فاتن حمامة

ولدت الفنانة الكبيرة، الملقبة بسيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة في حي عابدين في القاهرة عام 1931 لعائلة من مدينة المنصورة في الدقهلية. والدها أحمد أفندي حمامة كان موظفاً في المعارف (وزارة التربية والتعليم) ووالدتها زينب هانم توفيق ولديها 3 أخوة ترتيبها بينهم الثانية. الكبير اسمه منير حمامة، وكان ضابطاً في القوات المسلحة، وليلى ثم مظهر حمامة.

كان لدى والدها الإيمان الدائم بتميزها، فعندما قرأ إعلان عن مسابقة أجمل طفل، اشترى لها فستان جديداً، واصحبها إلى مصور ليأخذ لها صوراً أرسلها إلى لجنة المسابقة لتفوز فاتن بأولى جوائزها وعمرها ست سنوات.

وعندما أعلن رائد السينما المصرية المخرج محمد كريم عن حاجته لطفلة تؤدي دور أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" عام 1938، أخذها أبوها لإجراء الاختبار ونجحت فيه.

محمد كريم ذكر في مذكراته أن فاتن كانت بالنسبة له "الطفلة المعجزة" لإتقانها التمثيل والتزامها التام بعملها وأدبها الشديد، رغم أن عمرها لم يكن يتجاوز السبع سنوات حتى إنه عدل في السيناريو ليكبر مساحة الدور لـ"الطفلة أنيسة" وكان يضرب بها المثل أمام الممثلات الكبيرات.

عادت إلى حياتها الطبيعة ومدرستها إلى عام 1944 حيث أعاد الاتصال بها المخرج محمد كريم ليعرض عليها دور بسيط في فيلم "رصاصة في القلب" أمام محمد عبد الوهاب وراقية إبراهيم وهو الفيلم الذي أعادها للأضواء.

تتالت عليها العروض للتمثيل وبالفعل شاركت في فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946 وفيلم "القناع الأحمر" عام 1947 مع عميد المسرح يوسف بك وهبي.

وفي منتصف عام 1947 طلب إليها صديق والدها المخرج عز الدين ذو الفقار التمثيل في فيلم "أبو زيد الهلالي" الذي كان فاتحة معرفتها العميقة به والتي تطورت إلى الزواج، وأنجبت منه ابنتها نادية.

انتسبت إلى معهد التمثيل الذي أنشأه زكي طليمات، فكانت من ضمن أول دفعة تخرجت منه، والتي ضمت العديد من أسماء مشاهير الفنانين منهم فريد شوقي وشكري سرحان.

خلال العامين الأخيرين من الأربعينات، قدمت فاتن حمامة 10 أفلام ساهمت بتعزيز اسمها بين نجمات الشاشة الفضية وهي: فيلم "المليونيرة الصغيرة"، فيلم "حياة حائرة"، فيلم "الحلقة المفقودة"، فيلم "خلود"، فيلم "اليتيمتين"، فيلم "نحو المجد"، فيلم "بيومي أفندي"، فيلم "ست البيت"، فيلم "كل بيت له راجل" وفيلم "كرسي الاعتراف".

في الفترة من 1950 إلى 1954 أصبحت فاتن حمامة من ألمع الأسماء، واحتلت صدارة قائمة الممثلات فقدمت الأفلام التالية: فيلم "أخلاق للبيع"، فيلم "بابا أمين"، فيلم "ظلموني الناس"، فيلم "أنا الماضي"، فيلم "أسرار الناس"، فيلم "لك يوم يا ظالم"، فيلم "أشكي لمين"، فيلم "أنا بنت ناس"، فيلم "وداعا يا غرامي"، فيلم "ابن النيل"، فيلم "ابن الحلال"، فيلم "من عرق جبيني"، فيلم "سلوا قلبي"، فيلم "المهرج الكبير"، فيلم "الزهور الفاتنة"، فيلم "الأستاذة فاطمة"، فيلم "زمن العجائب"، فيلم "المنزل رقم 13"، فيلم "لحن الخلود"، فيلم "أموال اليتامى"، فيلم "كأس العذاب"، فيلم "بنت الهوى"، فيلم "موعد مع الحياة"، فيلم "حب في الظلام"، فيلم "عبيد المال"، فيلم "عائشة"، فيلم "ارحم دموعي"، فيلم "موعد مع السعادة"، فيلم "الملاك الظالم"، فيلم "دايماً معاك"، فيلم "قلوب الناس"، فيلم "آثار في الرمال" وفيلم "صراع في الوادي" الذي غير مجرى حياتها.

