قصة هاروت وماروت وسحرهما

  • تاريخ النشر: السبت، 30 سبتمبر 2023
قصة هاروت وماروت وسحرهما

يعج القرآن الكريم بالعديد من القصص من الأمم السابقة لنتعظ بها ولترسيخ مفهوم الإيمان في قلوبنا، ومن هذه القصص قصة هاروت وماروت المرتبطة بالسحر وبطلانه، فما هي مجريات أحداث قصة هاروت وماروت؟ تابعوا المقال التالي.

من هم هاروت وماروت

هاروت وماروت كانا ملكين من ملائكة السماء أنزلهما الله عز وجل إلى الأرض تحديداً في أرض بابل تشكلا على شكل البشر فتنة للناس وامتحاناً لهم، وأنهما كانا يعلمان الناس السحر بأمر الله تعالى؛ وذلك لإظهار كذب السحرة الذين نسبوا أنفسهم للألوهية أو النبوءة، فكانوا يسخرون العامة لهم، فأراد الله تكذيبهم ذبا عن مقام النبوءة فأنزل ملكين لذلك، كما جاء في الآية الكريمة "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ".

ويقال حسب قراءة ابن عباس والحسن ( الملِكين ) بكسر اللام وهي قراءة صحيحة المعنى لهذه الآية، فمعنى ذلك أن ملكين كانا يحكمان بابل قد علما علم السحر. وأما على قراءة فتح اللام فالأظهر في تأويله أنه استعارة لصلاح الرجلين، وأنهما رجلان صالحان كان حكما مدينة بابل وكانا قد اطلعا على أسرار السحر التي كانت تأتيها السحرة ببابل أو هما وضعا أصله ولم يكن فيه كفر، لكن الناس أدخلوا عليه الكفر بعد ذلك. [1]

أحداث قصة هاروت وماروت

تدور أحداث قصة هاروت وماروت كما أكده معظم العلماء والشيوخ بدايةً من رفض اليهود اتباع تعاليم الله في زمن النبي سليمان عليه السلام، وآمنوا بدلاً من ذلك بكتب السحر والشعوذة التي انتشرت آنذاك، فقد كانت الشياطين تصعد إلى السماء فيسترقون السمع مما يدور بين الملائكة عن أوامر الله تعالى لهم لأهل الأرض، وبهذا يخبرون الكهنة بذلك.  وهؤلاء كانوا يخبرون الناس بأنهم يعلمون الغيب ويخبرونهم بما أخبرتهم به الشياطين، فادَعت اليهود أن الجن عالمة بالغيب، وأن السحر هو علم سليمان كونه لديه جيش كامل من الجن والإنس، وبه مَلك ما يملكه من إنسٍ وجنٍ وطيرٍ وريح. فردَ الله سبحانه مبرأً نبيّه سليمان بقوله: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا).

حيث يقال إن السحر انتشر في زمن النبي سليمان عليه السلام فأخذ النّاس يقبِلون على تعلمه، ويكتبون ما تَعَلَّموه في كتب لِيُعلّموها لغيرهم، فلمّا علم سليمان بذلك جَمَع هذه الكتب، ودفنها تحت كرسيّه، وأمرهم باجتناب السحر، وبعد وفاة سليمان وجدوا الكتب، وأخذوا يُعَلِّمون ما فيها جيل بعد جيل، ويزعمون أنّها كتب سليمان، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ليُبرّئ سليمان من أفعالهم.

وأنزل الله تعالى هاروت وماروت ليعلم الناس السحر، لكنهما لا يعلمان أحداً حتى يحذرانه ويخبرانه أن أنهما ابتلاء من عند الله تعالى، وإن من تعلم السحر وعمل به كَفر، ومن ابتعد عن ذلك ثبت على الإيمان. ويعلم هاروت وماروت الناس السحر الذي يفرق بين الزوجين ويسبب بينهما الخلاف والنزاع، فيتعلّم الناس ما يضرهم ويضر غيرهم، ولا ينفعهم بشيء في الآخرة، وكل هذا يحدث بأمر الله تعالى، وأن السحر لا يؤثر على أحد إلا بأمر الله تعالى وقدرته.

وقد رد الشيوخ على تحليل تعلم السحر والشعوذة بأن تعلُّم السحر في زمن هاروت وماروت جائز على جهة الابتلاء من الله لخلقه، فمن يتعلمه فإنه كافر بربه، ومن لم يتعلمه وابتعد عنه فإنه من المؤمنين بالله.

سبب إخبارنا الله تعالى بقصة هاروت وماروت

أخرج ابن جرير عن شهر بن حوشب قال: قالت اليهود: انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل! يذكر سليمان مع الأنبياء، وما كان إلا ساحراً يركب الريح. فاليهود يقولون: إن محمداً صلى الله عليه وسلم يخلط الحق بالباطل؛ لأنه يذكر سليمان مع الأنبياء، وما كان سليمان إلا ساحراً يركب الريح، فنزلت الآية 102 من سورة البقرة لتكذب أقوالهم ولتبرئ سليمان بن داوود عليهما السلام مما ينسبون إليه من تهم وافتراءات. وبهذه الآية ذُكرت قصة هاروت وماروت، وجزاء من يتبع السحر ومن يبتعد عنه. [2]

لهاروت وماروت قصة قديمة ظهرت في زمن النبي سليمان عليه السلام ابتدأت عندما نبذ اليهود كتاب الله واتبعوا كتب السحر والشعوذة. وقد قدمنا لكم قصة هاروت وماروت وماذا حدث لهم في بابل؟

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار