أسباب ظهور الكلف وطرق علاجه
This browser does not support the video element.
يكتسب جلد الإنسان لونه من خلال صبغة الميلانين (بالإنجليزية: Melanin) التي تفرزها الخلايا الصباغية (بالإنجليزية: Melanocytes) الموجودة بأعداد كبيرة داخل البشرة، وتكون هذه الخلايا أكثر نشاطاً لدى أصحاب البشرة الداكنة، ويحمي هذا الصباغ الجلد من التأثير الضار للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس، لذلك فإن هذا الصباغ يلعب الدور الأكبر في حدوث اضطرابات تصبُّغ البشرة، مثل: الكلف والنمش وغيرها، وفي هذا المقال، نتناول بالتفصيل أسباب ظهور الكلف وأنواعه وطرق علاجه وأهم النصائح لتقليله.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب ظهور الكلف
يظل السبب الدقيق وراء ظهور الكلف غير معروف حتى وقتنا الحاضر، ومن المرجح أن آلية تشكُّله ترجع إلى فرط نشاط الخلايا الصباغية الموجودة في البشرة وإنتاجها كميات زائدة من صباغ الميلانين، مما قد يفسر انتشاره في الأعراق ذات البشرة الداكنة أكثر من غيرها. [1]
وقد أثبتت الدراسات وجود عدد من العوامل التي تزيد من ظهور الكلف، من أهمها ما يأتي: [1]
التعرض لأشعة الشمس
يعد التعرض بكثرة لأشعة الشمس العامل الأهم لظهور الكلف، إذ تحفز الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في ضوء الشمس الخلايا الصباغية وتنشط عملها، وهذا ما يفسر عودة ظهور الكلف عند من سبق لهم الإصابة به بعد التعرض لأشعة الشمس في فصل الصيف خصوصاً.
تغير مستوى الهرمونات
لا تزال العلاقة بين الكلف وبعض الهرمونات غير مفهومة بشكل كامل، ولعلَّ أفضل مثال على الكلف الناتج عن التغيرات الهرمونية، هو كلف الحمل (بالإنجليزية: Chloasma) أو ما يُعرف باسم قناع الحمل.
بالإضافة إلى أن حبوب منع الحمل وتناول العلاجات الهرمونية التعويضية التي توصف لبعض النساء خلال سن اليأس قد تزيد من حالة الكلف سوءاً.
مستحضرات العناية بالبشرة
يمكن لمستحضرات العناية بالبشرة خصوصاً تلك التي تحتوي على العطور مثل مرطبات الجلد وبعض محاليل غسل البشرة، أن تتسبب في تهيجها، وبالتالي قد تزيد حالة الكلف الموجود سوءاً.
العوامل الوراثية
أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالكلف يملكون فرصة أكبر لظهور الكلف لديهم بعد التعرض لأشعة الشمس بصورة مستمرة أو تناول مانعات الحمل الفموية.
الإصابة بالتوتر
قد يزيد التعرض للإصابة بالقلق والتوتر الشديدين من احتمالية ظهور الكلف على البشرة لدى بعض الأشخاص.
مشكلات الغدة الدرقية
تعتبر الإصابة ببعض مشكلات الغدة الدرقية المتعلقة بزيادة نشاطها أو قصورها من أهم العوامل التي تؤدي إلى ظهور الكلف على البشرة.
أنواع الكلف
تعتبر منطقة الوجه وأعلى الرقبة أكثر الأماكن التي يظهر عليها الكلف، فنادراً ما تُصاب به بقية مناطق الجسم، مثل: الذراعين والظهر والبطن، ويُقسّم كلف الوجه بحسب موضعه إلى ثلاثة أنواع تتمثل فيما يأتي: [2]
- كلف منتصف الوجه: هو النمط الأكثر انتشاراً، وفيه يظهر الكلف على كل من: الجبهة، والخدين، والشفة العلوية، والأنف، والذقن.
- الكلف الجانبي: أو الكلف على جانبي الخد، والذي يتوزع على الخدين فقط.
- الكلف الموجود على الفك: ويظهر الكلف في هذه الحالة حول منطقة الفك.
ويمكن تقسيم الكلف أيضاً بحسب مكان وجود التصبغ داخل طبقات الجلد إلى ثلاثة أنماط مختلفة، وهي كما يأتي: [2]
- الكلف السطحي: (بالإنجليزية: Epidermal Melasma)، وفيه يوجد صباغ الميلانين في هذا النمط في الطبقات السطحية من البشرة، وهو الأقل شدة من بين الأنماط الأخرى.
- الكلف العميق: (بالإنجليزية: Dermal Melasma)، وفيه توجد مادة الميلانين داخل الطبقات العميقة من البشرة، وهو النمط الأصعب علاجاً.
- الكلف المختلط: (بالإنجليزية: Mixed Melasma)، وهذا النمط يجمع بين النمطين السابقين، إذ يتوزع صباغ الميلانين بين مختلف طبقات البشرة.