ففي هذا الفيلم جمعت بينها وبين عمر الشريف، الذي كان تألق أيضاً في عالم الفن، قصة حب انتهت بطلاقها من عز الدين ذو الفقار وزواجها من عمر الشريف الذي أنجبت منه ابنها طارق.

خلال الفترة من 1955 وحتى 1959 شاركت فاتن في الأفلام التالية: فيلم "الله معنا"، فيلم "حب ودموع"، فيلم "أيامنا الحلوة"، فيلم "موعد غرام"، فيلم "القلب له أحكام"، فيلم "صراع في الميناء"، فيلم "أرض السلام"، فيلم "لن أبكي أبداً"، فيلم "لا أنام"، فيلم "العقاب"، فيلم "طريق الأمل"، فيلم "حتى نلتقي"، فيلم "الزوجة العذراء"، فيلم "سيدة القصر"، فيلم "الطريق المسدود"، فيلم "بين الأطلال" وفيلم "دعاء الكروان" الذي يعتبر أحد روائع السينما على مر الزمن.

خلال فترة الستينات أصبحت سيدة الشاشة مقلة في أعمالها، فقدمت 12 فيلماً فقط هي: فيلم "نهر الحب"، فيلم "لن اعترف"، فيلم "لا تطفئ الشمس"، فيلم "المعجزة"، فيلم "الباب المفتوح"، فيلم "الليلة الأخيرة"، فيلم "لا وقت للحب"، فيلم "Cairo"، فيلم "حكاية العمر كله"، فيلم "الاعتراف"، فيلم "شيء في حياتي" وفيلم "الحرام" الذي صنف واحد من أفضل أفلام السينما العربية.

في فترة السبعينات، تميز أفلامها على قلتها بطابعها الاجتماعي ومناقشتها لقضايا المجتمع الراهنة، فقدمت فيلم "الحب الكبير"، فيلم "الخيط الرفيع"، فيلم "رمال من ذهب"، مسلسل "أريد هذا الرجل"، فيلم "إمبراطورية ميم"، فيلم "أغنية الموت"، المسلسل الإذاعي "البراري والحامول" وفيلم "حبيبتي".

عام 1974، وقع الطلاق بينها وبين النجم العالمي عمر الشريف، فما كان منها إلا أن قدمت واحد من أبرز الأفلام في تاريخ السينما الذي يتحدث عن مشكلة الطلاق وصعوبة الإجراءات القانونية على السيدات في البلاد العربية، فكان عنوان ثورات حقوقية نسائية في أكثر من مكان وهو فيلم "أريد حلاً" مع دون جوان السينما رشدي أباظة وإخراج سعيد مرزوق.

أعقبته عام 1977 بفيلم يناقش العديد من المشاكل الاجتماعية منها الانفجار السكاني وهو فيلم "أفواه وأرانب" والذي يعد إحدى علامات السينما المصرية مع فريد شوقي ومحمود ياسين، ومن إخراج هنري بركات.

عام 1979 قدمت فيلم "ولا عزاء للسيدات" وفيلم "حكاية وراء كل باب" الذي شاركتها التمثيل فيه ابنتها نادية.

عام 1980 قدمت فيلم "ضيف على العشاء" مع جميل راتب، ومن إخراج سعيد مرزوق.

منذ بداية الثمانينات بدأت تغيب عن الأضواء لفترات طويلة وتعود بعدها بعمل.

عام 1984 قدمت فيلم "ليلة القبض على فاطمة" مع شكري سرحان وإخراج هنري بركات.

عام 1988 قدمت فيلم "يوم حلو يوم مر" من إخراج خيري بشارة، والذي حصلت على دورها فيه على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان قرطاج.

عام 1991 قدمت المسلسل الأشهر "ضمير أبلة حكمت" مع جميل راتب من إخراج إنعام محمد علي.

عام 1993 قدمت فيلم "أرض الأحلام" مع يحيى الفخراني وهشام سليم ومن إخراج داوود عبد السيد.

وغابت سبع سنين كاملة لتعود عام 2000 بمسلسل "وجه القمر" مع أحمد رمزي وجميل راتب، ومن إخراج عادل الأعسر والذي يعتبر آخر أعمالها.

حصلت فاتن حمامة على الكثير من الجوائز والتكريمات على مدى سنوات عمرها، ولكنها تبقى رموزاً بسيطة أمام إنجازاتها العظيمة في الفن والسينما وحتى على صعيد الدراما التلفزيونية ليبقى لقب "سيدة الشاشة العربية" هو أقل ما يقال عنها.

توفيت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بتاريخ 17 يناير 2015 على إثر سكتة قلبية في منزلها في التجمع الخامس في القاهرة، وودعها جمهورها بجنازة شعبية حاشدة بتاريخ 18 يناير 2015.