أسباب مرض البهاق وعلاجه

  • تاريخ النشر: منذ يوم
مقالات ذات صلة
علاج البهاق
مرض الوردية أسبابه وطرق علاجه
مرض الجنف الأسباب والأعراض والعلاج

مرض البهاق هو حالة جلدية حيث تفقد بقع من الجلد لونها، كما يمكن أن يؤثر على العينين وداخل الفم والشعر. وتختلف أسباب مرض البهاق وعلاجه حسب حالة الشخص ومدة الإصابة بالمرض، وكثيراً ما أجريت الأدوية التجريبية على الأشخاص المصابين به لمعرفة تفاعل البهاق مع هذه الأدوية. سنتعرف في هذه المقالة إلى أسباب مرض البهاق وعلاجه طبياً.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هو مرض البهاق؟

البهاق هو حالة طويلة الأمد تسبب ظهور بقع بيضاء شاحبة على الجلد، وفي الحالات الشديدة تغطي هذه البقع الجسم بالكامل. ويصيب البهاق واحداً من كل مائة شخص. ويسبب غالباً إلى الاكتئاب والعزلة وخاصة بين الأطفال.

يؤثر البهاق عادة على مناطق الجلد المعرضة لأشعة الشمس، والأماكن التي تعرضت لإصابات جلدية سابقة، وثنيات الجسم مثل الإبطين، كما قد تتأثر الأعضاء التناسلية به.

يبدأ البهاق عادة على اليدين والساعدين والقدمين والوجه، وبعدها ينتشر في أي جزء من الجسم، بما في ذلك الأغشية المخاطية (البطانة الرطبة للفم والأنف والمناطق التناسلية والمستقيمية) والعينين والأذنين الداخلية.

قد يكون لدى الأطفال المصابين بالبهاق فرصة أكبر للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل الثعلبة البقعية، ومرض السكري، وفقر الدم الخبيث، ومرض أديسون، واضطراب الغدة الدرقية. لكن من الناحية الإيجابية، يتمتع البهاق بفائدة وقائية ضد سرطان الجلد الخبيث وغيره من سرطانات الجلد القاتلة، كما أن الأشخاص المصابين بالبهاق يتعرضون بنسبة أقل لنزلات البرد. [1]  

أسباب مرض البهاق

يؤدي خطأ وظيفي في الجهاز المناعي إلى مهاجمة الخلايا الصبغية وتدميرها، وهي الخلايا المنتجة للصبغة المسؤولة عن لون الجلد، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء غير متساوية في جميع أنحاء الجسم. كما يمكن أن تساهم الضغوط النفسية الشديدة، والاستعداد الوراثي، والبيئة الخلوية المتغيرة، والتعرض للسموم، واضطرابات الهضم الذي يعيق امتصاص العناصر الحيوية في حدوث البهاق. ويبدأ حوالي نصف حالات البهاق في مرحلة الطفولة، وغالباً ما تظهر في فصل الربيع دون سابق إنذار. [2]  

بعض الأسباب المحتملة تشمل:

  • الوراثة: يقدر أن 20٪ من المصابين بالبهاق لديهم قريب من الدرجة الأولى يعاني من هذه الحالة.
  • الاستجابة المناعية الذاتية: يهاجم الجهاز المناعي في الجسم الخلايا الصبغية ويقتلها.
  • الإجهاد التأكسدي: عندما يعاني الأشخاص من خلل في جزيئات الأكسجين ومضادات الأكسدة، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالبهاق.
  • العوامل البيئية: قد يؤدي الضيق العاطفي أو حروق الشمس أو التعرض للمواد الكيميائية إلى الإصابة بالبهاق.

أعراض مرض البهاق

تختلف أعراض البهاق بشكل كبير من شخص لآخر، فهو أكثر وضوحًا لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أو البرونزية. وقد يبدأ البهاق على شكل بقعة أفتح قليلاً من بقية الجلد، ولكنها تتحول تدريجياً إلى اللون الأبيض بالكامل. وتكون حواف البقعة ناعمة أو غير منتظمة وقد تكون حمراء ملتهبة. وفي بعض الحالات، تتحول بقع الشعر على الجسم إلى اللون الفضي أو الرمادي أو الأبيض.

أنواع مرض البهاق

إن التمييز المبكر بين أنواع مرض البهاق أمر بالغ الأهمية في التنبؤ بنشاط المرض واختيار العلاج المناسب. وهناك نوعان رئيسيان للبهاق: [3]  

  • البهاق القطاعي، أو ما يسمى أيضاً بالبهاق أحادي الجانب، يصيب جزءاً واحداً من الجسم. ويبدأ غالباً في سن مبكرة ويتوقف عن الانتشار بعد عام.
  • البهاق غير القطاعي، أو ما يسمى بالبهاق الثنائي أو الشامل، ينتشر في جميع أجزاء الجسم، وخاصة المناطق التي تتعرض للاحتكاك أو الفرك بشكل متكرر. وغالباً ما تمتد هذه البقع ببطء مع مرور الوقت إذا تُركت دون علاج.

وتشمل أنواع أخرى من البهاق:

  • البهاق المعمم، والذي يتسبب في ظهور بقع في أماكن مختلفة من الجسم.
  • البهاق المخاطي، والذي يؤثر على الأغشية المخاطية في الفم و/أو الأعضاء التناسلية.
  • البهاق البؤري، حيث تتطور البقع في منطقة صغيرة ولا تنتشر بنمط معين في غضون سنة إلى سنتين.
  • البهاق الشعيرات، والذي يأتي شكله مثل عين الثور بمركز أبيض أو عديم اللون، ثم منطقة ذات تصبغ أفتح، وبعدها بلون البشرة الطبيعي.
  • البهاق الشامل،  يتسبب هذا النوع النادر من البهاق في عدم وجود صبغة في أكثر من 80% من البشرة.

علاج مرض البهاق طبياً

من الأفضل علاج البهاق في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر من ظهوره لأول مرة، لأن الحالة تصبح أكثر صعوبة مع تقدم المرض.

الأدوية والمراهم

يمكن تناول مثبطات JAK المتقدمة مثل Opzelura® من شركة التكنولوجيا الحيوية Incyte، وLitfulo®  من شركة الأدوية العملاقة Pfizer، تعمل هذه الأدوية كمنظمات لجهاز المناعة، وتستهدف مسارات اتصال محددة للسيطرة على الاستجابات المناعية غير المنتظمة.

يعد عقار Opzelura® (1.5% ruxolitinib)، وهو أول عقار معتمد من إدارة الغذاء والدواء لعلاج البهاق، علاجاً موضعياً مناسباً للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكثر. يجب تطبيقه مرتين يومياً على المناطق المصابة، وخاصة على الوجه.

يمكن استخدام أدوية عالية الفعالية مثل بروبيونات كلوبيتاسول 0.05% مرتين يومياً لمدة تصل إلى 8 أسابيع، وبعد ذلك يجب تقليلها ببطء إلى قوة أقل. تستخدم مرة واحدة يومياً في المناطق الحساسة مثل الوجه أو الرقبة أو الفخذ.

إذا كان المريض يعاني من البهاق المتوسع بسرعة، حيث تظهر بقع جديدة كل أسبوع، فقد يقترح طبيب الأمراض الجلدية تناول الستيرويدات عن طريق الفم حتى يستقر المرض. إذ يصف الطبيب للبالغين جرعة 4 مجم من ديكساميثازون ميني بلس عن طريق الفم، تؤخذ بعد تناول الطعام، يومين في الأسبوع لمدة 16 أسبوعاً. بينما يتناول الأطفال نصف الجرعة لمدة 12 أسبوعاً.

العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية

يمكن الدمج بين العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية والعلاجات الموضعية، وتتراوح مدة هذا العلاج من 8 إلى 24 شهراً من العلاجات التي تتكرر مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً، مع معدل نجاح متوسط ​​يتراوح بين 65 و75%.

العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق (NB-UVB) هو العلاج المفضل للبهاق غير القطعي المعمم، وهو يعمل على إعادة تصبغ أفضل من العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية UVA، مع تطابق أفضل للون وآثار جانبية أقل. ويمكن استخدامه على النساء الحوامل أو المرضعات والأطفال.

علاج إزالة التصبغات

يعمل علاج إزالة التصبغ على إزالة لون البشرة الطبيعي ليتناسب مع المناطق المصابة بالبهاق، حيث يستخدم عقار مونوبنزون على البقع المصطبغة من البشرة. سيؤدي هذا إلى تحويل لون البشرة إلى اللون الأبيض لتتناسب مع المناطق المصابة بالبهاق في باقي مناطق البشرة.

الخيارات الجراحية

يمكن إجراء إما زراعة الأنسجة أو زراعة الخلايا لعلاج البهاق، واستعادة الصبغة إلى المناطق التي تفتقر إلى الخلايا الصبغية باستخدام خلايا من موقع متبرع مصطبغ في جسم المريض. وغالباً ما يتم علاج البهاق القطعي بالجراحة في غضون 2-3 أشهر إلى عام، أما بالنسبة للبهاق غير القطعي، يوصى بالجمع بين التدخل الجراحي وعلاج الأشعة فوق البنفسجية بعد العملية الجراحية للحصول على أفضل النتائج، وضمان استقرار العلاج على المدى الطويل. [4]  

الوشم

يتضمن التصبغ الدقيق، أو الوشم الطبي، زرع الصبغة في الجلد، وتناسب الأشخاص ذوي درجات البشرة الفاتحة إلى المتوسطة. ويمكن أن تشمل العيوب صعوبة مطابقة لون الجلد وحقيقة أن الوشم يتلاشى، ولكنه لا يتحول إلى اللون البني. وقد يؤدي تلف الجلد الناجم عن الوشم إلى ظهور بقعة أخرى من البهاق.

مضاعفات البهاق

على الرغم من أن البهاق هو في الأساس حالة تجميلية، إلا أنه قد يسبب بعض المضاعفات منها:

  • يجعل البشرة أكثر حساسية لأشعة الشمس من بقية الجسم، وقد يؤدي هذا إلى احتراق بشرتك بسرعة بدلاً من تسميرها.
  • التشوهات في شبكية العين وبعض الاختلافات في لون القزحية.
  • الاستعداد للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل قصور الغدة الدرقية والسكري وفقر الدم.
  • انخفاض احترام الذات، وقد يؤدي هذا إلى القلق أو الاكتئاب ويجعل الشخص يرغب في عزل نفسه أو تجنب المواقف الاجتماعية.

إن زيادة الوعي بالبهاق مثل التثقيف حول أسباب مرض البهاق وعلاجه، والبحث عن نماذج يحتذى بها في البهاق من الأشخاص تغلبوا على هذا المرض، يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بمرض البهاق على التغلب على هذه الصعوبات.

موضوعات ذات صلة:

  1. "نبذة عن البهاق" ، منشور على موقع vrfoundation.org
  2. "مقال مرض البهاق أعراضه وعلاجه" ، منشور على موقع medicalnewstoday.com
  3. "مقال البهاق: أنواعه، أعراضه، علاجه" ، منشور على موقع my.clevelandclinic.org
  4. "مقال إرشادات العلاج لمرض البهاق" ، منشور على موقع vrfoundation.org
  • الأسئلة الشائعة عن أسباب مرض البهاق وعلاجه

  1. أنا مصاب بالبهاق فهل سيصاب أطفالي بالبهاق أيضاً؟
    الأطفال الذين يولدون لوالدين مصابين بالبهاق هم أكثر عرضة للإصابة بالبهاق. ومع ذلك، فإن معظم الأطفال لن يصابوا بالبهاق، حتى لو كان أحد الوالدين مصاباً به.
  2. هل يؤثر البهاق على السمع؟
    البهاق، المعروف في المقام الأول بتغير لون الجلد، يمكن أن يؤثر أيضاً على الخلايا الصبغية في الأذن الداخلية، مما قد يؤثر على السمع.
  3. هل البهاق معدي؟
    لا، البهاق ليس معديًا، ولا ينتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجسدي.