مصممة المجوهرات خلود الكردي في رحلة عبر التاريخ ملؤها الفن والإبداع

خلود أسامة الكردي مصممة مجوهرات وخبيرة أحجار كريمة

تمتلك مصممة المجوهرات السعودية خلود الكردي حساً فنياً لطالما تمتعنا بإنعكاسه من خلال تصاميمها الخلابة التي أغنت مجال المجوهرات الواسع بها، فجاءت هذه التصاميم بصمة فريدةً تعكس نتاج سنين البحث والجهد والشغف، فحازت الكردي بجدارة على العديد من الجوائز والألقاب التي تقدر إبداعها وإضافتها لهذا العالم البراق. تتكشف اليوم اهتمامات الكردي لتمتد خارج نطاق تصميم المجوهرات إلى اقتناء القطع الفنية الأثرية، والتي تتغنى بتفاصيل ملؤها الإبداع والجمال فتكشف لنا عن مدى عشق الكردي وبحثها الدائم عن الجمال والفن عبر التاريخ. 

ترى الكردي أن هناك مراحل كثيرة من التاريخ شهدت نفحات فنية لا شبيه لها وبالأخص مرحلة العصر الفكتوري حيث شهد إبداعاً فنياً بشكل واسع فلم ينحصر الأمر عند مجوهرات المرأة فقط بل امتد إلى القطع الفنية في المنزل أيضا، وجميعها أشياء مختلفة تماماً عن ما يتم صنعه في عصرنا حالياً، فثمة إبداع وذكاء فيها لا مثيل لها. 

ومن هذه القطع الفنية التي عملت الكردي على اقتنائها خاتم يعود ملكه لأحد ملوك حيدر آباد، حيث كانت تتميز العائلة المالكة في حيدر آباد بامتلاكهم لأجود أنواع الأحجار الكريمة حيث كانوا يمتلكون 30 ألف زمردة والكثير من الألماس من أجود وأفضل الأنواع. وكانوا يهدون ملكة بريطانيا المجوهرات والتيجان والتي لا تزال إلى الآن موجودة في متاحف لندن لجمال صنعها. 

وتذكر الكردي أنها حصلت على الخاتم من إحدى المزادات في لندن وقد جذبها لشدة جماله وروعة تصميمه. يتصف الخاتم بالوزن الثقيل والتصميم الطولي بحيث يجعل من الصعب ارتداءه والخروج به. ويتربع على أعلى الخاتم صقر بحيث عندما يتم تدويره يصبح بالإمكان تصغير الخاتم على الإصبع وترى الكردي أن هذه التقنية غاية في الدقة وحتى اليوم لم تشهد مثلها. 

يكمن مفهوم التصميم عن القوة والجبروت، بحيث يرمز الصقر الموجود في أعلى الخاتم إلى القوة والنصر ويتدلى من منقاره زمردة رغم صغر حجمها لكنها غالية الثمن. ونرى أربعة طواويس من كافة جوانب الخاتم حيث أنه تصميم 3D أي ليس بمسطح، طواويس تحمل القاعدة وترمز إلى الغرور. ولهذا يرمز الخاتم بفكرة تصميمه إلى السلطة والجبروت. 

ينتشر على الخاتم قراريط من الألماس بقصة قديمة لم تعد موجودة اليوم، حيث أن الألماس كما تذكر الكردي قد مر بمراحل كثيرة من التطور من ناحية النحت والقص والصقل. 

وتعود الكردي إلى القرن الـ17 لتقتني ساعة كانت ملكاً لكولونيل من الجيش البريطاني كان يرتديها في الحفلات الرسمية ويعلقها على بدلته. تزين الساعة قيراطه من الألماس مقصوصه بطريقة قديمة، واللون الأسود هو حجر الأونيكس وتذكر الكردي أنه وبرغم كل التقنيات الحديثة اليوم فإن حجر الأونيكس يصعب جداً قصه بهذه الدقه الموجودة في الساعة. والأونيكس ليس بالحجر الغالي ولكنه يستعمل للونه الأسود ليعطي تركيزاً للأحجار الأخرى المستعملة مثل هنا الألماس. ويأتي تصميم الساعة المستطيل فريداً لذلك الوقت حيث كان منتشراً حينها الساعات الدائرية. 

ومن إحدى مزادات باريس اقتنت الكردي ساعة مكتب وهي من القرن الـ16، تتغنى هذه القطعة بالكثير من التفاصيل الفنية تفوق الوصف. حيث توجد على قاعدة الساعة رسومات توصف بالجرأة من العصر الفيكتوري. وترى الكردي أن القطعة في منتصف الساعة ترمز إلى حب الأم حيث أن الطير الكبير (الأوزة) تقوم بإطعام صغارها الموجودين في القاعدة من قلبها والمتمثل بقطعة الروبي، وقطعة الروبي على رغم صغر حجمها فهي غالية الثمن. وتتزين الساعة على كافة جوانبها بنقوش صغيرة جداً ودقيقة. ويرمز الديك على رأس الساعة إلى التنبه واليقظة. 

ومن ضمن مقتنيات خلود الكردي ساعة جيب تعود للملك جورج، وترى الكردي أن الجميل بها أنها ما زالت تعمل وهذا ما يجعلها تتأملها وقتاً طويلاً. نجد على إحدى جوانب الساعة المصنوعة من الذهب اسم مصمم المجوهرات الذي صنعها، ويأتي معها مفتاحها ليتم فتحها وضبطتها. 

تحتفظ الكردي بهذه المقتنيات لما تمثل لها من إبداع على المستوى الفني والتقني ولا تفكر ببيعها إذ أنها تنظر لها كإرث وتاريخ عليها الحفاظ عليه والاستلهام منه. وترى أن أهم ما يميز هذه القطع أنها قطع متفردة لا شبيه لها في وقتها ولا في الوقت الحالي أي غير مكررة، في حين نجد أن دور المجوهرات العالمية لم تعد تصنع قطعاً مميزة متفردة فقد أصبحت كافة القطع متشابهة وكل قطعة يصنع منها على الأقل 1000 واحدة أخرى. 

الكردي تطمح وتجهد إلى أن يكون عملها متفرد، وترى بأنه يكفيها أن تكون قطعة واحدة من تصاميمها لها وقع فني عند من ستقتنيها وتعمل على الاحتفاظ بها كقيمة فنية. وتشرح الكردي أن المفهوم الذي عملت عليه منذ أن ابتدأت علامتها للمجوهرات Toujours هو التفرد، حيث صممت بعض القطع من أحجار نادرة وهذا تعتبره الكردي بحد ذاته تصاميماً متفردة.