبل 36 ساعة من حدوث الإباضة، ليتمزق بعدها الجريب الناضج وتتحرر منه الخلية البيضيّة الأنثويّة.
- يتلقف خمل البوق الأنثويّ الخلية البيضيّة وينقلها بفضل تقلصاته وحركات أهدابه المبطنة له إلى منطقة الأنبورة (بالإنجليزية: Ampulla)، فتستقر البويضة هناك بانتظار وصول الحيوان المنويّ (النطفة الذكريّة) كي يلقحها.
- تنجح مجموعة من النطاف المتحركة والمقذوفة داخل المهبل في الوصول إلى أعماق الجهاز التناسليّ الأنثويّ، لتتمكن نطفة واحدة منها في النهاية من تلقيح البويضة.
- بعد ذلك، تندمج نواة النطفة (22 صبغياً جسدياً وصبغي جنسيّ واحد xأو y) مع نواة الخلية البيضيّة الأنثويّة (22 صبغياً جسدياً مع صبغي جنسيّ واحد x) مُعطية بذلك البويضة الملقّحة (بالإنجليزية: Zygote or Fertilized Egg).
مراحل نمو الجنين في الشهر الأول
يمر الجنين بعدد من المراحل التي تساهم في نموه وتطوره خلال الشهر الأول من الحمل، سنتناولها تفصيلاً في السطور الآتية: [3]
الجنين في الأسبوع الأول والثاني من الحمل
يتوافق هذان الأسبوعان مع الأسبوعين التاليين لبداية الدورة الشهرية الجديدة عند المرأة، وخلالهما يستعد المبيض لتحرير البويضة التي يتلقفها البوق وتستقر في الأنبورة، حتى يصلها الحيوان المنويّ الذي سيلقحها، ويمكن اعتبار الأسبوع الأول والثاني من الحمل بمثابة المرحلة التحضيرية للمبيض؛ كي يطلق البويضة، وذلك لسهولة حساب الموعد التقريبيّ للولادة بواسطة الطبيب المختصّ. [2]
ففي الأسبوعين الأوليين من الحمل، يكون الجنين ما زال لم يتكوّن بعد، ولا يمكن التقاط له صورة بالموجات فوق الصوتية، فكما ذكرنا من قبل يتم حساب فترة الحمل من أول يوم بعد انتهاء الدورة الشهرية، ويبدأ الجنين في التكوّن بعد نحو أسبوعين من تاريخ هذا اليوم، ويكون هذا هو الموعد الدقيق لبداية الحمل، ولكن من الصعب معرفة اللحظة التي تم فيها التلقيح تحديداً. [2]
انقسامات البويضة الملقحة
يطرأ على البويضة الملقّحة بعد تشكلها مجموعة متتابعة من الانقسامات الخلويّة، بالتزامن مع انتقالها على طول القناة الناقلة للبويضات (قناة فالوب). [3]
وبعد 4 أيام من مسيرها وانقسامها المتتابع تتشكل التويتة (بالإنجليزية: Morula) المؤلفة من 16 خليّة، لنجد أن مجموعة الخلايا الداخلية منها ستعطي أنسجة المضغة في المراحل اللاحقة من الحمل، فيما تشارك كتلة الخلايا المحيطيّة (الخارجيّة) في تشكيل المشيمة. [3]
اليوم الخامس بعد الإلقاح
تعرفنا في الفقرة السابقة على أن الخطوات الأولى للبويضة الملقحة تتركز على إجراء مجموعة متتابعة من الانقسامات والتكاثرات وصولاً إلى مرحلة التويتة، وفي اليوم الخامس بعد الإلقاح يحدث ما يأتي: [1]
-
تصل التويتة إلى جوف الرحم ويبدأ سائل في اختراق الأحياز المتشكلة بين كتلة الخلايا الداخلية للتويتة، لتتجمع فيها بعد هذه الأحياز معطية جوفاً مميزاً نسميه جوف الكيسة الأريميّة.
-
في حين تندفع كتلة الخلايا الداخلية ونسميها طبياً في هذه المرحلة بالأرومة المضغيّة (بالإنجليزية: Embryoblast).
-
بينما تتسطح الخلايا المحيطيّة (الخارجيّة) مشكّلة الأرومة الغاذية (بالإنجليزية: Trophoblast) التي ستغزو عميقاً ضمن بطانة الرحم فيما بعد، كي تشكل المشيمة.
اليوم السادس من الإلقاح
تبدأ الأرومة الغاذية باختراق بطانة الرحم والانغراس فيها، وقد يحدث نزف دمويّ بسيط في أثناء هذه المرحلة تلاحظه المرأة، وقد تعتقد أنه النزف الطمثي المبشر ببداية دورة جديدة، وهو في الواقع دم مرتبط بانغراس الكيسة الأريميّة داخل بطانة الرحم. [3]
الجنين في الأسبوع الثالث من الحمل
تجدر الإشارة إلى أن الاختبارات الحمليّة في الأسبوع الثالث من الحمل، تعطي نتائج سلبيّة، لا سيّما أن الهرمونات الحمليّة وأهمها هرمون (HCG) لا يفرز مباشرة بعد تشكل البويضة الملقحة، بل يحتاج إلى أيام لاحقة حتى يبدأ إفرازه مُعطياً نتيجة إيجابيّة لاختبار الحمل البوليّ. [2]
الجنين في الأسبوع الرابع من الحمل
في اليوم الثامن من الحمل
من تطوّر ناتج الإلقاح، يُلاحظ الانغراس الجزئيّ للكيسة الأريميّة داخل بطانة الرحم، ويطرأ على طبقة الخلايا الخارجيّة منها، التي يُطلق عليها الأرومة الغاذية (بالإنجليزية: Trophoblast)، مجموعة من التغيرات المميزة. [2]
كما تنقسم طبقة الخلايا الداخلية التي يُطلق عليها الأرومة المضغيّة (بالإنجليزية: Embryoblast) إلى الأديم الظاهر (بالإنجليزية: Epiblast) والأديم الباطن التحتاني (بالإنجليزية: Hypoblast). [2]
تكوّن طبقتا الأرومة المضغية معاً قرصاً مسطحاً، ويتشكل تجويف صغير داخل الأديم الظاهر، ويبدأ بالاتساع تدريجياً معطياً الجوف الأمنيوسيّ أو السلويّ (بالإنجليزية: Amniotic Cavity). [2]
في اليوم التاسع بعد حدوث الحمل
تنغرس الكيسة الأريميّة إلى مسافة أعمق داخل بطانة الرحم، ويبدأ جسم المرأة بحثِّ الآليات التي تؤدي إلى سد فوهة الاختراق التي أحدثها التعشيش بخثرة من الفيبرين. [3]
وتبدأ بعض الخلايا المشتقة من الأديم الباطن التحتاني بتكوين غشاء رقيق يدعى الغشاء خارج الجوف العامّ، الذي يشكل بالتشارك مع باقي خلايا الأديم الباطن كيس المحّ البدائيّ (بالإنجليزية: Primitive Yolk Sac). [3]
في اليوم الحادي عشر والثاني عشر
يكتمل انغراس الكيسة الأريميّة وتلتئم فوهة الاختراق التي تحدثها في بطانة الرحم بشكل تامّ، تواصل الأرومة الغاذية غزوها عميقاً أكثر ضمن طبقات الرحم. [3]
لتنجح في النهاية بتأسيس الدورة الرحميّة المشيميّة التي يتدفق دم الأم خلالها إلى دم المضغة التي ستتطور لاحقاً إلى الجنين. [3]
كما يظهر تجويف جديد بين كيس المحّ الابتدائيّ وطبقة الأرومة الغاذية يملؤه الأديم المتوسط خارج المضغة (بالإنجليزية: Extraembryonic Mesoderm). [3]
تقوم الأرومة الغاذية بإفراز أهم هرمون حمليّ على الإطلاق يسمى طبياً (موجهة الغدد التناسليّة المشيمائيّة البشريّة) أو (HCG) وبكميات كافية مع نهاية الأسبوع الثاني لدرجة تسمح بالكشف عنه باختبارات مناعيّة خاصّة. [3]
يُعرف الأسبوع الرابع من الحمل أيضاً بأسبوع الثنائيات، حيث تنقسم الأرومة الغاذية إلى طبقتين متمايزتين. [3]
كذلك الحال بالنسبة إلى الأرومة المضغية والأديم المتوسط، الذي ينقسم أخيراً معطياً الجنبة الجسديّة والجنبة الحشويّة. [3]
الإجهاض في الشهر الأول
من الممكن أن يحدث الإجهاض خلال الأسبوعين الثالث والرابع من الشهر الأول للحمل، وتلاحظ فيه المرأة نزفاً غير طبيعيّ لها قد يلتبس أحياناً مع دم الدورة الشهرية لديها. [1]
وعادةً ما يحدث الإجهاض في هذه المرحلة نتيجة عيوب صبغيّة كبيرة، إذ تقدّر نسبة حالات الحمل التي تنتهي بالإجهاض التلقائيّ بـ50%. [1]
في الختام، يمكن لأعراض الحمل أن تختلف شدتها بين امرأة وأخرى، فقد تبدو مؤقتة لدى بعضهن أو قد لا تشمل جميع الحوامل، ويمكنك الآن قراءة مقال تطورات الجنين في الشهر الثاني من الحمل.
أسابيع وأشهر الحمل
يمكنك قراءة بقية مقالات أشهر وأسابيع الحمل من هنا:
- الحمل في الشهر الأول (الأسابيع 1 إلى 4).
- الحمل في الشهر الثاني (الأسابيع 5 إلى 8).
- الحمل في الشهر الثالث (الأسابيع 9 إلى 12).
- الحمل في الشهر الرابع (الأسابيع 13 إلى 16).
- الحمل في الشهر الخامس (الأسابيع 17 إلى 20).
- الحمل في الشهر السادس (الأسابيع 21 إلى 24).
- الحمل في الشهر السابع (الأسابيع 25 إلى 28).
- الحمل في الشهر الثامن (الأسابيع 29 إلى 32).
- الحمل في الشهر التاسع (الأسابيع 33 إلى 36) والاستعداد للولادة.