ثمانينية كورية تحصد هذا اللقب في نهائيات "ملكة جمال الكون"

في عمر يتجاوز الثمانين، قد يختار الكثيرون التقاعد والعيش بهدوء بين أفراد العائلة أو ممارسة الهوايات المفضلة. ولكن بالنسبة للجدة الكورية تشوي سون هوا، كان الأمر مختلفاً تماماً، حيث اتخذت قراراً فريداً بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون في كوريا الجنوبية، لتصبح بذلك أكبر المتنافسات سناً في تاريخ هذه المسابقة.

من عاملة في المستشفى إلى منصات العرض

تقول تشوي سون هوا إن شغفها بعالم الأزياء بدأ في سن متأخرة بعد رحلة طويلة مليئة بالصعوبات. في عمر 72 عاماً، وخلال عملها كممرضة في أحد المستشفيات، تلقت نصيحة غير متوقعة من أحد المرضى الذي قال لها إنها تمتلك مقومات لتصبح عارضة أزياء. وفي لحظة فارقة، أدركت تشوي أن هذا الحلم الذي دفنته منذ زمن قد حان الوقت لإحيائه.

أخذت تشوي النصيحة بجدية، وبدأت في دراسة عالم الأزياء وتعلم كيفية السير على منصات العرض خلال أوقات فراغها. وبعمر 74 عاماً، كانت قد ظهرت لأول مرة في أسبوع الموضة بسيول، حيث أثارت إعجاب الجميع برشاقتها وأناقتها، وبدأت تتعاون مع مجلات شهيرة مثل "هاربرز بازار" و"إيل"، بالإضافة إلى مشاركتها في حملات إعلانية لكبرى العلامات التجارية الكورية.

تخطي حاجز القيود العمرية

في عام 2024، شهدت مسابقة ملكة جمال الكون تغييرات جذرية في شروط المشاركة، حيث تم إلغاء القيود العمرية التي كانت تفرض حداً أقصى للمشاركات لا يتجاوز 28 عاماً. هذه الخطوة جاءت كجزء من السعي لتعزيز الشمولية والاحتفاء بالتنوع، مما أتاح لتشوي فرصة لا تُقدر بثمن للمشاركة في المسابقة.

تقول تشوي عن هذه التجربة: "عندما رفعت القيود العمرية، شعرت أنني يجب أن أغتنم هذه الفرصة. حتى وإن لم أتمكن من الفوز، كان هدفي هو أن أكون جزءاً من هذه اللحظة التاريخية".

فوز تشوي بلقب أجمل عارضة أزياء في المسابقة

رغم أنها لم تتمكن من الفوز بلقب ملكة جمال كوريا الجنوبية لهذا العام، إلا أن تشوي حظيت بلقب "أفضل إطلالة"/ "أفضل عارضة أزياء"، خلال المسابقة. وقد لفتت الأنظار إليها وأصبحت حديث الصحافة العالمية، حيث كانت مشاركتها بمثابة رسالة قوية للعالم حول أهمية كسر الحواجز العمرية والمعايير التقليدية للجمال.

تشوي ليست فقط رمزاً للأناقة، بل هي أيضاً مثال يحتذى به للعديد من النساء حول العالم اللواتي يعتقدن أن الجمال والشغف لا يعترفان بالعمر. فهي تأمل أن تلهم نساءً أخريات للبحث عن أحلامهن والعمل على تحقيقها بغض النظر عن العقبات.

ردة فعل المتسابقات والجمهور

أثارت مشاركة تشوي دهشة وإعجاب المتسابقات الأخريات، اللواتي عبرن عن تقديرهن لروحها الشابة وإصرارها. تقول تشوي: "عندما علمت المشاركات أنني في الثمانينيات من عمري، كن يقولن لي: نريد أن نكبر مثلك".

أما الجمهور، فقد استقبل تشوي بحماس كبير، خاصةً بعدما أصبحت رمزًا للإصرار على تحقيق الأحلام بغض النظر عن العمر.

دور الكبار في مسابقات الجمال

تشعر تشوي بالأمل بأن مشاركتها ستفتح الأبواب أمام المزيد من النساء الكبار للمشاركة في مسابقات الجمال. وتقول: "أعتقد أنه مع مرور الوقت، سيصبح من الطبيعي رؤية السيدات الأكبر سناً يشاركن في هذه المسابقات، وسيحدث تغيير في المفاهيم المجتمعية تجاه الجمال والعمر".

على الرغم من أن الوقت لا يزال ملكاً للشباب في هذه المسابقات، إلا أن تشوي تؤمن بأن مشاركتها كانت خطوة مهمة نحو التغيير. وهي تأمل أن تكون بداية لحقبة جديدة تتيح للكبار تحقيق أحلامهم والمشاركة في الفعاليات العالمية.

القوة الدافعة وراء تشوي

من بين أكبر المشجعين لتشوي، يأتي دور أحفادها البالغين من العمر 23 و24 عاماً، الذين يعبرون دائماً عن فخرهم بها. تقول تشوي: "أحفادي يشجعونني دائماً ويقولون: جدتنا هي الأفضل، جميلة وقوية".

بفضل دعم عائلتها وإصرارها، لا تنوي تشوي التوقف عند هذا الحد. فهي تستعد لمواصلة مسيرتها في عالم الأزياء، وتأمل في أن تتمكن من تحقيق مزيد من النجاحات الدولية في المستقبل.