قصة موسى عليه السلام في مَدْيَن

من قصص الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام  قصة موسى عليه السلام في مَدْيَن والتي ذكرت تفاصيلها في القرآن الكريم في سورة القصص.

قصة موسى عليه السلام في مَدْيَن

لمَّا تآمر آل فرعون على قتل موسى عليه السلام في مصر، قرَّر أن يخرج منها، وبعد سفرٍ طويل وصل إلى منطقةٍ تُسمى مَدْيَن، وبالتحديد وصل عند عين الماء التي يشرب منها أهل تلك القرية ويَسقون ماشيتهم، فعند وصوله لتلك العين وجد أن رُعاةُ القرية مجتمعين بشكلٍ مزدحم لأجل أن يَسقوا ماشيتهم، ورأى امرأتين تُحاولان أن تمنعا ماشيتهما عن الماء، فتعجَّب موسى عليه السلام، فسألهما عن سبب فعلهما، فقالتا: أننا لا نسقي ماشيتنا إلا بعد ما أن ينتهي الرعاةُ الآخرون، ولأننا امرأتان لا نريد مزاحمة الرجال، كما أن أبونا رجلٌ كبير بالسن لا يستطيع فعل هذا.
فتطوَّع موسى عليه السلام للمساعدة، ودخل بين الناس وسقى لهما ماشيتهما، ثم ذهب إلى ظلٍّ بجانب الطريق وقال يدعو الله تعالى: يا ربِّ إني فقيرٌ مع كل الخير الذي أعطيتني إياه، وهذا اعترافٌ منه أنه لا حول له ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم.
ذهبت الامرأتان إلى أبيهما وأخبرتاه بما فعله موسى عليه السلام معهما، فقال أبوهما نادوه لي لأكافئة، فأتته إحداهما كما تأتي المرأة المسلمة الحقيقة، فأتته على استحياء وخجل وقالت: أبي يريدك ليُكافئك على ما فعلت معنا من صنيع، وقيل أن أبوهما هو نبيُّ الله شعيب عليه السلام.
فلما وصل موسى لعند شعيب عليهما السلام قَصَّ عليه قصته مع آل فرعون، فقال له شعيب، لا تخف لأنك نوجت من القوم الظالمين، فقالت إحدى ابنتيه: يا أبَتِ استأجره للعمل عندنا، لأنه قويٌّ وأمين، فقال شعيب لموسى: أنا أريد أن أزوِّجك إحدى ابنتي هاتين مقابل أن تعمل عندي لمدة ثماني سنوات كمَهْرٍ لها، وإذا أكملت عشر سنين فسأكون لك شاكراً، فبقي موسى عليه السلام يعمل عنده لمدة عشر سنين، ثم قرَّر أن يعود متسلِّلاً إلى مصر ليزور أمه وأقاربه.