أسباب الشقيقة وأعراضها وطرق علاجها
This browser does not support the video element.
الشقيقة أو الصداع النصفي حالة مرضية تصيب الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، في هذا المقال سوف نسرد أهم المعلومات عن الشقيقة، أسبابها وأعراضها وطرق العلاج.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أعراض الشقيقة (الصداع النصفي)
غالباً ما تظهر الشقيقة على شكل صداع متوسط إلى شديد تشعر بها على شكل ألم نابض في جانب واحد فقط من رأسك، قد يعاني العديد من الأشخاص أثناء نوبة الشقيقة من أعراض أخرى مرافقة كالغثيان والإقياء وزيادة الحساسيّة للمنبهات الصوتية والضوئيّة.
وتشكّل الشقيقة الحالة العصبيّة الأكثر شيوعاً في العالم، حيث أنّها تصيب امرأة واحدة من كل 5 نساء ورجل واحد من كل 15 رجلاً، غالباً ما تبدأ خلال المراحل الباكرة من البلوغ. ويختلف عدد نوبات الشقيقة من شخص لآخر، فقد تتكرّر عدّة مرّات في الأسبوع لدى البعض، أو مرّة كل عدّة سنوات لدى البعض الآخر.
غالباً ما تحدث هجمات الشقيقة في سن الطفولة والمراهقة أو خلال المراحل الباكرة من البلوغ، قد تأتي هجمة الشقيقة على أربع مراحل، ولكن غالباً لا تصيبك كل هذه المراحل معاً وهي:
الطور البادري
يُشاهد لدى نسبة 60% من المرضى، وهو عبارة عن علامات تنبّئ بقرب حدوث هجمة الشقيقة تبدأ قبل يوم أو يومين، تشمل هذه العلامات:
- الإصابة بالإمساك.
- تقلبات المزاج، تتراوح هذه التقلبات من الشعور بالاكتئاب إلى الشعور بقمة النشاط والحيوية.
- تيبس العنق.
- زيادة شعورك بالعطش وزيادة عدد مرّات التبول.
- التثاؤب المتكرّر.
- الرهاب من الضوء والصوت.
- شعورك بالبرد.
- زيادة رغبتك بتناول الطعام.
الأورا (Aura)
قد تحدث الأورا قبل هجمة الشقيقة (الصداع النصفي) أو أثناء نوباتها، معظم الأشخاص تحدث لديهم الشقيقة دون أن تترافق بمرحلة الأورا وتدعى عندهم بالشقيقة الشائعة. والأورا عبارة عن مجموعة من الأعراض العصبيّة، غالباً ما تظهر على شكل اضطرابات بصريّة كرؤيتك لبريق (Flash)، أو تصبح الرؤية لديك متموجة أو متعرّجة (Wavy, Zigzag Vision).
في بعض الأحيان قد تكون الأورا على شكل إحساسات لمسيّة، أو أعراض حركيّة أو كلاميّة (اضطراب في اللفظ)، كما قد تصبح عضلاتك ضعيفة. تتطوّر الأورا خلال عدّة دقائق وتستمر من 20-60 دقيقة، وفيما يلي بعض الأمثلة عن أعراض الأورا التي قد تعاني منها:
- أعراض بصريّة كرؤية أجسام ذات أشكال متعدّدة، ظهور بقع مضيئة أو ومضات من الضوء في ساحتك البصريّة.
- فقدان البصر.
- الشعور وكأنّ هناك إبراً تنخز في الساعد أو الساق.
- ضعف وخدر في الوجه أو في جانب واحد من جسمك.
- صعوبة في التكلم.
- سماعك لموسيقى أو ضوضاء.
- ارتعاش الجسم أو حدوث حركات أخرى لا تستطيع السيطرة عليها.
- قد تكون الشقيقة المترافقة مع أورا مرتبطة بضعف عضلات الأطراف (الشلل النصفي).
الصداع
تستمر الشقيقة من 4-72 ساعة في حال عدم تلقّي العلاج المناسب، يتّصف الصداع هنا بالصفات التالية:
- ألم في جهة واحدة من رأسك (وحيد الجانب).
- صداع نابض (تشعر وكأنّ رأسك ينبض).
- زيادة في الحساسية للمنبّهات الضوئية أو الصوتيّة، وأحياناً تجاه المنبّهات السمعية واللمسيّة.
- قد يترافق بغثيان أو غثيان وإقياء مع بعضهما.
- رؤية مشوشة.
- تكون هادئاً تماماً أثناء النوبة.
- يتفاقم الأمر عندما تقوم بجهد.
- حدوث صداع من متوسط إلى شديد يتزايد تدريجيّاً.
- قد يمنع من القيام بفعاليات الحياة اليوميّة.
- قد يترافق بالدوار يتبعه إغماء في بعض الأحيان.
ما بعد الصداع
هي المرحلة الأخيرة من مراحل الشقيقة، تحدث بعد انتهاء مرحلة الصداع، قد تشعر هنا بالإنهاك والتعب أو قد تكون متهيّجاً ومضطرب المزاج، كما قد تعاني من الدوار، التخليط الذهني، زيادة الارتكاس للأصوات والأضواء.
قد تترافق الشقيقة ببعض الحالات المرضيّة مثل:
- الاكتئاب: في ما يعرف بالاعتلال ثنائي الاتجاه؛ فالصداع النصفي يؤدي للإصابة بالاكتئاب، والتغيرات في المزاج تسبب الشقيقة.
- ارتفاع التوتر الشرياني (الضغط الدموي): أو ارتفاع ضغط الدم.
- إصابة الدسام التاجي (أحد الدسامات القلبيّة).
- متلازمة الأمعاء الهيوجة (القولون العصبي): التي تترافق مع تعب قد يستمر لأيام.
- متلازمة التعب المزمن: وهو تعب لا يمكن تفسيره بسبب حالة طبية، كما أنه يزداد في حالات الإرهاق ولا يتحسن بالراحة.
- السكتة الدماغيّة. [1]
ما هي أسباب الشقيقة
لا يزال السبب الحقيقي للشقيقة غير معروف تماماً، ولكن يبدو أنّ بعض العوامل البيئيّة والوراثيّة تلعب دوراً في حدوثه، فقد يكون سبب الشقيقة هو وجود تغيرات في جذع الدماغ واتصالاتها مع عصب مثلّث التوائم (العصب القحفي الخامس) الذي يشكل الطريق الأساسي لنقل إحساس الألم.
كما أنّ فقدان توازن تراكيز بعض المواد الكيميائيّة في الدماغ - من بينها السيروتونين (Serotonin) الذي يساعد جهازك العصبي في تنظيم شعورك بالألم- قد يكون له دور في حدوث الشقيقة، ولا يزال الباحثون يدرسون دور السيروتونين في حدوث الشقيقة.
ينخفض تركيز السيروتونين خلال هجمة الشقيقة بالتالي قد يحرّض هذا الانخفاض العصب ثلاثي التوائم (العصب القحفي الخامس) على إطلاق مواد تدعى بالببتيدات العصبيّة (Neuropeptides) التي تهاجر إلى خارج الدماغ، ما ينتج عنه ألم الشقيقة. كما يوجد نواقل عصبيّة أخرى تلعب دوراً في الآلية المرضية للشقيقة كالببتيد المتعلّق بمورّثة الكالسيتونين. [1]
متى يجب زيارة الطبيب بسبب الشقيقة
غالباً ما يكون الأشخاص المصابون بالشقيقة غير مدركين لذلك وبالتالي لا يتلقون علاجاً لها. لذا إذا كنت تعاني من علامات وأعراض هجمات الشقيقة بشكل منتظم ومتكرّر، فسجل معلومات عن متى تصيبك هذه النوبات، وماذا كنت تقوم حتى تخفّف من شدّة الصداع، ثم اطلب تحديد موعد مع طبيبك لتناقش معه مشكلة الصداع الذي يصيبك.
قم أيضاً بمراجعة الطبيب إذا ما لاحظت تغيراً في نمط الصداع أو أنه تحوّل وبشكل مفاجئ لطبيعة مختلفة عن التي اعتدت عليها في السابق.
قم بمراجعة طبيبك في الحال أو اذهب إلى الإسعاف إذا ما ظهرت لديك أحد الأعراض أو العلامات التالية والتي قد تشير لتعرّضك لمشكلة صحيّة خطيرة:
- صداع شديد جداً دون سوابق، قد يختلط بحدوث نزيف دماغي، يوصف هذا الصداع بقصف الرعد.
- ألم بالرأس مترافق مع حمّى، تيبّس رقبة، تخليط ذهني، اختلاجات، رؤية مضاعفة، إنهاك شديد، تنميل أو مشاكل في الكلام.
- ألم بعد رض الرأس، خصوصاً عندما لا يتحسّن هذا الصداع ويستمر في أن يصبح أسوأ بمرور الوقت.
- صداع مزمن (مستمر منذ فترة طويلة) يسوء بعد السعال أو قيامك بجهد ما أو بعد حركة مفاجئة.
- إذا كان عمرك أكبر من 50 سنة، وبدأت تعاني حديثاً من الصداع.
عوامل حدوث نوبة شقيقة
التبدلات الهرمونيّة عند المرأة
يبدو أنّ لتقلّبات الأستروجين (هرمون جنسي يعطي الصفات الأنثويّة) دورٌ في تحريض الصداع لدى الكثير من النساء حيث تشكو النساء اللواتي لديهن قصة سابقة لحدوث شقيقة من الصداع قبل حدوث الطمث بسبب الهبوط الكبير لتركيز الإستروجين في هذه الفترة.
عند الحامل تكون الهجمات نادرة، وإذا حدثت فهي تحدث في الثلث الأوّل من الحمل، وترتاح حوالي 75% من النساء من الهجمات في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، أمّا البقيّة فتحدث عندهن هجمات خفيفة.
قد تسوء حالتكِ إذا ما كنت تتناولين أدوية هرمونيّة كحبوب منع الحمل الفمويّة أو تتلقين معالجة هرمونيّة معوضة (وهي المعالجة التي يتم فيها تعويض هرمونات الإستروجين والبروجسترون فيها خلال سن اليأس بسبب نقصهما)، لكن بعض النساء قد يحدث لديهن العكس حيث تجدن أن نوبات الشقيقة أقل حدةً وتواتراً بعد أن بدأت بتناول هذه الأدوية.
الأطعمة والمشروبات
بعض أنواع الطعام كالجبنة والشوكولا والبندورة والبرتقال بالإضافة للإكثار أو الحرمان من الكافيين الموجود في القهوة قد تحرض نوبة شقيقة، لكن كل هذه الأطعمة لم يُثبت دورها بشكل قاطع باستثناء الأغذية الغنية بالتيرامين (صباغ طبيعي يعطي اللون الأحمر) فهي محرضة للشقيقة بشكل ثابت وخصوصاً النبيذ الأحمر.
بعض محليات الطعام الصناعية كالأسبارتام، وبعض المواد الحافظة مثل الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG) التي توجد في الكثير من الأدوية تُعتبر من المواد المحرضة للشقيقة. تبديل العادات الغذائية قد يسبّب هجمة شقيقة كالإفراط في الطعام أو الصيام عنه أو إهمال إحدى الوجبات.
العوامل النفسيّة والجسدية
تعد العوامل النفسية مثل الحزن والقلق والفرح والانفعال والتوتر أحد العوامل الهامة التي تؤدي إلى حدوث نوبات الشقيقة، كما قد يؤدي الجهد البدني الشديد إلى حدوث تلك النوبات.
المنبهات الحسيّة وتبديل الطقس
النظر إلى الضوء الساطع أو وهج الشمس، أو سماع الأصوات العالية وشم الروائح القوية كبعض العطور ومواد الطلاء ربما يكون سبباً في التعرض لنوبات الشقيقة. كما أن تبدلات الطقس والضغط الجوي، والرياح الساخنة والرطوبة والمرتفعات كُلّها قد تسبب حدوث هجمة شقيقة.
تغير في نمط النوم والاستيقاظ
قلة عدد ساعات النوم أو النوم لعدد كبير من الساعات قد يُحدث نوبة شقيقة لدى بعض الأشخاص.
بعض الأدوية
هناك بعض الأدوية التي تزيد من احتمالية حدوث نوبات الشقيقة أكثر من غيرها مثل مانعات الحمل الفموية وموسّعات الأوعية مثل النتروغليسرين (Nitroglycerin).
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالشقيقة
- التاريخ المرضي بالعائلة: إذا ما كان أحد أقربائك يعاني من الشقيقة من المرجح أنك ستعاني منها في وقت ما.
- العمر: قد تبدأ الشقيقة في أي عمر، بالرغم من أنّها غالباً ما تحدث أوّل هجمة شقيقة في سن المراهقة إلّا أن هجمات الشقيقة تميل لأن تشكل ذروة عمريّة يكون فيها خطر حدوثها أكبر ما يمكن في سن ال30 سنة، وتتناقص شدّة وتواتر الهجمات خلال العقود القادمة.
- النوع: النساء أكثر عرضة من الرجال بثلاث مرّات، تصيب الشقيقة الأطفال الذكور أكثر من الإناث في مرحلة الطفولة لكن مع التقدم بالعمر حتى الوصول لمرحلة البلوغ وما بعد البلوغ تميل الشقيقة لأن تهاجم الإناث أكثر من الذكور.
مضاعفات قد تنتج عن الشقيقة
- مشاكل بطنيّة: قد تسبب مسكنات الألم من نوع مضادات الالتهاب غير الستيروئيديّة (Nonsteroidal anti-Inflammatory Drugs) (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين ألم بطني، نزف هضمي، قرحات هضميّة وغيرها من المشاكل خصوصاً عند تناولك لجرعات كبيرة منذ فترة طويلة.
- صداع فرط الدواء: قد يتحرّض لديك صداع شديد يدعى بصداع فرط الدواء عند قيامك باستعمال الأدوية المضادة للصداع لمدّة تتجاوز العشرة أيام في الشهر خلال ثلاثة أشهر متتاليّة أو عند تناولك لجرعات زائدة من هذه الأدوية. يحدث صداع فرط الدواء عندما تتوقف الأدوية التي تأخذها عن تخفيف الصداع بل إنها تسبب حدوث الصداع لديك، عندها تحتاج لزيادة جرعة الأدوية التي تأخذها حتى يختفي الصداع مؤقتاً، لكن الآن تكون قد دخلت في حلقة مفرغة من زيادة جرعة الدواء والصداع التالي له.
- متلازمة السيروتونين: عبارة عن اختلاط خطير مهدد للحياة يحدث عندما يحتوي جسمك على كمية زائدة من ناقل كيميائي عصبي يدعى السيروتونين، لحسن الحظ فهذا الاختلاط نادر الحدوث.
- الشقيقة المزمنة: إذا كنت تعاني من الشقيقة لمدّة 15 يوماً أو أكثر في الشهر الواحد لمدة تزيد على 3 شهور، فـأنت الآن تعاني من الشقيقة المزمنة.
- الحالة الشقيقيّة: الأشخاص المصابون بهذا الاختلاط يعانون من هجمات شقيقة شديدة مستمرّة منذ ثلاث سنوات أو أكثر.
- الاحتشاء الشقيقي: استمرار أعراض الأورا لأكثر من ساعة قد يسبب نقصاً في التروية الدموية لإحدى مناطق الدماغ (السكتة الدماغيّة)، لكن دون علامات لنزيف دماغي أو ضرر نسيجي أو أي مشكلة أخرى.
- الأورا المستمرة دون احتشاء: عادة ما تختفي أعراض الأورا بعد بدء مرحلة هجمة الشقيقة (الصداع)، لكن بعض الأحيان قد تدوم الأورا لأكثر من أسبوع من بدء النوبة، قد تسبب الأورا المستمرة أعراض مشابهة للنزف الدماغي (السكتة الدماغية) لكن دون علامات لنزيف دماغي أو ضرر نسيجي أو أي مشكلة أخرى. [2]
فحوصات واختبارات لتشخيص الشقيقة
إذا ما كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بالشقيقة يقوم طبيب متدرّب على علاج الصداع (طبيب عصبيّة) بتشخيص إصابتك بالشقيقة بناءً على القصة العائليّة والأعراض التي تعاني منها وبعد القيام ببعض الاختبارات العصبية والجسديّة.
كما قد يقوم طبيبك باقتراح إجراء بعض الفحوص الأخرى لتحرّي الأسباب المحتملة للصداع في حال كنت تعاني من صداع غير اعتيادي أو اختلاط ما عندما يصبح هذا الصداع شديداً بشكل مفاجئ، تتضمن الاختبارات ما يلي:
- اختبارات الدم: قد يطلب منك الطبيب إجراء بعض اختبارات الدم لتحرّي وجود مشاكل وعائيّة أو إنتان في الدماغ أو النخاع الشوكي، أو وجود مواد سامّة في جسمك.
- التصوير بالرنين المغناطيس (MRI): يستخدم جهاز الرنين المغناطيسي حقلاً مغناطيسيّاً قويّاً وموجات الراديو لتعطي صوراً عاليّة الدقّة لدماغك والأوعية الدمويّة فيه. يساعد الـ (MRI) طبيبك في تشخيص السكتة الدماغية أو أورام الدماغ أو نزيف داخل الدماغ، بالإضافة للإنتانات وغيرها من مشاكل الدماغ والجهاز العصبي.
- التصوير الطبقي المحوري (CT): يستخدم جهاز التصوير الطبقي المحوري الأشعة السينيّة لتعطي صوراً عالية الدقة للدماغ، وهو يساعد طبيبك أيضاً كما الـ (MRI) في تشخيص الإصابات الدماغية وأورام الدماغ والنزيف الدماغي وغيرها من المشاكل الصحيّة التي قد تسبّب لك الصداع.
- البزل القطني: قد يقوم طبيبك بسحب كميّة من السائل الدماغي الشوكي لديك عبر المنطقة القطنيّة (الجزء السفلي من العمود الفقري أعلى المنطقة العجزية) عند الشك بوجود إنتان أو نزيف في الدماغ وغيرها من الحالات الدماغيّة التي قد لا تظهر بالوسائل السابقة. يتم بهذا الاختبار إدخال إبرة رفيعة في المنطقة الموجودة بين فقرتين من فقرات أسفل الظهر لسحب عيّنة من السائل الدماغي الشوكي وإرساله للمخبر من أجل تحليله. [2]
الأدوية التي تُستخدم لعلاج الشقيقة
تساعد علاجات الشقيقة في إيقاف الأعراض ومنع حدوث هجمات في المستقبل، تم تخصيص الكثير من الأدوية لتدخل في علاج الشقيقة، كما أن بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج حالات مرضية أخرى يتم استعمالها أيضاً لتخفيف أو منع حدوث الشقيقة، وتُصنّف أدوية علاج الشقيقة ضمن مجموعتين رئيسيّتين هما:
الأدوية المخمدة للألم
عليك بأخذ هذه الأدوية في أقرب فرصة عندما تشعر أنك على وشك أن تصاب بنوبة شقيقة من أجل تحقيق أفضل النتائج، تساعدك هذه الأدوية على النوم بشكل أفضل وتخفّف من وطأة الهجمة، تتضمن هذه الأدوية:
- مسكنات الألم: يساعد الأسبرين والإيبوبروفين في حالة هجمة شقيقة متوسطة الشدّة، كما قد يكون الأسيتامينوفين (Acetaminophen) والمعروف تجارياً بـ (Panadol-Cytamol-Paracytamol) مفيداً لدى بعض الأشخاص بحالة الشقيقة المعتدلة. من المحتمل أن يحدث لديك قرحة هضميّة أو نزيف هضمي أو صداع تالي لفرط الدواء عند استعمالك لهذه الأدوية لمدّة زمنيّة طويلة.
- التريبتانات: تُستخدم أدوية هذه المجموعة بشكل شائع بعلاج الشقيقة عن طريق تقبيض الأوعية الدمويّة وحصار المسارات التي ينتقل الألم عبرها في الدماغ، من هذه الأدوية السوماتريبتين (Sumatriptan)، ريزاتريبتان (Rizatriptan)، ألموتريبتان (Almotriptan)، ناراتريبتان (Naratriptan)، زولميتريبتان (Zolmitriptan)، فورفاتريبتان (Frovatriptan)، التريبتان (Eletriptan)، تباع بالصيدليات بأشكال مختلفة من حبوب وبخاخات أنفيّة وحُقن.
- طرطرات الإرغوتامين: إن المشاركة الدوائية بين الإرغوتامين والكافئين أقل فعاليّة من التريبتانات، لكن يبدو أن الإرغوتامين أفضل لدى الأشخاص الذين يعانون من شقيقة تدوم لمدّة أطول من 48 ساعة، وتبلغ ذروة فعاليتها عندما تؤخذ بعد بداية أعراض الشقيقة (أي ليس بشكل وقائي)، لكن من مشاكل الإرغوتامين أنه يزيد من الغثيان والإقياء المرتبط بالشقيقة، كما أنّه قد يسبب الصداع التالي للدواء.
- الأدوية المضادة للغثيان: تُشارك الأدوية المضادة للغثيان مع الأدوية الأخرى، أكثرها استعمالاً الكلوربرومازين (Chlorpromazine) والميتوكلوبراميد (Metoclopramide) والبروكلوربيرازين (Prochlorperazine)، يبدو أن الاستعمال الباكر لهذه الأدوية يفيد في إخماد هجمات الشقيقة.
- الأدوية الأفيونيّة: الأدوية الأفيونية التي تحتوي على مواد مخدّرة، خصوصاً الكودائين (Codeine) تفيد في حال كان الصداع شديداً جداً لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون أخذ التريبتانات أو الإرغوتامين، مشكلة هذه الأدوية أنها تُسبّب الإدمان، وهي لا تُستخدم إلّا في حال عدم تقديم الأدوية الأخرى الفائدة المرجوة لتخفيف الشقيقة.
- الغلوكوكورتوئيدات (البريدنيزولن، والديكساميتازون): يتم استخدامها مع الأدوية الأخرى لعلاج هجمات الشقيقة، يجب الحذر من الاستعمال لفترة طويلة؛ بسبب الآثار الجانبية الضارة لها.
الأدوية الوقائيّة
قد تكون مرشحاً للعلاج بالأدوية الوقائيّة في حال:
- كنت تعاني من أربع هجمات شقيقة شديدة أو أكثر في الشهر.
- كانت نوبات الشقيقة تستمر لأكثر من 12 ساعة.
- الأدوية المسكنة للألم تترافق باستجابة ضعيفة أو أنّ هناك مضاد استطباب لها (مانع استعمال) أو أنّك لا تستطيع تحمّلها.
- عندما تظهر علامات عجز عصبي في سياق الشقيقة كاستمرار الأورا لفترة طويلة أو حدوث خدر أو إنهاك شديد.
تستطيع الأدوية الوقائيّة أن تقلل من شدة وتواتر هجمات ومدّة نوبات الشقيقة، كما تزيد من فعالية الأدوية المخمّدة للألم المستخدمة أثناء الهجمات، قد تحتاج هذه الأدوية لعدّة أسابيع حتى يظهر مفعولها، كما قد يقوم طبيبك بوصف هذه الأدوية على أساس يومي أو فقط عند احتمال تعرّضك لأحد محرّضات الشقيقة، مثلاً قبل حدوث الطمث عند الإناث.
لا تستطيع الأدوية الوقائية أن توقف الصداع بشكل كامل في جميع الحالات، كما أن لبعض الأدوية آثار جانبيّة خطيرة، إذا كانت هذه الأدوية ذات نتائج إيجابية في وقايتك من هجمات الشقيقة والسيطرة عليها فعندها قد يقترح طبيبك إيقاف الدواء الوقائي حتى يرى إذا كانت الشقيقة لن تظهر حتى بعد ترك هذه الأدوية. أكثر هذه الأدوية استعمالاً هي:
- الأدوية القلبيّة الوعائيّة: حاصرات بيتا هي الأكثر شيوعاً، وهي أدوية تستخدم لعلاج الضغط الشرياني المرتفع وداء نقص التروية القلبيّة، كما أنّها قد تفيد في تخفيف تواتر وشدّة نوبات الشقيقة، من حاصرات بيتا دواء البربرانولول (Propranolol).
- مضادات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة: أهمها أميرتريبتيلين (Amitriptyline).
- مضادات الاختلاج: أهمها فالبروات الصوديوم.
- حاصرات الكالسيوم: أدوية خافضة للضغط الشرياني.
- مضادات السيروتونين.
يجب ملاحظة أن بعض هذه الأدوية لا يجب إعطاؤها للحوامل والمرضعات أو للأطفال، سيساعدك طبيبك على تحديد الدواء الأنسب لك. [3]
علاجات الشقيقة بالطب البديل
قد تفيد بعض أنواع العلاج غير التقليدية بحالة الشقيقة المزمنة، من هذه العلاجات (عليك مراجعة الطبيب قبل تجربة أي منها):
- الوخز بالإبر: أثبتت التجارب السريريّة أن علاج الوخز بالإبر قد يساعد في تخفيف الصداع، حيث يقوم هنا شخص متمرّس بإدخال إبر رفيعة جداً داخل جلدك في نقاط مختلفة من جسمك.
- (Biofeedback) الاسترخاء: يبدو أنّ هذه الطريقة فعّالة في تخفيف الألم الناجم عن الشقيقة، تستخدم تقنية الاسترخاء هذه أجهزة خاصة لتعلمك كيف تراقب وتسيطر على بعض الانتكاسات التي يقوم بها جسدك كنتيجة للتوتر الذي تتعرّض له، مثل التشنّج العضلي.
- العلاج بالتدليك (المساج): يفيد التدليك في إنقاص عدد نوبات الشقيقة، وما زال الباحثون يدرسون تأثير العلاج بالتدليك بالوقاية من الشقيقة.
- العلاج الإدراكي السلوكي: قد يكون نافعاً لدى بعض الأشخاص، ويكشف هذا النوع من العلاج كيف أنّ بعض السلوكيات والأفكار لها تأثير على الطريقة التي تستجيب بها للألم.
- العلاج بالأعشاب وبعض الفيتامينات: يوجد بعض الدلائل على أن العلاج بنبتة الآرام (البتازيتس Butter bur) قد يمنع حدوث نوبات الشقيقة أو قد يقلّل من شدتها عند حصولها، ومع ذلك لا ينصح بالارام كعلاج للشقيقة بسبب الآثار الضارة لها على المدى الطويل.
كيفية الوقاية من الإصابة بالشقيقة
ينصحك الأطباء بتجنّب العوامل الشائعة التي تحرّض الشقيقة، لكنّك لن تستطيع تجنّب كل هذه العوامل، وليس بالضرورة أن يكون التجنّب فعّالاً دائماً، لكن اتباعك لبعض الاستراتيجيّات والتغيرات في نمط حياتك له نتائج إيجابيّة من ناحية تقليل عدد الهجمات وشدّتها:
- تحفيز العصب فوق الحجاج عبر الجلد (t-SNS): يستخدم لهذا الأمر جهاز له شكل عقال الرأس تخرج منه أقطاب كهربائيّة يتم وصلها مع جلد فروة الرأس يدعى بـ (Cefaly)، قامت منظمة الصحة والغذاء (FDA) بالموافقة عليه كإحدى وسائل الوقاية من الشقيقة، فقد تبين بحسب الأبحاث التي أُجريت على أشخاص استخدموا هذا الجهاز أن عدد نوبات الشقيقة لديهم أصبح أقل.
- تعلم أن تتأقلم: تُظهر الأبحاث الأخيرة أن استراتيجيّة تعلّم أن تتأقلم (LTC) تساعد في الوقاية من الشقيقة، يتم في هذه الطريقة تعريضك للعوامل التي تحرّض الشقيقة لديك بشكل متزايد حتى تصل لمرحلة تتعوّد فيها وتتأقلم، طريقة تعلّم أن تتأقلم قد تُشرك أيضاً مع العلاج النفسي السلوكي، ولكن ما زلنا بحاجة لأبحاث أكثر وأقوى من أجل أن نفهم كيف تعمل هذه الطريقة بشكل أفضل.
- قم بإنشاء سجل ملاحظات يومي: سجّل على دفتر ما أفعال حياتك الروتينيّة، متى تأكل ومتى تنام وغيرها، تساعدك هذه الطريقة في تحديد العوامل التي تحرّض الشقيقة لديك وما هي أفضل وسيلة تناسبك في تخفيف الصداع.
- تمرّن بانتظام: تمارين الأيروبيك (Aerobic Exercise) تنقص من التوتر وتقي من الشقيقة، استشر طبيبك بهذا الخصوص، وبعد موافقته والتأكد من أنّها لن تسبّب لك أي ضرر اختر أحد تمارين الأيروبيك التي تستمتع بها مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة، ولا تنسَ أن تبدأ قبل ذلك بإحماء خفيف؛ لأنّ التمارين الشديدة تُعتبر من أحد مسبّبات الصداع، كما أن تمرّنك بانتظام يساعدك على خسارة بعض الوزن والحفاظ على وزن مثالي، حيث يعتقد البعض أن السمنة من محرّضات الشقيقة.
- إنقاص تأثير الأستروجين: إذا كنتِ تعانين من الشقيقة ويبدو أنّ الإستروجين هو السبب في ذلك فعليكِ أن تتجنّبي أو تخفضي من جرعة أدويتك التي تحتوي على الإستروجين، تشمل هذه الأدوية مانعات الحمل الفمويّة والمعالجة الهرمونيّة المعوضة، تكلّمي مع طبيبك بشأن البدائل المناسبة أو لتحديد جرعة دوائيّة جديدة.
نمط الحياة والعلاج المنزلي للصداع النصفي
إنّ قيامك ببعض التغييرات في نظام حياتك اليومي يساعد في التخفيف من شدّة الشقيقة، فيمكنك أن تقوم بـ:
- تمارين إرخاء العضلات: تتضمن تقنيات الاسترخاء، التأمّل واليوغا.
- النوم بشكل كافٍ، لكن لا تفرط فيه: حافظ على نوم متوازن في كل ليلة، واحرص على الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في أوقات محدّدة.
- الراحة: حاول أن تأخذ قسطاً من الراحة في غرفة هادئة ومظلمة بعيداً عن الأضواء والأصوات المزعجة، كما تستطيع أن تضع قطعة من الثلج وتلفّها بقطعة قماش ثم تضغط بها بلطف على منطقة الألم في فروة رأسك.
- حافظ على سجل الملاحظات اليومي: استمر في تسجيل المعلومات اليوميّة عن الصداع إذا ما عانيت منه حتى بعد أن تبدأ بمقابلة الطبيب، فهذا يساعدك في أن تعرف أكثر عن الأشياء التي تحرّض نوبة الشقيقة لديك وما هو أكثر أنواع العلاج فائدةً لك.
قد يلجأ بعض الأشخاص في وطننا العربي -وهم ليسوا بقلّة- باللجوء إلى المشعوذين والمعالجين بالطاقة وغيرهم من الأشخاص عديمي الخبرة الطبيّة الذين يقومون بوصف بعض المستحضرات والمواد التي قد تكون ضارة بصحتك ومدمّرة لها أحياناً.
فإذا كنت تعاني من أعراض الشقيقة التي ذكرناها سابقاً لا تتردد في الذهاب إلى الطبيب المختص ليساعدك في التخفيف من حدّة أعراض الشقيقة وتقليل عدد هجماتها.
شاهدي أيضاً: أسباب الصداع
شاهدي أيضاً: صداع الكيتو
شاهدي أيضاً: هذه المأكولات تسبب الصداع
شاهدي أيضاً: أسباب الصداع بسبب الصيام
شاهدي أيضاً: إليكم طريقة التخلص من الصداع بمكعبات الثلج