دوناتيلا فيرساتشي تتنحى عن Versace: نهاية حقبة وبداية جديدة

بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من توليها زمام الإبداع في دار أزياء فيرساتشي، أعلنت دوناتيلا فيرساتشي رحيلها عن منصبها كرئيسة للإبداع في العلامة التجارية، وجاء هذا الإعلان ليشكل منعطفًا مهمًا في تاريخ الدار التي حملت بصمتها الفريدة لعقود. 

منذ أن تولت القيادة بعد وفاة شقيقها جياني فيرساتشي عام 1997، أعادت تعريف هوية الدار من خلال تصاميم جريئة، وعلاقات وثيقة مع المشاهير، ونهج مبتكر في الموضة، ومع إعلانها عن تنحيها عن منصبها كمديرة إبداعية لدار فيرساتشي Versace في عام 2024، يتساءل الجميع عن إرثها في عالم الموضة، وكيف استطاعت أن تترك بصمة دائمة في تاريخ الأزياء العالمية.

في هذا المقال، نستعرض رحلة دوناتيلا فيرساتشي وتأثيرها المستمر على صناعة الموضة.

وداع عاطفي من أيقونة الموضة

شاركت دوناتيلا الخبر مع متابعيها على موقع إنستغرام يوم الخميس، معبرة عن امتنانها للوقت الذي قضته في قيادة دار الأزياء التي أسسها شقيقها الراحل، جياني فيرساتشي، تولت دوناتيلا قيادة الشركة في عام 1997 بعد وفاة شقيقها، وتمكنت من ترسيخ مكانة الدار كواحدة من أبرز الأسماء في عالم الموضة.

وعلى الرغم من تنحيها عن دورها الإبداعي، أكدت فيرساتشي أنها ستظل مرتبطة بالعلامة التجارية في دورها الجديد كسفيرة رئيسية، مما يضمن استمرار تأثيرها في مستقبل الدار.

داريو فيتالي: القائد الجديد للإبداع في فيرساتشي

مع خروج دوناتيلا من المشهد الإبداعي، تم الإعلان عن تولي داريو فيتالي "Dario Vitale" منصب الرئيس الإبداعي الجديد للعلامة التجارية، وقالت فيرساتشي في بيان رسمي:" لطالما كان دعم الجيل القادم من المصممين أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لي. أنا سعيد للغاية بانضمام داريو فيتالي إلينا، ومتحمس لرؤية فيرساتشي بعيون جديدة."

يتمتع فيتالي بخبرة واسعة، حيث يأتي من دار "ميو ميو"، حيث كان يشغل منصب مدير التصميم، ومع توليه المنصب رسميًا في الأول من أبريل، يبدأ فصل إبداعي جديد في تاريخ فيرساتشي، التي طالما اشتهرت بجمالياتها الجريئة والراقية، بالإضافة إلى علاقتها الوثيقة بعالم المشاهير.

مستقبل فيرساتشي وسط التكهنات

يأتي هذا التغيير الإداري وسط تكهنات حول مستقبل ملكية فيرساتشي، وقد أبدت ميوتشيا برادا، التي تمتلكها حاليًا شركة "كابري هولدينغز"، إلى جانب "مايكل كورس" و"جيمي تشو"، اهتمامها بالاستحواذ على فيرساتشي خلال أسبوع الموضة في ميلانو الشهر الماضي، مما أثار المزيد من التساؤلات حول مسار العلامة التجارية في المستقبل.

إرث دوناتيلا فيرساتشي

على مدار السنوات، تمكنت دوناتيلا من الحفاظ على هوية فيرساتشي الفريدة، وتعزيز مكانتها في الثقافة الشعبية عبر لحظات أيقونية، مثل شعار ميدوسا فستان جينيفر لوبيز الأخضر الأسطوري في حفل جوائز غرامي، وتعاونها على السجادة الحمراء مع أبرز نجوم العالم، ورغم مغادرتها للمنصب، فإن إرثها سيظل حاضرًا بقوة في عالم الموضة.

رؤية فيتالي لمستقبل العلامة

في أول تعليق له بعد توليه المنصب، عبر فيتالي عن فخره بالانضمام إلى الدار العريقة، قائلاً: "يشرفني حقًا أن أصبح جزءًا من هذه الدار الفاخرة التي أسسها جياني ودوناتيلا." وأضاف:" فيرساتشي لديها إرث فريد يمتد لعقود، وساهم في تشكيل تاريخ الموضة. أود أن أعبر عن خالص امتناني لدوناتيلا على ثقتها بي، وأتطلع إلى الإسهام في نمو العلامة وتأثيرها العالمي برؤيتي وخبرتي."

بينما تغادر دوناتيلا موقع القيادة الإبداعية، ينتظر العالم رؤية كيف سيحمل فيتالي إرث فيرساتشي إلى المستقبل، مع الحفاظ على هويتها الفاخرة وإضفاء لمسته الإبداعية الخاصة.

دوناتيلا فيرساتشي

دوناتيلا فيرساتشي Donatella Versace هي مصممة أزياء إيطالية ورائدة في عالم الموضة، ولدت في 2 مايو 1955 في ريجيو كالابريا، إيطاليا، تُعرف بأنها القوة الإبداعية وراء دار فيرساتشي منذ أواخر التسعينيات، حيث تولت القيادة بعد مقتل شقيقها المؤسس جياني فيرساتشي في عام 1997.

بداياتها ودورها في فيرساتشي

نشأت دوناتيلا في عائلة شغوفة بالموضة، وتأثرت بشقيقها الأكبر جياني، الذي أسس دار فيرساتشي في عام 1978. انضمت إليه لاحقًا وساعدته في توسيع العلامة التجارية، حيث لعبت دورًا أساسيًا في تطوير خط Versus، الخط الجانبي الأكثر جرأة وتمردًا من فيرساتشي.

قيادة الدار بعد وفاة جياني

بعد اغتيال جياني في ميامي عام 1997، ورثت دوناتيلا مسؤولية الإبداع في الدار. ورغم التحديات الكبيرة، تمكنت من إبقاء فيرساتشي في الصدارة من خلال تصاميم جريئة ومتميزة، معتمدة على عناصر الفخامة، والإثارة، والألوان القوية.

أهم إنجازاتها في عالم الموضة

• أعادت إحياء العلامة التجارية في مطلع الألفية، مع تصاميمها الفريدة التي جمعت بين الفخامة الإيطالية والطابع العصري.
• صنعت لحظات أيقونية في تاريخ الموضة، مثل فستان جينيفر لوبيز الأخضر في حفل غرامي 2000، الذي كان السبب في ابتكار خدمة Google Images.
• عززت العلاقة بين فيرساتشي والمشاهير، حيث ارتدى تصاميمها نجوماً مثل بيونسيه، ريهانا، ليدي غاغا، ودوا ليبا.
• في عام 2018، قادت صفقة بيع فيرساتشي إلى مجموعة كابري هولدينغز (التي تمتلك مايكل كورس) مقابل مليارين ومئة مليون دولار، مع بقائها في منصبها كمديرة إبداعية.

رحيلها عن فيرساتشي

في عام 2024، أعلنت دوناتيلا تنحيها عن منصبها كرئيسة إبداعية للعلامة التجارية بعد 27 عامًا من القيادة، لتتولى دور السفيرة الرئيسية للدار، فيما عُيّن داريو فيتالي خلفًا لها.

أسلوبها الشخصي وتأثيرها

تشتهر دوناتيلا بشعرها الأشقر البلاتيني، ومكياجها الجريء، وأسلوبها الفاخر، مما جعلها واحدة من أيقونات الموضة في العالم، تأثيرها يتجاوز التصاميم، إذ أصبحت رمزًا للمرأة القوية والجريئة في عالم الأزياء.

تأثير دوناتيلا فيرساتشي في عالم الموضة حتى الآن

بعد أكثر من 27 عامًا في قيادة فيرساتشي، لا يزال تأثير دوناتيلا فيرساتشي واضحًا في عالم الموضة، حتى بعد إعلانها التنحي عن منصبها كمديرة إبداعية للدار. فقد استطاعت أن تترك بصمة دائمة، وتعيد تعريف مفهوم الفخامة المعاصرة بأسلوب جريء ومثير.

الحفاظ على إرث فيرساتشي وتجديده

منذ توليها القيادة بعد وفاة شقيقها جياني، لم تكتفِ دوناتيلا بالحفاظ على هوية العلامة التجارية، بل أعادت ابتكارها لتناسب العصر الحديث، فقد جمعت بين إرث فيرساتشي الغني بالعناصر الجريئة، والنقوش المبالغ فيها، والتصاميم الجذابة، وبين اتجاهات الموضة المعاصرة، مما جعل العلامة تحافظ على بريقها دون أن تفقد هويتها.

التأثير على ثقافة الموضة والمشاهير

ساهمت دوناتيلا في ترسيخ فيرساتشي كدار أزياء مفضلة لدى المشاهير، فكانت تصاميمها حاضرة بقوة على السجادة الحمراء، وفي حفلات الجوائز الكبرى. ومن أبرز اللحظات الأيقونية.

دعم التنوع والشمولية

كانت دوناتيلا من أوائل المصممين الذين دفعوا بعلاماتهم التجارية نحو التنوع والشمولية، حيث قدمت عروض أزياء تضم عارضين من خلفيات وثقافات متنوعة، بالإضافة إلى دعمها للنساء القويات في مختلف المجالات. 

تأثيرها على الموضة في العصر الرقمي

في السنوات الأخيرة، لعبت دوناتيلا دورًا كبيرًا في دمج الموضة مع العالم الرقمي، عبر حملات تسويقية مبتكرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاون مع نجوم الجيل الجديد والمؤثرين، مثل جيجي وبيلا حديد، وكيندال جينر ودوا ليبا، ما جعل فيرساتشي تحافظ على شعبيتها بين جيل الشباب.