فيروز: الأيقونة التي جسدت التراث والأناقة على المسرح

  • تاريخ النشر: منذ 12 ساعة
فيروز: الأيقونة التي جسدت التراث والأناقة على المسرح

في عالم الفن الذي يزخر بالنجوم، تتربع فيروز على عرش خاص بها، ليست فقط أيقونة غنائية خالدة، بل رمز للهوية الثقافية والفنية اللبنانية، من صوتها الساحر الذي يعبر القارات إلى أزيائها التي تحكي قصصاً من التراث والجمال، استطاعت فيروز أن تترك بصمة لا تُنسى في عالم الأناقة والتراث.

على مدار مسيرتها التي بدأت في أربعينات القرن الماضي، برعت فيروز في استخدام الأزياء كجزء من هويتها الفنية، لم تكن خياراتها مجرد قطع أزياء، بل تجسيداً لأناقة متفرّدة تمزج بين الأصالة والحداثة، في هذا المقال، سنأخذك في رحلة عبر أبرز الإطلالات الأيقونية لفيروز التي صنعت بها إرثًا خالدًا في عالم الأناقة.

فيروز والعباية اللامعة (1979)

تميزت فيروز بأسلوبها الراقي والمتميز الذي يلائم إضاءة المسرح وبهجته، خلال إحدى حفلاتها عام 1979، أبهرت الحضور بعباية شرقية مضلّعة بخطوط ذهبية لامعة، التصميم الفضفاض والحزام الرفيع عند الخصر عزز جمال الإطلالة، في حين أضافت الإكسسوارات البارزة ولمسة بوهيمية فريدة.

الفستان الأسود بحبات الترتر (1990)

تألقت فيروز في إحدى حفلاتها بفستان أسود مترف ومزين بحبات الترتر اللامعة، التصميم كان مستوحى من العباءة الشرقية، حيث تألف من قطعتين؛ الطبقة السفلية بخصر مزموم ومرصع بالخرز الذهبي، والطبقة العلوية بأطراف مطرزة بأناقة. وضعها للفولار على شعرها أضفى على الإطلالة لمسة من الوقار والأصالة التي عُرفت بها على مر السنين.

إطلالتها النادرة عام 2020

في ظهور نادر عام 2020، خطفت فيروز الأنظار خلال لقائها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ارتدت عباءة سوداء تحمل توقيع المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، العباءة كانت مزيّنة بتطريز ذهبي على شكل نجوم، ما أضفى عليها هالة من الجاذبية والرقي. غطت شعرها بوشاح أسود، مما عزز بساطة وجمال الإطلالة.

إطلالة فيروز بالعباءة السوداء التراثية (2003)

في حفل استثنائي عام 2003، ظهرت فيروز بإطلالة شرقية خالدة تعكس تمسكها بجذورها الثقافية، ارتدت عباءة سوداء مكونة من قطعتين: الطبقة السفلية جاءت بقماش فضفاض، بينما ارتدت فوقها كاب مطرزاً بالزخارف الذهبية الأنيقة. هذه الإطلالة لم تكن مجرد اختيار عابر؛ بل كانت تجسيداً لقيم الحشمة والجمال التراثي.

إطلالات الشال المطرّز على الشعر

لا يمكن الحديث عن إطلالات فيروز دون ذكر الشال المطرّز الذي أصبح أحد رموز أزيائها المميزة. في حفلها بالجامعة الأمريكية في دبي عام 2002، ظهرت بفستان لؤلؤي مرصع بحبات الترتر اللامعة، مع شال أضاف لمسة من الأناقة الشرقية.

وفي حفل آخر في تونس عام 1998، ارتدت فستانًا بنفسجيًا تراثيًا مرصعًا بالأحجار اللامعة مع شال يغطي شعرها، في مظهر يعكس هويتها الفنية التي تتمسك بالجذور مع لمسات متجددة.

الأزياء المسرحية: توقيع أيقوني في مسيرة فيروز

تُعتبر أزياء السيدة فيروز جزءًا لا يتجزأ من تاريخها الفني، حيث تميزت إطلالاتها على المسرح بأسلوبها التراثي والأناقة الفريدة التي تعكس هوية الشرق العربي. استطاعت أن تخلق توقيعاً خاصاً بها، ليس فقط بصوتها، بل أيضاً بخياراتها المتميزة للأزياء. كل إطلالة من إطلالاتها تحمل قصة تربط بين تراثها وانفتاحها على التصاميم العصرية التي تعبّر عن شخصيتها.

إطلالتها في مسرحية "بترا"

من بين أكثر الإطلالات التي بقيت عالقة في الأذهان تلك التي ظهرت بها في مسرحية بترا. ارتدت فيروز أزياء صممت خصيصاً لتتناسب مع طبيعة الدور الذي جسدته كملكة، اعتمدت الأزياء الملكية الفخمة ذات الألوان الداكنة والزخارف التي استلهمت من التراث العربي، فساتينها الطويلة والفضفاضة المزيّنة بالخرز الذهبي والأحزمة المطرّزة كانت جزءاً من الهوية البصرية للمسرحية، مما أضاف بُعداً فنياً على أدائها المسرحي.

الأزياء كجزء من الهوية الفنية

أسلوب فيروز في اختيار الأزياء لم يكن مجرد انعكاس لذوقها الشخصي، بل كان تعبيراً عن التزامها بالحفاظ على التراث، التصاميم الشرقية المحتشمة التي اختارتها فيروز في معظم ظهوراتها كانت رسالة واضحة على احترامها لجذورها وتقديرها للجمال البسيط.

فيروز في سطور

ولدت فيروز، أو نهاد حداد، في 21 نوفمبر 1935 في زقاق البلاط في بيروت، ترعرعت في كنف عائلة متواضعة، لكنها أظهرت موهبة غنائية استثنائية منذ صغرها، مع انضمامها للأخوين عاصي ومنصور الرحباني، بدأت مسيرة فنية استمرت لعقود، وشهدت تقديم أعظم الأغاني والمسرحيات الغنائية.

تأثير الرحابنة على أزياء فيروز

لم تكن مسيرة فيروز لتكون بالشكل الذي نعرفه اليوم لولا تأثير الأخوين الرحباني، ليس فقط على مستوى الموسيقى، بل أيضاً في طريقة تقديمها على المسرح. فقد كانا يعكسان الهوية اللبنانية في موسيقاهم، وحرصا على أن يظهر هذا الانتماء في أزياء فيروز أيضاً، اعتمد الرحابنة في عروضهم المسرحية على دمج التراث مع الحداثة، مما ظهر جلياً في كل قطعة ارتدتها السيدة فيروز.

تكريم عالمي

في لقاء نادر لها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2020، لفتت السيدة فيروز الأنظار بإطلالتها الشرقية الأنيقة التي حملت توقيع مصمم الأزياء اللبناني إيلي صعب، أظهر هذا اللقاء كيف يمكن للأزياء أن تكون لغة للتواصل الحضاري، حيث جسّدت فيروز بأناقتها ووقارها صورة مشرقة عن المرأة العربية.

فيروز: بين الماضي والحاضر

رغم أن ظهورها الإعلامي نادر جداً، إلا أن حضورها الدائم في قلوب محبيها يجعل من كل إطلالة لها حدثاً يترقبه الجميع. تحرص السيدة فيروز دائماً على أن تعكس شخصيتها البسيطة والرائعة من خلال أزيائها، مبرهنة أن الأناقة ليست في البهرجة، وإنما في التفاصيل المدروسة التي تحترم التقاليد وتواكب العصر.

وفاء للتقاليد بلمسة حداثية

رغم أن فيروز قدّمت نفسها كفنانة عالمية بأغانيها وأعمالها الفنية، إلا أنها لم تتخلّ يوماً عن جذورها العربية. كانت أزياؤها تعكس هذا التوازن الفريد بين التمسك بالتقاليد والجرأة في الابتكار. على سبيل المثال، إطلالاتها بالعباءات كانت تتميز بقصّات عصرية تلائم شخصيتها الرزينة، حيث كانت تدمج التطريزات الذهبية بأقمشة حريرية غنية.

التأثير على الأجيال القادمة

أصبحت أزياء فيروز مصدر إلهام للعديد من المصممين العرب الذين يرون فيها رمزاً للأناقة البسيطة والأنوثة القوية. يُعد أسلوبها مرجعاً للفنانات الشابات اللواتي يسعين لتقديم أنفسهن بصورة مشابهة. كما أن حضورها المستمر في ذاكرة الناس جعل من أزيائها جزءاً من الهوية الثقافية للبنان.

إرث فيروز الفني والأنيق

مع كل إطلالة، أثبتت فيروز أن الأزياء ليست مجرد ملابس، بل وسيلة للتعبير عن الذات والهوية، من العباءات المطرزة إلى الشالات المطرزة، استطاعت "جارة القمر" أن تخلّد أزياءها كجزء من إرثها الفني والثقافي.

فيروز ليست فقط صوتًا يطرب الآذان، بل أيقونة للأناقة والجمال المتفرد الذي سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار