بعد الكيماوي: طرق رفع المناعة بسرعة لمرضى السرطان

  • تاريخ النشر: السبت، 29 يونيو 2024
بعد الكيماوي: طرق رفع المناعة بسرعة لمرضى السرطان

بعد العلاج الكيميائي، يجد مرضى السرطان أنفسهم في حاجة ماسة لاستعادة قوتهم ومناعتهم. العلاج الكيميائي قد يكون فعالاً في قتل الخلايا السرطانية، لكنه في نفس الوقت يُضعف الجهاز المناعي، مما يجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. لذلك، من المهم البحث عن طرق فعالة وسريعة لتعزيز المناعة. سنستعرض هنا بعض النصائح والاستراتيجيات المبنية على الأبحاث العلمية والتجارب العملية لمساعدة المرضى على التشافي  وتعزيز صحة الجهاز المناعي بأفضل الطرق الممكنة.

التغذية الصحية والمتوازنة: أساس بناء المناعة

من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها لتعزيز جهازك المناعي هي تغذية جسمك بالطعام الصحي. يساعد تناول الطعام الصحي على التعافي والشفاء بشكل أسرع من العلاجات السرطانية، ويمكن أن يساعدك أيضاً في الحفاظ على قوتك ونشاطك خلال جوانب أخرى من الرعاية السرطانية.

توصي الإرشادات الغذائية للأمريكيين بتناول الكثير من الفواكه والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم. كما يعني تناول الطعام الصحي أيضاً تقليل السكريات المضافة، والدهون المشبعة، والصوديوم، ومن الأفضل تجنبها تماماً. [1] 

بعد الكيماوي: طرق رفع المناعة بسرعة لمرضى السرطان

ولأن التغذية السليمة هي الركيزة الأساسية لتعزيز المناعة، ولأن التغذية المتوازنة تساعد الجسم على التعافي بسرعة من آثار العلاج الكيميائي، إليك بعض النصائح الغذائية الهامة:

  • زيادة استهلاك البروتينات

تلعب البروتينات دوراً حيوياً في بناء الأنسجة وإصلاح الخلايا التالفة. يمكن الحصول على البروتينات من مصادر متنوعة مثل اللحوم البيضاء، والأسماك، والبيض، والبقوليات، والمكسرات. يُفضل تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، لأنها تحتوي على أحماض أوميغا-3 التي تساعد في تقليل الالتهابات.

تقدم الجمعية الأمريكية للسرطان نصائح عملية لزيادة استهلاك السعرات الحرارية والبروتين لدى مرضى السرطان خلال فترة العلاج والتعافي: [2]

  • تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم: بدلاً من الاعتماد على وجبات كبيرة، ينصح بتناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية لضمان استمرار توفير السعرات الحرارية والعناصر الغذائية.
  • تناول الأطعمة المفضلة في أي وقت من اليوم: قد تؤثر علاجات السرطان على الشهية وتفضيلات الطعام، لذا من المهم تناول الأطعمة التي تعجبك في أوقات متفرقة لضمان تناول كميات كافية من السعرات الحرارية.
  • تناول الوجبات في أوقات محددة، ليس فقط عند الشعور بالجوع: إنشاء جدول زمني لتناول وجبات صغيرة أو وجبات خفيفة بانتظام على مدار اليوم يمكن أن يساعد في تجنب فقدان الوزن غير المقصود وتوفير الطاقة المستدامة.
  • شرب المشروبات العالية بالسعرات الحرارية والبروتين: يمكن أن تكون المشروبات مثل الحليب المخفوق، والسموذي، والمكملات الغذائية السائلة خيارات ملائمة لزيادة استهلاك السعرات الحرارية والبروتين دون الشعور بالامتلاء الزائد.
  • شرب السوائل بين الوجبات: تناول السوائل مثل الماء، والعصائر، أو المشروبات الغذائية بين الوجبات بدلاً من خلالها يمكن أن يساعد في تجنب الشعور بالامتلاء الزائد وضمان امتصاص العناصر الغذائية بشكل كاف.
  • ممارسة التمارين البسيطة قبل وجبات الطعام: ممارسة النشاط البدني الخفيف قبل الوجبات يمكن أن يعزز الشهية، مما يساعد في تحقيق استهلاك السعرات الحرارية اللازمة.

