تفاصيل الأيام السابقة لوفاة المخرج حاتم على وهذا طلبه الأخير

لم يمهل القدر المخرج السوري حاتم علي مزيداً من الوقت لينهي مسلسله الجديد الذي كان يعمل عليه ويحمل عنوان "سفر برلك". 

تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة حاتم علي

قبل أيام قليلة من رحيله كان المخرج حاتم على يواصل العمل على المسلسل وهو ما كشفه المؤلف ماهر منصور عبر منشور له على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك.مؤكدًا أنه طلب تعديلات على الحلقة العاشرة من المسلسل، مبينًا أنه وصل إلى القاهرة قبل رحيل حاتم علي، وحصل منه على ملاحظات بشأن الحلقة. 

شارك ماهر منصور صورة لمكاتب حاتم علي وعلق عليها أنه أنهى التعديلات التي طلبها حاتم على بالفعل وتركها له على مكتبه  تاركاً له مشهد واحد فقط لم يعدل، مشيراً إلى أن الحلقة وصلت إلى مكتبه صباح يوم رحيله. 

وقال ماهر منصور: "الحب الحقيقي كما الحزن الحقيقي، لا ندركه إلا في التفاصيل، قبل رحيله بيوم واحد وصلت إلى القاهرة، أرسل لي ملاحظاته على الحلقة العاشرة من المسلسل، عدلتها وتركت له تعديل مشهد واحد. 

وتابع الكاتب قائلا: "لم ألتقيه عشية رحيله، كان يفترض أن ينتقل ليقطن في الفندق الذي أسكنه وألتقيه هناك وفِي اليوم ذاته ينضم لنا العزيز الليث حجو.. لكنه رحل قبل ذلك بقليل”، مضيفاً: “أتأمل تلك التفاصيل اليوم، وهذه الحلقة العاشرة التي طلب أن تكون على مكتبه صباح يوم الثلاثاء/ يوم رحيله ليعدل المشهد الباقي فيها بخط يده" 
وتابع ماهر بالقول: “هذا مكتبه الذي لم أجرؤ على الدخول إليه منذ وصلنا خبر وفاته، هذه الحلقة العاشرة بانتظاره.. وفيها سيبقى المشهد الوحيد بلا تعديل.. كتبت له ليلا: (عدلت كل شيء وبقي هذا المشهد حاولت أن أعدله ولكنه بحاجة ان تعدله أنت)”. 

واختتم قائلًا: "لم يُعدل المشهد.. وكيف سيعدل.. هذا مكتبه وهذه الحلقة بانتظاره.. لكنه لم يأت ولن يأتي.. الحزن على #حاتم_علي يكمن في التفاصيل، تحتاج كثيرًا من الوقت لتدركه ولتشعر به.. يباغتك من حيث لا تدري". 

عابد فاهد يثير ضجة بحديثه عن اللحظات الأخيرة لحاتم علي 

وأثار النجم السوري عابد فهد ضجة كبيرة خلال حديثه عن الراحل المخرج حاتم علي، في غرفته بالفندق في مصر عن عمر ناهز 58 عاما. 
وعبر النجم السوري في حديث عن حزنه الشديد لفقدان الراحل، متسائلاً بغضب عن سبب تأخر الطبيب في الوصول الى غرفته، مؤكداً أن المخرج المتميز حين شعر بالتعب طلب حضور الطبيب لمعاينته. ولكنه تأخر "ليش ما في اسعاف ليش ما وصل الطبيب ليش ما انقذوه. ربما القدر. ولكن كموقف يجب ان لا يتكرر". 

بدوره، أكد الفنان السوري جمال سليمان، أنه وصل الفندق الذي كان يقيم فيه حاتم علي، مع زميله الفنان سامر المصري، والفنانة أصالة نصري، بعد تلقي الخبر الصادم، موضحا أن المخرج الراحل أجهد نفسه كثيرًا في الفترة الأخيرة. 

وأوضح سليمان أن حاتم علي شخص قلق بطبعه، ويسعى لأن تكون أعماله كاملة، مما يجعله في حالة توتر دائمة، قد تكون وراء الإجهاد الذي تعرض له.

أخر صورة لحاتم على قبل رحيله

نشرت الناقدة الفلسطينية علا الشيخ على حسابها الخاص على "فيسبوك" صورة للمخرج الراحل حاتم علي أرفقتها برسالة مؤثرة وكتبت: "ما كان في أحلى من هيك صباح بس اليوم كتير سيئ مو قادرة أصدق أنك رحت. مو قادرة كل ما حد متلك من سوريا بروح بوجعني قلبي على سوريا أكتر". 

وتبين أن الصورة هي الأخيرة التي التقطت له أثناء وجوده في الفندق الكائن في منطقة الزمالك في العاصمة المصرية القاهرة حيث عثر عليه ميتاً في غرفته. وعلم أن تاريخها يعود إلى الثالث من شهر ديسمبر. 
 

