فستان‭ ‬الزفاف‭ ‬الأبيض‭..‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬والثقافات

الفستان الأبيض، مرتبط في عقول الناس بأنه فستان الزفاف في ليلة العمر، اذ أبدع مصممي الأزياء في تصميم موديلات مختلفة من فستان الزفاف الأبيض، لكنهم دوماً ما يترددوا في تصميم فساتين زفاف بلون غير الأبيض، فقد تدخل ألوان أخرى بسيطة في التصميم، لكن يبقى اللون الأبيض هو السائد.

السؤال هنا: ما سر اللون الأبيض في فستان الزفاف، ومن أول من لبس الفستان الأبيض، وكيف سجّل التاريخ قصة الفستان الأبيض ليدخل ضمن العادات والتقاليد؟

الأبيض هو لون النقاء والصفاء وهو يرمز في علم النفس الى الهدوء والحب والطهارة والبراءة والاستسلام بمعنى الموافقة، ورغم اختلاف العادات والتقاليد في الدول والمجتمعات بمراسم الزواج، إلا أن فستان الزفاف بقى مميزاً بحضوره، فهو يظهر العروس كالملكة أو الأميرة ذات الطرحة البيضاء.

لكن في بعض الدول، التي تحكمهم عاداتهم وتقاليدهم، كالصين والهند وفيتنام، فيعتبر فستان الزفاف السائد ذو لون أحمر، دلالةً على الحظ السعيد والتفاؤل بالمستقبل، وفي الجزائر تختار العروس فستاناً أبيض اللون، وتغطي به رأسها وجسدها بالكامل، ويسمى (البرنوس).

وعن قصته التاريخية.. لم يكن اللون الأبيض في البداية لون فستان الزفاف للعروس، فكانت العروس ترتدي أجمل فساتينها للزفاف أيا كانت ألوانها، على شرط أن يكون اللون جريء، والتصميم مختلف عن باقي النساء في الحي، سواء كان تصميمة من الحرير أو الفرو، لكن منذ العصور الوسطى وفي عام 1559 تحديداً، ارتدت ماري ملكة اسكتلندا في مناسبة زواجها الأول من فرانسيس دوفن ملك فرنسا فستاناً أبيض اللون، وقد اختارت هذا اللون كونه المفضل لديها، بالرغم من أن هذا اللون كان يعتمد كلون أساسي في المآتم عند الفرنسيين في ذلك الوقت.

الإنكليزية فيليبا تعتبر أول أميرة في التاريخ ترتدي الفستان الابيض في زفاف ملكي، كما ارتدت قلنسوة بيضاء أيضا من الحرير، وهذا سجله التاريخ لها لتبدأ قصة الفستان الأبيض في حفلات الزفاف الأسطورية.

ابتداء من العام 1840 أصبح اللون الأبيض خيارا اجتماعيا وتحديداً بعد زواج الملكة فكتوريا من البيرت وبإختيارها لفستان مميز باللون الابيض، اذ استطاعت الملكة فكتوريا أن توحد رأي النساء في فستان ليلة الزفاف، وكان سبب خيارها لهذا اللون رغبتها في إظهار التطريزات المميزة في الفستان، وبعد نشر صورة للملكة وهي ترتدي الفستان الابيض بدأت الكثيرات بإختيار اللون الأبيض مقتديات بذوق الملكة فكتوريا، كما تعتبر الملكة فيكتوريا هي أول من طبقّت فكرة الفستان ذو الذيل الطويل وحمل النساء الصغيرات لذيل الفستان أثناء دخولها قاعة الزفاف، فكان للملكة فيكتوريا بصمة واضحة ومميزة في تاريخ فستان الزفاف.

وهناك قصة طريفة تحكي أنه في الحروب القديمة، كانت القبائل التي تريد الاستسلام في الحرب ترفع رايتها البيضاء، حتى انتقل هذا التقليد إلى الزواج، فحين يتقدم العريس إلى أهل العروس، فإذا وافقوا عليه ترتدي الفتاة فستاناً أبيض كرمز لقبولها وأهلها بشروط الزواج، ويتم برضا جميع الأطراف.

وبهذا، فقد ترك اللون الأبيض بصمة واضحة خلال السنوات الطويلة لفستان الزفاف بالإطلالة الملائكية وهي الإطلالة المميزة التي تفضلها أغلب نساء العالم، وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدول كالصين والهند والفيتنام تعتمد اللون الأحمر لفستان الزفاف لارتباطه بثقافتهم بأنها إشارة الى الحظ الجيد والتفاؤل والحب.

شاهدي صور فستان زفاف: 

مجموعة فساتين زفاف المصممة لميا ابي نادر صيف 2014