عرض أزياء أشبه بالسيرك قدمته دار "Moschino" لموسم ربيع وصيف 2019

بدأ عرض أزياء "موسكينو" لموسم ربيع وصيف 2019 أشبه بسيرك حقيقي، حيث استخدم فيه المدير الإبداعي للدار جيريمي سكوت ملابس البهلوانيين والمهرِّجين وإكسسوارات الفشار وغزل البنات والدراجات ذات العجلة الواحدة؛ حتى أنه لم يكتفِ بإخراج الأرنب من قبعة فارغة فحسب، وإنما استخدم كذلك نمراً ضخماً استلقى على كتفي أحد العارضين.

وتعكس هذه التشكيلة الحالة الراهنة في العالم؛ حيث تزخر بطيف متنوع من التصاميم بدءاً من فساتين التول الوردية المزمومة والموشاة بأزهار الأقحوان متعددة الألوان، وصولاً إلى بدلات المهرجين المزركشة والمصنوعة من قماش اللوركس، والفساتين المصنوعة من حرير الجورجيت مع أزهار مرصعة على حوافها بحبات الكريستال الصغيرة، فضلاً عن الفستان الأسود الطويل المزين بقطع معدنية لماعة.

ويُعتبر هذا العرض رداً على الاتهامات والفضائح التي تتصدر نشرات الأخبار اليوم. حيث يطلب منّا سكوت أن نرافقه إلى عالم "موسكينو" المليء بالمرايا التي تعكس روح البهجة والعبث والحياة في داخلنا وسط الشكوك التي تساورنا اليوم.

إلا أن سكوت مدركٌ تماماً للمضامين الخفية للأشياء، فالبهجة واللهو لا يخلوان من بعض الجوانب المظلمة أيضاً. ويبدو ذلك واضحاً في التناقض بين البدلة المزينة بمجسمات حمائم من جهة وتطريزات السوتاج المنسوجة بخيوط ذهبية على شكل هيكل عظمي في بدلات التوكسيدو والبدلات الرياضية والسروالية من جهة ثانية. وهناك أيضاً تطريزات الخرز الأحمر القاني التي ترتصف على فستان تول حيادي اللون لتخلق إيحاءً بصرياً بأن الفستان مشقوق أو ممزَّق تحت معطف تول مزموم. كما تتدلى خرزاتٌ معدنية تمت خياطتها بعناية من نقاط البولكا الملوَّنة على فستان أبيض اللون، فتبدو كما لو كانت نقاطاً من الدهان المسكوب عشوائياً بلا اهتمام.

يقدّم العرض رسالةً واضحةً بأن الأمل موجود رغم شدائد ومحَن الحياة. وتتجلى هذه الرسالة في الحلي المعدنية النابضة بالحيوية والمثبتة على التول الأسود المبطَّن برونقه الجذاب رغم شكله المبهَم إلى حد ما. ويتضح ذلك أيضاً في البدلة الداخلية الأنيقة التي تبرز تحت معطف "الكاب" المصنوع من الساتان الأحمر، وبدلة التوكسيدو التي يرتديها عادةً مروّضو الأسود والمرصَّعة بخرز لامع على شكل نقوش جلد الفهد. وكأن تلك التصاميم تدعو الحضور إلى عدم الخوف من المجهول، وتبث فيهم روح التحدي والجرأة.

يحاول سكوت في عرضه هذا أن يزرع المتعة والدهشة والإعجاب في نفوس الناس عندما يصل بهم الحال إلى التعلق بحبال الهواء مثل البهلوان الذي يسير على حبل مشدود؛ فهلمّوا بنا نستكشف روعة الحياة في سيرك "موسكينو".