تهدف هذه الاستراتيجيات إلى دعم مرضى السرطان في الحفاظ على التغذية الكافية، والسيطرة على آثار العلاج، ودعم الصحة العامة والتعافي ورفع المناعة بسرعة لمرضى السرطان.

  • تناول الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات

الفواكه والخضروات الطازجة غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لتعزيز المناعة. الفيتامين C الموجود في البرتقال والفلفل الأحمر، والفيتامين A الموجود في الجزر والسبانخ، يساعدان في تعزيز الجهاز المناعي. كما تحتوي الفواكه والخضروات الملونة مثل العنب، والتوت، والكرز، والفلفل الأخضر، والكوسا على مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يساهم في دعم الجهاز المناعي ورفع المناعة بسرعة لمرضى السرطان بعد الكيماوي وحتى أثناء العلاج. [2]

  • تناول الأطعمة المخمرة

تعد الأطعمة المخمرة مصدراً غنياً بالبروبيوتيك، وهي البكتيريا النافعة التي تساعد في تعزيز صحة الأمعاء. يتمثل دور البروبيوتيك في تحسين التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي، مما يساهم في تعزيز الجهاز المناعي والحفاظ على صحة الأمعاء بشكل عام ورفع المناعة بسرعة لمرضى السرطان.

صحة الأمعاء لها دور حيوي في الدفاع عن الجسم ضد الأمراض، حيث تتمثل وظيفة الأمعاء في امتصاص العناصر الغذائية والماء، وكذلك في تخليص الجسم من الفضلات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الأمعاء على نسبة كبيرة من خلايا الجهاز المناعي التي تساهم في مكافحة الجراثيم والميكروبات التي قد تهدد صحة الجسم.

بالتالي، تناول الأطعمة المخمرة مثل الزبادي الطبيعي، والكيمتشي، والمخللات الطبيعية، مثل المخلل الخيار والمخلل الكرنب، يمكن أن يكون مفيداً لتعزيز صحة الأمعاء؛ وبالتالي تعزيز صحة الجهاز المناعي.

  • الفيتامينات والمعادن الأساسية

تعتبر الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الفيتامين A، الفيتامين C، الفيتامين E، والزنك جزءاً لا يتجزأ من تقوية الجهاز المناعي. يمكن الحصول على هذه العناصر من مصادر غذائية مختلفة مثل: [1]

  1. الفيتامين A: يساهم في تطوير وتنظيم جهاز المناعة. يوجد في الجزر، والبروكلي، والسبانخ، والبطاطا الحلوة، والفلفل الأحمر، والبيض، وبعض أنواع الحليب والحبوب المدعمة.
  2. الفيتامين C: يساعد في حماية الخلايا من الجذور الحرة، ويساعد في تكوين الأجسام المضادة. يوجد في الفراولة، والبابايا، والفلفل الأحمر، والفواكه الحمضية مثل البرتقال، واليوسفي، والجريب فروت.
  3. الفيتامين E: يساعد الخلايا على التواصل، ويمنع تجلط الدم. يوجد في اللوز، والزيوت النباتية مثل زيت عباد الشمس وزيت القرطم، والخضروات الخضراء مثل السبانخ والبروكلي.
  4. الزنك: يساعد في تكوين الخلايا وشفاء الجروح ومحاربة البكتيريا والفيروسات. يوجد في المحار، والبروتين الحيواني مثل اللحوم الحمراء والدواجن، والفاصوليا، والمكسرات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان.

العناية بالنفس: تقنيات لتحسين الصحة العقلية والجسدية

العناية بالصحة العقلية والجسدية أمر حيوي لمرضى السرطان بعد العلاج الكيميائي. الضغوط النفسية قد تؤثر سلباً على المناعة، لذا من المهم تبني تقنيات تساعد في تحسين الحالة النفسية والجسدية لرفع المناعة بسرعة لمرضى السرطان. [1]

  • ممارسة التأمل واليوغا:
  1. التأمل: يعتبر التأمل من الوسائل الفعالة لتقليل التوتر والقلق، وتحسين الحالة النفسية العامة. يمكن أن يساعد التأمل في تعزيز التركيز والاسترخاء.
  2. اليوغا: تساعد ممارسة اليوغا في تحسين اللياقة البدنية، وتعزيز المرونة، وتحسين التوازن العقلي. تقنيات التنفس والتأمل في اليوغا يمكن أن تساعد أيضاً في تقليل الإجهاد وتحسين النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي، السباحة، وركوب الدراجات تساهم في تعزيز الدورة الدموية، وتحسين الصحة العامة. من المهم الاستمرار في ممارسة النشاط البدني بانتظام، وفقاً للتوصيات العامة التي تنصح بممارسة 150 دقيقة من النشاط الهوائي المعتدل في الأسبوع، أو 75 دقيقة من رياضة الأيروبيك، أو مزيج من الاثنين.

هذه الأساليب ليست فقط لتحسين اللياقة البدنية، بل أيضاً لدعم الصحة النفسية والعافية العامة بعد مرحلة العلاج الكيميائي. من المهم أن يتم اعتماد هذه النصائح بشكل منتظم وبالتنسيق مع فريق الرعاية الصحية الخاص بالمريض.

تقليل التوتر

تقليل الضغط النفسي أمر بالغ الأهمية للتعافي من السرطان، حيث إن الضغط النفسي المزمن قد يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والعقلية. إليك بعض الطرق الصحية لتقليل الضغط النفسي: [1] [2]

  1. التواصل مع الأهل والأصدقاء: قضاء الوقت مع الأحباء يمكن أن يوفر الدعم العاطفي، ويقلل من الشعور بالعزلة.
  2. الانضمام إلى مجموعات دعم لمرضى السرطان: مشاركة التجارب مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مشابهة يمكن أن يوفر الراحة، والتفهم، واستراتيجيات التكيف.
  3. تناول طعام صحي: الحفاظ على نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه، والخضروات، والبروتينات الخفيفة، والحبوب الكاملة يدعم الرفاهية العامة، ويساعد في إدارة الضغط النفسي.
  4. ممارسة التمارين الرياضية: النشاط البدني المنتظم مثل المشي، والسباحة، أو اليوغا يمكن أن يقلل من هرمونات الضغط مثل الكورتيزول، ويزيد من إفراز الإندورفينات، مما يعزز الشعور بالرفاهية.
  5. ممارسة هواية تستمتع بها: القيام بأنشطة تجدها ممتعة ومريحة يمكن أن تشتت الانتباه عن عوامل الضغط، وتعزز الشعور بالإنجاز.
  6. التأمل: ممارسة التأمل الواعي يمكن أن تساعد في تهدئة العقل، وتقليل مستويات الضغط النفسي، وتعزيز المرونة العاطفية.
  7. ممارسة التنفس العميق: تقنيات التنفس العميق مثل التنفس من الحجرة الصدرية أو الاسترخاء التدريجي للعضلات يمكن أن تنشط استجابة الاسترخاء في الجسم وتقلل من الضغط النفسي.
  8. قضاء وقت في الطبيعة: القيام بنشاطات مثل المشي في الطبيعة أو قضاء وقت في الهواء الطلق يمكن أن يخفف من مستويات التوتر ويحسن المزاج.

تضمين هذه الاستراتيجيات في روتينك اليومي يمكن أن يساهم في تقليل الضغط النفسي ودعم صحتك العامة خلال فترة العلاج وبعدها.

بعد الكيماوي: طرق رفع المناعة بسرعة لمرضى السرطان

المكملات الغذائية: دعم إضافي للمناعة

في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى مكملات غذائية لتعزيز المناعة. من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات، ولكن بعض المكملات الشائعة تشمل:

  • الفيتامين D: الفيتامين D يلعب دوراً مهماً في تعزيز المناعة. يمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس، لكن في بعض الحالات، قد يكون من الضروري تناول مكملات الفيتامين D خاصة في فصل الشتاء.
  • الزنك: الزنك هو معدن مهم لتعزيز المناعة. يمكن الحصول على الزنك من الأطعمة مثل اللحوم الحمراء، والمأكولات البحرية، والبذور، ولكن في بعض الحالات، قد يكون تناول مكملات الزنك ضرورياً.
  • البروبيوتيك: مكملات البروبيوتيك يمكن أن تكون مفيدة لتعزيز صحة الأمعاء، وبالتالي تعزيز المناعة. هذه المكملات تحتوي على بكتيريا نافعة تساعد في تحسين التوازن البكتيري في الأمعاء.