وتواجد المخرج حاتم علي في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أقيم مؤخرا، مع مشروع فيلم نجله عمرو الذي حصل على دعم مالي في رحلة إنتاجه. 

وحصل مشروع الفيلم الروائي الطويل الأول لنجله كمخرج تحت عنوان "مرور" على جائزة ملتقى القاهرة السينمائي (بقيمة 5000 دولار أمريكي) لمشروع في مرحلة التطوير إلى جانب كافة عمليات تصحيح الألوان و ما بعد الإنتاج. 

المخرج الراحل حاتم علي كان شريكا في مشروع فيلم نجله عمرو كمنتج؛ ولكن لم يمهله الوقت لتنفيذه. 

وفاة المخرج حاتم علي 

وسادت حالة من الحزن الشديد على جمهور حاتم علي، فيما دشّن جمهوره وسم "#وداعا حاتم علي" عبر منصات التواصل الاجتماعي وقال البعض إنه "مات غريبا لكنه ترك لنا من يبقيه حيا في قلوب الجماهير العربية". 

يذكر أن المخرج حاتم على، قد قدّم مجموعة هامة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية، من أبرزها مسلسل "الملك فاروق" عام 2007، الذي كان من بطولة تيم حسن، بالإضافة إلى مسلسلات شهيرة مثل "التغريبة الفلسطينية" و"ملوك الطوائف" و"صقر قريش" و"صراع على الرمال". 

وسارع العديد من الفنانين العرب في نعي المخرج حاتم علي عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وكشفت النيابة العامة المصرية، عن ملابسات وفاة المخرج السوري حاتم علي، والذي توفي بالقاهرة جراء أزمة قلبية حادة. 

ووفقا لما ذكرته الصحف فإن تحريات المباحث توصلت إلى أن الوفاة طبيعية نتيجة أزمة قلبية، ولا شبهة جنائية حول الوفاة، الأمر الذي دفع نيابة قصر النيل للتصريح بدفن جثة المخرج السوري. 

وأوضحت الصحيفة أن النيابة العامة انتقلت إلى الفندق الذي كان يقيم به المخرج المتوفي لمناظرة جثته، وتبين عدم وجود أي آثار عنف أو جروح في الجثة، وأمرت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة. 

وانهال عدد من المخرجين والفنانين على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي لنعي المخرج السوري. 
وشهد تشييع جثمان حاتم علي، إلى مثواه الأخير حضور واسع للعديد من نجوم الفن في سوريا، كما ظهر أيضًا العشرات من محبي حاتم علي، في جنازته التي انطلقت من مستشفى الشامي في سوريا، مع حضور كثيف لوسائل الإعلام. 

وحرص على حضور موكب الجنازة النجوم تيم حسن، باسم ياخور، سلافة معمار، غسان مسعود، سيف الدين سبيعي، شكران مرتجى، المخرج الليث حجو، وغيرهم الكثير من محبي وصناع الدراما السورية.   
وظهرت عائلة حاتم علي، في مشهد تشييعه حيث دخل أبناؤه "عمر، غزل، غالية”" في نوبة بكاء حزنًا على فراقه، بينما واساهم العديد من الحضور، فيما حرص البعض على بثّ مقاطع فيديو عبر تقنية البث المباشر من لحظة وصول الجثمان إلى مسجد “الحسن” لإقامة صلاة الجنازة على روحه، وسط دعوات بالرحمة والمغفرة. 

ووثق مقطع فيديو لحظة تشييع الجثمان من مستشفى الشامي، إلى مقبرة باب الصغير، حيث مثواه الأخير، بينما ردد الحاضرون: “لا إله إلا الله”، فيما تم توديعه أيضًا بآيات القرآن الكريم. 

وكان آخر ما أخرجه حاتم علي، مسلسل “أهو ده اللي صار” الذي عُرض في 2019، بينما أخرج قبله مسلسل “كأنه امبارح” وعرض في 2018. 

من هو حاتم علي؟

عمل كممثل وكاتب ومخرج سوري، حيث بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة، ثم  حصل على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق من قسم التمثيل في عام  1986، ليستكمل بعد ذلك مشواره الفني بمجموعة من الأدوار والأعمال التي قام بإخراجها وأمتعت عشاق الدراما.

توجه حاتم علي إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينات، حيث قدم عدد كبير من التلفزيونية الروائية الطويلة وعدد من الثلاثيات والسباعيات، وفي مرحلة متقدمة قدم مجموعة هامة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية ومن أهم ما قدمه مسلسل الزير سالم والذي يُعد نقطة تحول في مسيرة هذا الفنان. كذلك الرباعية الأندلسية، وقد تم دبلجة مسلسله صلاح الدين الأيوبي وعرضه في ماليزيا وتركيا واليمن والصومال.