في اليوم العالمي للإذاعة: كيف حافظ الراديو على قوته في عصر الإنترنت؟

حتى في مواجهة ثورة المعلومات الساحقة، والتقدم السريع للتكنولوجيا الرقمية، والمنافسة الشرسة بين وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، يظل الراديو، وهو أداة الاتصال التي كانت لها أهمية كبيرة منذ العصور القديمة، وسيلة قوية ودائمة للتواصل مع العالم، وهو مستمر في الازدهار وفرض نفوذه، كما يتمتع الراديو بقدرة فريدة على جذب المستمعين في جميع أنحاء العالم، مما يجعله الخيار المفضل للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.

أثبت الراديو قدرته على التكيف مع العصر الرقمي من خلال توفير مجموعة غنية ومتنوعة من الأخبار والمعلومات والموسيقى والترفيه والبرامج الدينية والرياضية وغيرها من محتويات البرامج التي تلبي أذواق ورغبات الجماهير المختلفة، بين كبار السن والشباب، كما أنه ينشئ جسر تواصل مباشر مع الجمهور، مما يزيد من شعبيته وأهميته.

الإذاعة في المملكة

تحتفل شركة الاستشارات الاستراتيجية والإعلامية W7Worldwide باليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام من خلال إنتاج فيلم قصير (مدته دقيقة و19 ثانية) يسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الإذاعة في الإبداع والتواصل داخل المملكة،حيث يلبي رغبات مجتمع المملكة المتنوع، للاستماع إلى المحتوى الإبداعي المؤثر والمتنوع ويقدم تجربة فريدة تتميز ببساطتها وسهولة الوصول إليها، حيث إنها متاحة في عصر ننغمس فيه في الوسائط الرقمية، ويصل للجميع في أي وقت، وفي أي مكان.

شاهدوا الفيديو

تحتفل دول العالم في 13 فبراير من كل عام باليوم العالمي للإذاعة، وهو اليوم الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 2011 واعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 يومًا عالميًا للإذاعة، حيث تحتفل جميع محطات الراديو في جميع أنحاء العالم بهذا اليوم الدولي، ويعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية الراديو كوسيلة قوية وفعالة تواكب ثورة المعلومات وتقدم طرقاً جديدة للتواصل والمشاركة بين الأفراد.

وتُعدّ المملكة العربية السعودية من ضمن الدول الرائدة في مجال الإذاعة، وقد تم إنشاء أول محطة إذاعية في المملكة عام 1949م، من خلال إذاعة جدة، ومنذ ذلك الوقت، لعبت الإذاعة دوراً شديد الفاعلية في نشر الثقافة والمعرفة والتوعية بين أبناء المجتمع السعودي.

محتوى الراديو الغني

يظهر في بداية المقطع المرئي مجموعة من المشاهد المألوفة من الحياة اليومية تؤكد أهمية وجود الراديو كجزء لا يمكن الاستغناء عنه في حياة الشعب السعودي، بدءاً من استماعهم إلى النشرات الإخبارية خلال استمتاعهم بقيادة السيارة، مروراً بإذاعة القرآن الكريم، وصولاً إلى متابعة التحديثات الفنية والرياضية إلخ، وهو ما يؤكد أهمية دور الإذاعة الراسخ في الحياة اليومية على مرّ السنوات.

كما يُظهر الفيديو مشاهد مؤثرة تسلط الضوء على الأمهات وهن يستمعن إلى الراديو بينما يعملن على تحضير الطعام في نفس الوقت، حيث يُضفي الراديو أجواءً من البهجة والدفء على حياتهن، وهو ما يتجلى خاصة في شهر رمضان الكريم، وهناك أيضاً لقطات لعدد من الشباب ظهروا وهم يستمتعون بالاستماع إلى أخبار الرياضة وبيانات فرقهم المفضلة عبر شاشات هواتفهم المحمولة أثناء تواجدهم في الطرقات وعبر وسائل النقل المختلفة، مما يُؤكد على قدرة الإذاعة على نشر الثقافة والمعرفة، وخلق أجواء سهلة من التواصل والتفاعل بين الأفراد.

بث الإذاعة رقمياً

أبرز المقطع أيضاً قدرة الراديو على التكيف مع جميع تقنيات البث الرقمي الحديث، حيث بسط نفوذه إلى جانب الأثير عبر الفضاء الافتراضي، وبات من الممكن للمستمعين الاستماع إلى عدد كبير من المحطات الإذاعية عبر الإنترنت، وأيضاً من خلال التطبيقات المختلفة على أجهزة الهواتف الذكية، إلى جانب الأجهزة الإلكترونية المحمولة، مما فتح الباب أمام الجمهور للاستماع إلى الإذاعة أثناء التنقل وبشكل متواصل على مدار اليوم، وعزّز ذلك من تواجدها في حياة المستمعين، موضحاً أن برامج منصات البث الرقمي الذكية مثل "البودكاست" ما هي إلا ممثلاً لثورة في عالم الإذاعة، حيث أصبح متاحاً للمستمعين الوصول إلى المحتوى المفضل لديهم في أي وقت ومن أي مكان.

الراديو ينشر الثقافة

وينتهي المقطع بجملة قوية: "الإذاعة هي الأثير الذي يربطنا في كل وقت"، وهذه الجملة تلخص أهمية الراديو على مر السنين والأجيال، ودوره القيم في نشر الثقافة والوعي، واستمرار تأثيره ويؤكد ذلك على الرغم من ظهور وسائل الإعلام الحديثة، أصبحت الإذاعة وستظل قناة إعلامية مهمة، وفي عصر يهيمن عليه الإعلام الرقمي، تذكرنا الإذاعة دائماً بأهمية الصوت البشري والحضور الإنساني، وتؤكد دورها المهم في نشر المعرفة والثقافة، والتواصل بين الناس.