تجنب الكحول والتدخين

تجنب تناول الكحول والتدخين أمر ضروري للحفاظ على جهاز المناعة بصحة جيدة، خاصة خلال فترة علاج السرطان وبعدها. إليك لماذا: [1]

  • الكحول: يمكن لتناول الكحول أن يعيق قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ويسبب ضرراً للأعضاء مع مرور الوقت.
  • التدخين: يعد التدخين واستخدام أشكال أخرى من التبغ ضاراً للغاية بالصحة، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية. كما يضعف استخدام التبغ الجهاز المناعي، ويمكن أن يعيق عمليات علاج السرطان. لذا، يُنصح بشدة بالإقلاع عن التدخين واستخدام التبغ.

من خلال تجنب تناول الكحول والتدخين، يمكنك دعم جهاز المناعة الخاص بك، وتقليل خطر التعقيدات الناتجة عن علاجات السرطان، وتحسين صحتك العامة ورفاهيتك.

الحصول على قسط كافٍ من النوم

عدم الحصول على كمية كافية من النوم يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة، بما في ذلك تقليل الجهاز المناعي بشكل كبير. وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يمكن أن يؤدي عدم النوم لساعات كافية إلى انخفاض استجابة الجهاز المناعي لما يصل إلى 50%.

يحتاج معظم البالغين إلى 7-9 ساعات من النوم في الليلة. يمكن أن يسبب السرطان وعلاجاته ضغوطاً أو آثار جانبية تجعل النوم صعباً. لمساعدتك على الحصول على النوم الكافي، جرب هذه العادات:

  • تجنب تناول الكافيين قبل ست ساعات من الذهاب إلى الفراش.
  • الحرص على أن تكون غرفتك مظلمة وبدرجة حرارة تناسبك.
  • تجنب استخدام الهاتف، الحاسوب، التلفزيون، والشاشات الأخرى قبل النوم.
  • الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت كل ليلة، بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع، للحفاظ على نمط منتظم.

إذا جربت كل شيء ولا تزال تعاني من الأرق، فتحدث مع مقدم رعاية السرطان حول الخيارات المتاحة.
باعتبار هذه النصائح، يمكنك تعزيز فرصك في الحصول على نوم كاف وداعم لصحتك العامة وجهاز المناعة خلال فترة علاج السرطان وما بعدها.

في النهاية، تعزيز المناعة بعد العلاج الكيميائي يتطلب اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة، والعناية بالصحة العقلية والجسدية، والاستعانة بالمكملات الغذائية عند الحاجة. التوازن بين هذه الجوانب يساعد في استعادة القوة والصحة بسرعة، ويساهم في تحسين جودة الحياة لمرضى السرطان.

مواضيع ذات صلة

  • الأسئلة الشائعة

  1. ماذا يأكل مريض السرطان بعد جرعة الكيماوي؟
    بعد جلسة علاج الكيماوي، ينبغي لمريض السرطان تناول وجبات غذائية غنية بالبروتينات والفيتامينات لتعزيز التعافي. يمكن تناول الأطعمة مثل البروتينات الخفيفة مثل الدجاج المسلوق أو السمك، والخضروات الطازجة، والفواكه، والحبوب الكاملة. هناك حاجة أيضاً لشرب السوائل بكميات كافية للمساعدة في الترطيب وتعزيز استعادة القوة.
  2. متى يستعيد الجسم عافيته بعد العلاج الكيميائي؟
    يستغرق الجسم وقتاً متفاوتاً لاستعادة عافيته بعد جلسات العلاج الكيميائي، وذلك يعتمد على نوع السرطان ونوع العلاج المستخدم، وحالة الصحة العامة للفرد. قد يستغرق الأمر عدة أسابيع إلى أشهر لاستعادة الجسم القدرة على الاستجابة المناعية بشكل صحيح بعد العلاج الكيميائي.
  3. هل الثوم يتعارض مع علاج الكيماوي؟
    يوجد بعض الأبحاث التي تشير إلى أن تناول الثوم قد يتداخل مع بعض أنواع علاجات الكيماوي، حيث يمكن أن يؤثر على كفاءة بعض الأدوية، أو يزيد من النزيف أو الاستجابة السريرية غير المرغوب فيها. يُنصح دائماً بالتحدث مع فريق الرعاية الصحية حول استخدام الثوم أو أي مكملات غذائية أخرى خلال فترة علاج الكيماوي لتجنب أي تداخلات غير مرغوب فيها وضمان أفضل نتائج العلاج.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار