أسباب تشكل الكرش وطرق التخلص منه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الإثنين، 22 نوفمبر 2021
مقالات ذات صلة
أسباب اكتئاب الحمل وطرق التخلص منه
أسباب رائحة المهبل وطرق التخلص منها
أسباب خطوط الرقبة وطرق التخلص منها

لعل نمط الحياة المعاصر هو السبب الأول والأكبر في معظم المشاكل الصحية المنتشرة اليوم، فنحن معتادون على تناول الوجبات السريعة لسد الجوع عند الحاجة، والنوم لأوقات قليلة حيناً وطويلة أحياناً أخرى، إضافة إلى الجلوس لفترات طويلة كل يوم بشكل غير صحي إلى مكاتبنا وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا، نتيجة ذلك نهمل صحتنا ونجعلها تتراجع، وننظر إلى الدهون وهي تتراكم في أجسامنا بالتدريج دون أن يكون لدينا وقت لممارسة الرياضة أو فرصة لإجراء تغييرات مفيدة في نمط حياتنا.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

في الحقيقة؛ وبالرغم من كل تلك العناوين البراقة التي تشاهدونها على التلفزيون والإنترنت، لا يوجد في الواقع طريقة سحرية بسيطة وفعالة لخسارة الكرش بسرعة خيالية كما يتخيل الجميع، يوجد العديد من الطرق الخطيرة والتي لا تحمل فائدة تذكر لذلك لن نتطرق لها الآن، إنما سنذكر أسباب البدانة وتشكل الكرش، وأفضل الطرق للتخلص منه.

كيف يتشكل الكرش؟

أغلب من يعانون من وجود الكرش لديهم اليوم لم يكونوا دائماً كذلك، ففي عمر الطفولة نكون نشيطين ونحب اللعب والحركة أكثر من الجلوس في المنزل، وحتى أثناء المراهقة يكون نشاطنا الاستقلابي سريع لذلك يحرق جسمنا الطعام الذي نأكله ويستخدم الطاقة من أجل نشاطاتنا الجسدية والفكرية.

لكن حين نتقدم في السن؛ يتباطأ نشاطنا الاستقلابي بالتدريج، ويتجه إلى مراكمة الغذاء الذي نتناوله على شكل شحوم في أجسادنا، إضافة إلى مشاغل حياتنا وأعمالنا التي تبعدنا عن ممارسة الرياضة والحركة بشكل كبير، فما هي أسهل الطرق للتخفيف من دهون البطن؟

طرق التخلص من الكرش وفقا لمسبباته

من أجل إزالة الكرش بشكل فعال، يجب أن نتعامل مع جميع العوامل المسببة له ونعدلها كلُّ على حدة، فلنتحدث عنها بالتفصيل:

أولاً: الاستقلاب (Metabolism) ودور النشاط الاستقلابي في تخفيف الدهون:

يعرف الاستقلاب (الأيض): بكونه مجمل العمليات التي يقوم بها جسدنا لمعالجة الطعام، ويقسم إلى عمليات بناء (Anabolism) تجعلنا ننمو وتشكل نسجاً جديدة، وعمليات هدم (Catabolism) تحول الطعام إلى طاقة نستخدمها في النشاط الجسدي اليومي، ومع التقدم في السن تتراجع عمليات الهدم ويتجه جسمنا إلى تخزين الطعام كنسيج شحمي يتركز قسم كبير منه في البطن، اتبع هذه النصائح لتحسين نشاطك الاستقلابي وتنشيط عمليات حرق الدهون:

  • ابتعد عن الشدة النفسية والتوتر: فالتوتر يرفع من مستويات هرمون الكورتيزول في أجسادنا، وأثبت أن لهذا الهرمون علاقة مباشرة بارتفاع الضغط الدموي والبدانة وبخاصة بدانة الجذع، إضافة لكونه يؤدي إلى نحول الأطراف على حساب العضلات، ومن أجل تخفيف الكورتيزول، من الضروري أن نحافظ على الحد الأدنى من النوم الذي يجعلنا نصحو بنشاط ويقظة، لأن مستويات هذا الهرمون تزداد في حالات النعاس الشديد والتعب النفسي والجسدي، وينصح الأطباء بحوالي 7 ساعات نوم يومياً كحد أدنى للحفاظ على الصحو الذهني والنشاط.

بالطبع لا يكفي النوم وحده لتخفيف التوتر، لذلك حاول أخذ فواصل قصيرة للاسترخاء أثناء العمل ولو كانت لربع ساعة مثلاً في وقت الغداء، أغمض عينيك وأرجع الكرسي وانس مشاغلك لبعض الوقت، وحاول قدر المستطاع أن يكون العمل في وقت الدوام فقط ولا تأخذه معك إلى المنزل أو في أيام العطلة الرسمية.

  • اجعل الإفطار وجبة أساسية في يومك: فقد ثبت أن تناول الطعام خلال ساعة من الاستيقاظ يحافظ على استقرار مستويات الإنسولين ويخفض مستوى الكوليسترول الضار في الجسم.
  • لا تهمل المشي: على الشخص البالغ الطبيعي أن يمشي في اليوم الواحد ما مقداره 10 آلاف خطوة وسطياً، يختلف هذا العدد بالطبع بحسب العمر والوزن والجنس إلا أنه رقم وسطي تقريبي، فالمشي يحسن دورتنا الدموية وينشط عمليات الاستقلاب، من المعروف أن أغلب الهواتف المحمولة الحديثة تقيس عدد الخطوات التي نمشيها يومياً بشكل تلقائي وهذا قد يكون مفيداً جداً لنا في حساب هذه الخطوات، يمكنك كذلك استخدام الدرج للصعود إلى شقتك أو مكان عملك بدلاً من استخدام المصعد الذي يطيل فترة الوقوف الجامد بدلاً من المشي والحركة.
  • اشرب الكثير من الماء: إذ أثبتت الدراسات أن شرب الماء بشكل منتظم على مدى اليوم يحافظ على النشاط الاستقلابي بمستويات منتظمة وثابتة، إضافة إلى أنه يحسن عمل الكليتين في الإطراح، لذلك احرص على شرب الماء عند الاستيقاظ مباشرة لإعطاء دفعة لاستقلابك، واشرب ما لا يقل عن ثمانية كؤوس من الماء كل يوم، واترك في حقيبتك زجاجة ماء كي يكون بإمكانك الشرب في أي وقت من النهار.

يمكنك أن تعلم حالة الإماهة (كمية الماء) في جسمك من خلال مراقبة لون بولك، فهو يصبح أصفر اللون وأكثر قتامة عند وجود نقص في الماء، وهذه هي الإشارة التي يجب أن تفهم منها أنك بحاجة إلى شرب المزيد من المياه.

ثانياً: الرياضة تنشط الجسم وتساعد في حرق شحوم البطن:

على عكس الاعتقاد الشائع، لن تفيد تمارين المعدة في خسارة الكرش بسرعة، إنما ستشد عضلات المعدة لتصبح أقوى إلا أنها ستبقى مختفية تحت تلك الدهون في بطنك وتجعل بطنك يبدو أكبر لأنها أضافت طبقة جديدة من الثخانة إليه، أما أفضل التمارين لخسارة الكرش هي التمارين الهوائية (Aerobics)، التي تحرك مختلف أجزاء الجسم وتنشطه وتساعد على حرق الشحوم في كافة أنحاء الجسم ومن بينها البطن بالطبع، لا تبالغ في التمارين ولا تلعب حتى تشعر بالإرهاق في البداية بل مارس ما يكفي لتشعر بالنشاط وتشعر بنبضات قلبك تزداد وتوقف قبل أن تشعر بالتعب، فالتعب في البداية سيثبط عزيمتك ويجعلك تتجنب ممارسة الرياضة في الفرص القادمة.

ثالثاً: النظام الغذائي ودوره في تخفيف الكرش:

بالطبع لن يكون الحديث عن خسارة الوزن كاملاً بدون التطرق إلى موضوع النظام الغذائي، والنصائح الغذائية بخصوص الكرش لا تختلف كثيراً عن تلك المتعلقة بالبدانة، لذلك احرص على تخفيف مدخولك اليومي من السعرات الحرارية، واجعل هذا التغيير تدريجياً خفيفاً إن لم يكن بإمكانك القيام به بشكل سريع، إضافة إلى ذلك؛ تذكر ما تأكله كل يوم وابحث على الإنترنت عن محتوياته الغذائية وكمية السعرات الحرارية الموجودة فيه حتى تتكون لديك صورة عما يدخل جسمك.

من المهم جداً التخفيف قدر الإمكان من الأغذية الحاوية على الدهون المشبعة، كالسمن والشحوم الحيوانية وتناول كمية كافية من الزيوت الصحية غير المشبعة الموجودة في زيت السمك الزيتون والأفوكادو والجوز واللوز وغيرها من البذور، لأن هذه الزيوت تخفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وتقي من الإصابة بتصلب الشرايين والداء السكري، وتخفف من الكرش بالطبع. للمزيد من المعلومات، راجع مقال الوزن المثالي والبدانة.

وختاماً.. تذكر أنك الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في حياتك وفي جسمك، وهذا يعتمد على إبقاء دافعك نصب عينيك دائماً، إن كان الدافع هو تجنب أخطار البدانة الصحية أو الظهور بمظهر جذاب ولائق، وتابع نتائج تقدمك كل يوم حتى تعطيك الحافز للمتابعة في نظام الحياة الصحي وعدم الاستسلام للمغريات اليومية.