فوائد الفطر الهندي أو الكفير

يرغب غالبية المرضى بالحصول على العلاج الطبيعي، فمنهم من يتجه إلى العطار ليحصل على خلطة الأعشاب، قبل أن يتوجه إلى الطبيب المختص، ومنهم من يطلب تشخيص مرضه من خبراء الأعشاب والعلاج البديل.

علماً بأن فاعلية الأعشاب والعقاقير الطبيعية الأخرى تبقى محدودة مقارنة بفاعلية الأدوية، التي تم تصنيعها بعد دراسات عميقة لطبيعة البكتيريا والفيروسات لتحديد مضاداتها.

كما أن التشخيص هو نصف العلاج من وجهة نظر الأطباء، لكن على الرغم من ذلك لا يمكن نفي فاعلية بعض المركبات الطبيعية، حيث شاع استخدام الكفير أو الفطر الهندي حول العالم، أملاً في الشفاء من عدة أمراض، بعضها يكون مستعصياً، فما هو لبن الكفير؟

لا يوجد اسم آخر للفطر الهندي

تملك معظم النباتات والخضراوات أسماءً مختلفة ومتنوعة وذلك بحسب الدول والمناطق الموجودة فيها وربما يعد اختلاف اللهجات العربية السبب الرئيسي لذلك.

لكن يتميز الفطر الهندي أو "الكفير" بامتلاكه هذين الاسمين فقط، مما يجعل الحصول عليه أمراً سهلاً جداً في أي مكان تكون فيه، وهذا أمر إيجابي آخر يُحسب لصالح الفطر الهندي.

هل تتم زراعة الكفير أو الفطر الهندي وحصاده

عندما تشرع في البحث عبر الإنترنت عن كلمة الكفير (بالإنجليزية: Kefir)، ستجد عدة نتائج، بعضها يقول إن الفطر الهندي المعروف بالكفير، هو فطر تتم زراعته في الهند، اكتشفه طبيب ألماني أثناء إقامته في الهند.

لكن الحقيقة؛ أن الكفير ليس نباتاً تتم زراعته، ثم حصاده، ويطلق عليه اسم الفطر نسبة إلى الفطريات التي تدخل في تركيبته، كما تعود تسمية الكفير إلى اللغة التركية، بمعنى لبن البهجة.

علماً بأن هذا الفطر تم اكتشافه واستعماله في منطقة القوقاز، حيث اكتشفه رعاة الماعز، لكن إن لم يكن الفطر الهندي نباتاً، فماذا يكون؟

الفطر الهندي هو مجموعة من الخمائر البكتيرية والفطرية، التي تمتزج مع بعضها ضمن غلاف من الدهون والسكريات، لتشكل حبيبات الكفير، وتأخذ شكلاً مطاطياً شبه هلامي.

وعند إضافة حبيبات الكفير (بالإنجليزية: Kefir Gains) إلى الحليب العادي، تبدأ عملية تخمير سكر الحليب، بطريقة لا يمكن الحصول عليها إلا كذلك، لينتج عن هذه العملية، حليب مخمر، له طعم حامض، ولاذع، ومتوسط الكثافة.

من ضمن المركبات التي تشكل الكفير، فطر الكفير السكري (بالإنجليزية: Saccharomyces Kefir)، وفطر خميرة البيرة (بالإنجليزية: Saccharomyces Serevisiae)، إضافة إلى مئات الأحياء الدقيقة الأخرى.

إذ يعتبر الكفير مجموعة من الفطريات والبكتيريا التي تتعايش معاً، كما يحتوي الكفير على مجموعة من الفيتامينات والمعادن بنسب مختلفة، من أهمها؛ فيتامين (أ)، والكالسيوم، والفسفور، والبروتين.

طريقة استخدام الكفير أو الفطر الهندي

هناك شركات متخصصة حول العالم لصناعة لبن الكفير، لكنه غالباً ما يفقد بعض عناصره نتيجة التصنيع التجاري السريع، أما عن الطريقة المنزلية، فعادة ما يتم تبادل حبيبات الكفير بين الجيران والأصدقاء.

لأن حبيبات الكفير تتكاثر مع الاستعمال، حيث يبدأ الاستعمال بملعقة صغيرة، لكن الكائنات الحية تتكاثر، لتصبح ضعف الكمية، وتبقى هذه العملية مستمرة، مع استمرار الاستخدام، لتجد أن الحبيبات تتكاثر كل مرة.

بعد الحصول على حبيبات الكفير الصالحة للاستخدام، يتم وضع هذه الحبيبات في كأس من الحليب، مهما كان مصدره، حيث يمكن استخدام الحليب النباتي أيضاً، كحليب الصويا، ثم يغطى الكأس بقطعة قماشية (القماش الذي يستخدم في الضماد الطبي، الشاش)، ويترك في درجة حرارة الغرفة العادية، لمدة تتراوح بين 18-24 ساعة.

ليتم تصفية الحليب، وغسل الحبيبات بالماء دون لمسها، ثم إعادتها إلى كأس حليب جديد، علماً بأن ترك حبيبات الكفير خارج الحليب الطازج، سيؤدي إلى فقدانها خصائصها.

إضافة إلى فقدانها صلاحيتها للاستخدام، لأن التخمر سيبقى مستمراً، وسنحصل على مركبات مختلفة عما نريده، فإذا تركت حبيبات الكفير أكثر من 24 ساعة ضمن الحليب، قد تحصل على مشروب كحولي بنسبة 4% تقريباً، على سبيل المثال.

ختاماً، يتميز حليب الكفير بطعم قريب من اللبن الرائب، لكنه أكثر حموضة، وأقل كثافة، كما تتميز الحبيبات بقدرتها على التكاثر بسرعة، حيث تشهد عدة دول إقبال كبير على هذه المادة، طلباً للعلاج أو الوقاية، لكن لا بد من التنبيه أن الكفير لم تثبت فاعليته العلاجية حتى الآن.