طرق علاج الكلف
يمكن لبعض حالات الكلف ألا تحتاج إلى أي علاج، مثل الكلف الحملي الذي قد يتراجع من تلقاء ذاته بعد الولادة، أما بالنسبة لباقي الحالات فإما أن يؤدي العلاج إلى زوال نهائي للبقع أو تخفيف لونها وحجمها والوقاية من ظهور بقع جديدة، وتتضمن هذه العلاجات ما يأتي: [3]
الواقي الشمسي
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الكلف أو المعرضين بحكم العامل الوراثي للإصابة به، بوضع المستحضرات الواقية من الشمس عند الخروج نهاراً بشكل دائم، وتجديده بعد مضي ساعتين على وضعه.
كما ينصح الأطباء من لديهم الكلف باختيار واقيات الشمس التي لا تقل نسبة حمايتها من أشعة الشمس عن 50%، وتكمن أهمية الواقي الشمسي في منع تفاقم الحالة والوقاية من ظهور المزيد من بقع الكلف، أكثر من كونه علاجاً لبقع الكلف الموجودة أساساً.
الهيدروكوينون (Hydroquinone)
يعتبر الهيدروكوينون الخيار الدوائي الأول لمعالجة الكلف، إذ إنه يعمل على تفتيح لون البشرة بشكل تدريجي بما فيها مناطق الكلف، وذلك عن طريق تأثيره على الأجزاء المصنعة للميلانين داخل الخلايا الصباغية.
التريتينوئين (Tretinoin)
يقوم هذا الدواء أيضاً بتفتيح لون البشرة والمناطق المتصبغة، وقد يصفه الطبيب كعلاج وحيد في الحالات الخفيفة من الكلف أو بالمشاركة مع الهيدروكوينون في مستحضر واحد، وذلك لزيادة فاعليته عند علاج الحالات الأشد، وتقتصر الآثار الجانبية لهذه الأدوية على جفاف البشرة وتهيجها أحياناً بشكل بسيط.
الستيروئيدات (Steroids)
تُستخدم الستيروئيدات بالمشاركة مع الأدوية السابقة في مراهم مركبة، وهذا ما يعرف بالعلاج الثلاثي للكلف (الهيدوكوينون، والتريتينوئين، وستيروئيد)، ويتم دمج هذه الأدوية في مرهم واحد بنسب مختلفة تبعاً لشدة الحالة، وقد أثبت هذا العلاج فاعليته لدى غالبية مرضى الكلف.
التقشير الكيميائي والتقشير بالليزر
في حال عدم الرضا عن النتائج التي حصل عليها المريض من العلاج الدوائي الأولي، يمكن اللجوء إلى التقشير الكيميائي أو التقشير بأجهزة الليزر لإزالة طبقات رقيقة من البشرة السطحية، لكن مع مراعاة خصوصية كل حالة، إذ يمكن لأشعة الليزر أن تؤدي إلى تدهور بعض أنواع الكلف بدلاً من أن تشفيها.
نصائح يومية لتقليل بقع الكلف
إليك فيما يأتي أهم النصائح اليومية التي يمكنك اتباعها للتعامل مع بقع الكلف التي تظهر في أماكن غير مرغوب بها: [3]
العلاجات والماسكات الطبيعية
أشهرها عصير الليمون الحامض، وخلاصة البقدونس، واللبن الحامض، والخل، وجل الألوفيرا، إذ يُعرف عن هذه المواد الطبيعية قدرتها على تصفية البشرة وتوحيد لونها وتقشيرها بشكل لطيف، لكن يجب الانتباه إلى عدم وضعها على البشرة لفترات طويلة، لكي لا تسبب الحساسية أو بعض الاحمرار المزعج.
الغذاء الغني بالفيتامينات
عند الحديث عن علاقة الفيتامينات بمظهر البشرة، فإن أول ما يطرأ على التفكير من بين الفيتامينات هو فيتامين هـ، وذلك بسبب دوره المهم في تجديد طبقات البشرة وإكسابها المظهر النضر.
لذلك يُنصح مرضى الكلف بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين هـ، مثل: السبانخ والمكسرات وغيرها، أو حتى شرائها على شكل كبسولات من الصيدلية وتناولها كمكمل غذائي.
الحماية من الشمس
يجب وضع الواقي الشمسي يومياً وبشكل مستمر حتى في الأيام غير المشمسة، بالإضافة إلى ارتداء القبعات واسعة الحواف والنظارات الشمسية.
على الرغم من أن بقع الكلف لا تشكل خطراً حقيقياً على صحة الجلد، فإنها غالباً ما تكون مشكلة مزعجة ومقلقة لصاحبها، وتجعله غير واثق من مظهره وغير مرتاح للون جلده.
ومع تقدم الطب في مجالات التجميل، بدأت تقل حالات الكلف التي يعجز فيها الأطباء عن تقديم الحلول الجمالية المرضية، لكن تبقى الوقاية خير من كل علاج لذا لا بد من الانتباه جيداً من أشعة الشمس وحماية بشرتنا منها.
وذلك ليس فقط للوقاية من ظهور الكلف، بل من أجل تجنب الكثير من المشاكل الصحية، التي قد يسببها التعرض المفرط لها، ولعل أخطرها الإصابة بسرطان الجلد.
وبعد أن تعرفت معنا على أسباب ظهور الكلف وأنواعه وطرق علاجه ونصائح لتقليله، فحاول أن تحمي بشرتك من أشعة الشمس الضارة وضع بانتظام الواقي الشمسي قبل التعرض لها للوقاية من آثارها السلبية على البشرة.