حوار خاص مع دورا باغريش صانعة العطور في شوبارد

صانعة العطور دورا بغريش Dora Baghriche هي واحدة من أهم وأبرز صانعات العطور في عالم الفخامة والجمال، تركت بصمة واضحة في مجال تصميم العطور الراقية التي تجمع بين الأصالة والحداثة، تتميز دورا بنهجها الإبداعي الفريد الذي يمزج بين الحرفية العطرية الفرنسية التقليدية وتأثيرات الشرق الأوسط، مما يمنحها قدرة فريدة على تصميم عطور تحمل قصصاً وتجارب حسية عميقة.

نحن سعداء بإجراء حوار خاص مع دورا بغريش، إحدى أبرز المبدعات في عالم العطور، حيث تطرقت في حديثها إلى مسيرتها الملهمة ورؤيتها الفنية، وأخذتنا في جولة إلى كواليس إبداع عطر "Vanille Malika" من شوبارد Chopard. تمكن تصفح العدد الجديد من مجلة ليالينا من هنا

حوار: هدير سامي

ما الإلهام الأولي وراء ابتكار عطر "فانيلا مليكة"؟ هل يمكنك مشاركتنا القصة أو الحالة المزاجية التي أردتِ نقلها من خلال هذا العطر؟

الإلهام وراء "فانيلا مليكة" استُمد من فكرة الملكة العصرية، أردتُ أن ألتقط أناقة وقوة المرأة التي تجمع بين النُبل والجرأة، الفانيليا، التي تعود استخداماتها لقرون، كانت العنصر المثالي لتمثيل هذا التوازن.

يُمكن اعتبار العطر كقطعة مجوهرات، ليس فقط رمزًا للقوة والفخامة، ولكن للجمال الذي يتخطى الزمن أيضًا، الحالة المزاجية التي أردتُ إيصالها هي الثقة، الرقي، والدفء.

العطر يشبه ارتداء قلادة ملكية من الياقوت الأحمر

كيف يتميز "فانيلا مليكة" عن باقي عطور شوبارد السابقة؟

"فانيلا مليكة" يتميز بأسلوب فريد في إبراز نكهة الفانيليا من خلال دمجها مع نغمات حارة وخشبية تضيف بُعدًا جريئًا وأنيقً، العطر يشبه ارتداء قلادة ملكية من الياقوت الأحمر – قوية، مشرقة، ولا تُنسى، التباين بين الضوء والظلام يضفي للعطر طابعًا خاصًا يبرز في مجموعة شوبارد.

هل يمكنكِ وصف المكونات الأساسية المستخدمة في "فانيلا مليكة"؟ وكيف تسهم هذه العناصر في تميّز العطر؟

العنصران الأساسيان هما "فانيليا مدغشقر" و"فانيليا بوربون الملكية"، اللذان يضفيان حلاوة فاخرة وعميقة، الفلفل الوردي والبخور يضفيان لمسة حديثة وحارة، بينما يعزز الباتشولي والسستس في قلب العطر عمقًا إضافيًا يوازن حلاوة الفانيليا.

وقاعدة العطر تحتوي على خشب الصندل والأوبوبوناكس، مما يمنح العطر دفئًا وأناقة تدوم طويلًا.

لماذا وقع اختياركِ على الفانيليا كعنصر أساسي، وكيف قمتِ بتطوير عطر يعكس روح شوبارد ويبقى مميزًا؟

الفانيليا عنصر فريد يوازن بين الراحة والغموض، وبين الخفة والظلام، بالنسبة لـ"فانيلا مليكة"، تم استخدام نوعين من الفانيليا المميزة التي تضيف عمقًا وقوة.

وأضفت لمسات من الفلفل الوردي والبخور لإضفاء أبعاد معاصرة، مع ضمان بقاء العطر وفيًا لهوية شوبارد، التي تمثل الفخامة والأناقة والأنوثة الجريئة.

ما التحديات التي واجهتكِ في موازنة النغمات الحلوة والدافئة للفانيليا مع باقي المكونات؟

التحدي كان في موازنة حلاوة الفانيليا مع مكونات طازجة وحارة حتى لا تصبح الطابع المفرط. إضافة الفلفل الوردي والبخور أعطت العطر طبقة مشرقة وديناميكية، بينما أضفت النغمات الخشبية في النهاية دفئًا وعمقًا إضافيين، ما ساهم في تحقيق التوازن الذي يجعل العطر معقدًا وسلسًا في نفس الوقت.

"صُمم العطر ليمنح الشعور بالرفاهية"

كيف أثّر التزام شوبارد بالاستدامة على اختيار المكونات والاتجاه الإبداعي لعطر "فانيلا مليكة"؟

الاستدامة كانت جزءًا أساسيًا من تصميم العطر، الفانيليا المستخدمة تم الحصول عليها من مصادر مستدامة في مدغشقر، ما يدعم المجتمعات المحلية ويحمي البيئة، الباتشولي والبخور والفلفل الوردي جُلبت أيضًا من مصادر مستدامة، بما يتماشى مع فلسفة شوبارد في الفخامة المسؤولة والاهتمام بالكوكب والبشر.

ما المشاعر أو التجارب الحسية التي تأملين أن يثيرها عطر "فانيلا مليكة" في من يرتديه؟

مع "فانيلا مليكة"، أهدف إلى إثارة شعور بالثقة والتمكين. صُمم العطر ليشعر مرتديه بالرفاهية، وكأنه يرتدي قطعة من مجوهرات شوبارد، شيء يبرز ويجعل المرء يشعر بالإشراق.

وفي الوقت نفسه، يتسم العطر بالدفء والراحة، ليغمر من يرتديه في إحساس ناعم ومخملي يعزز الأناقة والقوة.

أخيرًا، كخلاصة لرحلتكِ مع هذا العطر، ما الرسالة أو الشعور الذي تودين أن تتركيه لمن يكتشف ويرتدي "فانيلا مليكة"؟

هذا العطر يمثل أكثر من مجرد رائحة، إنه تعبير عن هوية وشخصية قوية، أتمنى أن يشعر مرتدوه بثقة كبيرة، وأن يصبح العطر جزءًا من قصتهم، يعبر عن رحلتهم الشخصية وأسلوبهم الخاص.

بهذه الكلمات الراقية، اختتمت دورا بغريش رحلتها مع "Vanille Malika"، حيث نجحت في ابتكار عطر يمزج بين الإحساس الشرقي والأناقة الفاخرة، مقدمةً لنا تجربة عطرية تبقى في الذاكرة وتثري الروح.

Dora Baghriche

وُلدت دورا بغريشي في عائلة تتمتع بتراث غني في فن الطهي، حيث ترسخ شغفها بالعطور منذ الطفولة. نشأت بين جدتين بارعتين في صنع الحلويات، وكان لعبق القرفة واللوز وكريمة الصنوبر دور كبير في ذكرياتها المبكرة.

التحقت دورا بالمعهد الدولي العالي للعطور والتجميل والنكهات الغذائية (ISIPCA)، حيث اكتسبت المعرفة والمهارات المتخصصة التي عمقت من فهمها وإبداعها في عالم العطور.

وقبل أن تجد شغفها الحقيقي في هذا المجال، كانت تعمل كصحفية، مما أضاف لمسة خاصة على رؤيتها الإبداعية.

بدأت مسيرتها في عالم العطور بالانضمام إلى شركة فيرمينيش، إحدى أكبر الشركات العالمية في صناعة العطور، حيث أظهرت موهبة فريدة في تجسيد الحياة من خلال العطر، ما جعلها من بين العطارين الأكثر تميزاً. وتشمل قائمة إبداعاتها عطوراً شهيرة مثل:

• Yves Saint Laurent Mon Paris
• Glossier You
• Versace Vanitas
• Paco Rabanne Fame
• Cacharel Anais Anais Premier Delice 

بالنسبة لدورا، فإن عملية ابتكار العطور تجربة تأملية تتيح لها استكشاف أفكارها بأسلوب مستوحى من خلفيتها الصحفية، حيث تحتفظ بمذكرة تسجل فيها الأفكار والروائح بأسلوب أدبي دقيق. تستلهم من رحلاتها وتجاربها المتنوعة، بدءاً من رحلاتها إلى البحر الأبيض المتوسط وآسيا ونيويورك، وصولاً إلى ارتباطها العميق بالثقافة الإيطالية، التي تغذي إبداعاتها بعناصر غنية ومتميزة.

ترى دورا العالم كمصدر لا ينضب من الإلهام؛ فذكرياتها من مطبخ العائلة إلى تجاربها في أماكن مختلفة تشكل لها عالماً من الأفكار. تعبر قائلة: "استلهم من كل ما حولي!"

قد يعجبك أيضاً: