فوائد بذور وزيوت دوار الشمس

كان حباً جمّاً، لكن "أبولو" إله الجمال والشمس قابله بالعقاب، ورسم لمن أحبته حياةًً جلّها مطاردة الشّمس من الشروق حتى الغروب، فكان مصير كلايتي حورية الماء التي أحبت أبولو أن تصبح زهرةَ عباد شمسٍ تلاحق النور في الصباح وتنتظر في الليل.

هذا تجلٍّ من تجليات نبات عباد الشمس في الأساطير، أما التجليات الأخرى والحقيقيّة لنبات دوار الشمس فهي بذورٌ سوداء أو سوداء تمتزج بالبياض وتحتوي حمض الليونيك.

وزيتٌ تطهى به العديد من الأطعمة ويقدم عدة فوائد. في هذا المقال سنتحدث عن أهم فوائد بذور وزيوت دوار الشمس. 

أضرار الإفراط في تناول بذور عباد الشمس

يسبب الإكثار من تناول بذور دوار الشمس حساسيةً لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية للتحسس من المكسرات والبذور.

إذ بين تقرير نشرته عيادة المناعة السريرية والأمراض الداخلية في المجلة الدولية لعلم العقاقير والمناعة الباثولوجيا، أن تناول بذور دوار الشمس من قبل الأشخاص الذين لديهم حساسية من هذه البذور أو من حبوب اللقاح المضادة للحساسية، يثير لدى أولئك الأشخاص عدة تأثيرات جانبية مثل تورم البلعوم واللسان.

العناصر الغذائية في دوار الشمس

تمتلك بذور عباد الشمس الكثير من العناصر الغذائية المهمة لتنظيم الوظائف الحيوية في جسم الإنسان، وسنتعرف فيما يلي على جدول العناصر الغذائية الموجودة في 100 غرام من بذور عباد الشمس.

أسماء دوار الشمس الأخرى

بالنسبة إلى تسمية هذه النبتة فمن المعروف لدى الجميع أنه لا يمكن تسميتها بأي اسم غير دوار الشمس وذلك يعود إلى سببين رئيسيين أولهما وهو الأهم أن هذه النبتة تتبع مسار الشمس كل أوقات النهار.

أما السبب الثاني هو الشبه الكبير لقرص دوار الشمس بشكل الشمس ولونها الأصفر المميز، لكن يطلق في بعض الأحيان عليها اسم "عبّاد الشمس".

تاريخ زراعة دوار الشمس ورمزيته

يعود تاريخ زراعة نبات دوار الشمس إلى 5000 آلاف عامٍ، إذ زرع لأول مرة في جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث كان السكان الأصليون في أمريكا يستأنسون بزراعة دوار الشمس لأنهم اعتبروه رمزاً للآلهة وحمل المستكشفون الإسبان بذور دوار الشمس عام 1510 إلى أوروبا، في القرن الثامن عشر أصبح عباد الشمس من السلع الهامة اقتصاديّاً.

وشاع استخدامه في روسيا، خاصة لدى أعضاء الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، لأن زيت دوار الشمس كان من الزيوت التي يسمح بها خلال الصيام.

أيضاً حملت زهرة دوار الشمس عدّة رموز عبر التاريخ، فمثلاً في أوكرانيا تمثل زهرة عباد الشمس الزهرة الوطنية،.

أما في روسيا فهي رمزٌ للكنيسة الروحية؛ لأن هناك اعتقاداً سائد أن دوار الشمس يتبع اتجاه الشمس، واستخدم هذا الرمز للإشارة إلى لحاق ضوء الحقيقة، وكان شعوب الأزتيك يرمزون بزهرة دوار إلى الشمس ويقدّسونها.   

محاصيل مشابهة لدوار الشمس

تعد نبتة دوار الشمس من المحاصيل السنوية وتنتمي إلى أسرة الإستراسيا. يطلق عليها في أمريكا اسم الأخت الرابعة؛ لأن الناس في أمريكا يزرعونها إلى جانب الفاصولياء والذرة و الإسكواش (ينتمي إلى عائلة القرع واليقطين).

وينمو نبات دوار الشمس في كل درجات الحرارة العالية والمنخفضة، إذ يمكن للبذور أن تنمو في 39 درجة مئوية، لكنها تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة في الفترات الأولى من النمو.

كما يمكن أن تنمو في درجات الحرارة المرتفعة، كما أن الطقس البارد لا يؤثر على نمو بذور دوار الشمس، ويمكن لنبات عباد الشمس أن ينمو و يعيش في مختلف أنواع الترب.

تتم عملية الإلقاح بين نباتات دوار الشمس الذكرية والأنثوية عن طريق الحشرات التي تنقل حبوب الإلقاح، وقد يتم الإلقاح بصورة ذاتية بحيث تبقى السلالة صافية ولا تهجن مع أنواع أخرى من دوار الشمس، كما هو الأمر في حالة الإلقاح عن طريق الحشرات. 

أخيراً.. إن نبات عباد الشمس الذي وطنه الأمريكيون قبل 5000 عامٍ، ما لبث أن أصبح من الزراعات الأساسية في مختلف أنحاء العالم، إذ انتقل إلى أوروبا في القرن السادس عشر، وأصبح من المحاصيل الرئيسية في روسيا خلال القرن التاسع عشر.

ولبذور عباد الشمس فوائد كبيرة في تقوية الذاكرة وتعزيز الوظائف الإدراكية؛ لاحتوائه على نسبةٍ عاليةٍ من الترتوبوفان، كما لزيت عباد الشمس أهمية كبيرة في تنظيم عمليات الأكسدة بالجسم وتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم وتعديل الاستجابة المناعية.

لكن قد يحدث الإفراط في تناول بذور عباد الشمس تحسساً في جسم الإنسان، بشكل خاص عند من لديهم حساسية أساسية من تناول مختلف أنواع المكسرات.