العيد الوطني في مصر

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 23 يوليو 2024
العيد الوطني في مصر

تقع جمهورية مصر العربية شمال قارة إفريقيا، تحدّها ليبيا من الغرب، والسودان من الجنوب، وفلسطين شرقاً، أما شمالاً فهي تطلّ على البحر الأبيض المتوسط، وعاصمتها مدينة الألف مئذنة (القاهرة)، وسُميت بهذا الاسم نظراً لكثرة مساجدها، ويبلغ عدد سكان مصر 104 ملايين نسمة، وفقاً لأحدث إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، وتعتبر مصر الدولة الأكثر تعداداً للسكان في الشرق الأوسط، وتُصنف في المرتبة الثلاثين من حيث المساحة بين دول العالم؛ حيث تقدّر مساحتها بما يقارب المليون كيلومتر مربع.

العيد الوطني المصري (ثورة يوليو 1952)

على الرغم من حصول مصر على استقلالها من بريطانيا في 28 فبراير/شباط عام 1922، فإن الشعب المصري يحتفل بالعيد الوطني في يوم 23 يوليو/تموز في ذكرى ثورة 23 يوليو لعام 1952 بقيادة حركة الضباط الأحرار، المعروف بيوم الثورة. [1]

وفي لمحة موجزة عن تاريخ تلك الحقبة، نجد أنه رغم انتهاء الحماية البريطانية على الأراضي المصرية عام 1922، فإن بريطانيا بقيت تحتفظ ببعض الامتيازات في المنطقة، ومنها ما يأتي: [1]

  • حقها في تأمين مواصلاتها على الأراضي المصرية.
  • حقها في حماية الأقليات والمصالح الأجنبية في مصر.
  • حقها في الدفاع عن أراضي مصر ضد أي اعتداء خارجي.

وبقيت هذه الامتيازات سارية حتى عام 1936، بعد تولّي الملك فاروق للعرش في مصر وتوقيعه معاهدة (الأنجلو مصرية)، التي سُمح فيها لبريطانيا الاحتفاظ بقواتها في منطقة قناة السويس، مما أثار استياء الشعب المصري من الملك فاروق، فطالبوه بإعادة التفاوض حول المعاهدة وشروطها تأكيداً منهم على رفض الوجود البريطاني على الأراضي المصرية. [1]

وجاءت بعدها الضربة القاضية إثر هزيمة الجيش المصري في الحرب العربية الإسرائيلية على أراضي فلسطين، التي شاركت فيها آنذاك كل من الأردن، والعراق، وسوريا، ولبنان، والسعودية، ومصر، ضد الميليشيات المسلحة الصهيونية، بعد قرار تقسيم فلسطين الصادر من بريطانيا عام 1947، وإعلان قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في 14 مايو/أيار عام 1948. [1]

انطلقت بعد تلك القرارات ثورة تغيير سلمي على شكل انقلاب عسكري من مجموعة من الضباط في الجيش المصري، كانوا قد شكلوا ما يُسمى بـ"حركة الضباط الأحرار" عام 1949، وكان أبرز قادتهم (محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، ومحمد أنور السادات). [1]

وقد حمّلوا الملك فاروق الموالي لبريطانيا مسؤولية الفساد في الجيش والحكومة المصرية، وقرروا الإطاحة بحكم الملك فاروق، فذهبوا إلى قصر عابدين حيث يوجد الملك فاروق ودخلوا مكتبه واضعين أمامه وثيقة وطالبوه بالتوقيع عليها، حيث كُتب في الوثيقة ما يأتي: [1]

"نحن فاروق الأول ملك مصر، تقديراً منا لمصالح بلدنا، فإننا نتنازل عن العرش ونتخلى عن أي حق فيه لأنفسنا وذريتنا، ونتنازل عن كل الحقوق والامتيازات والصلاحيات التي كانت عندنا بحكم الجلوس على العرش، ونحن هنا أيضاً نحلّ رعايانا من يمين الولاء لشخصنا". [1]

وما كان من الملك فاروق حينها إلا أن يقبل بتوقيع الوثيقة والموافقة عليها، نتيجة الاستياء الشعبي الكبير منه، فغادر العرش بتاريخ 23 يوليو/تموز عام 1952، وهو ما عُرف بـ"يوم الثورة" التي أدت فيما بعد إلى إلغاء النظام الملكي في البلاد واعتماد النظام الجمهوري، وقد تولى محمد نجيب رئاسة الجمهورية حينها. [1]

كيف يحتفل المصريون في عيدهم الوطني

ما زالت مصر حتى يومنا هذا تحتفل بذكرى يوم 23 يوليو/تموز من كل عام، ليس لما يحمله هذا اليوم من حدث مهم تجلى في تغيير النظام من الملكي إلى الجمهوري فقط، وإنما احتفالاً بتاريخ مصر العريق الذي يعود إلى أكثر من 6000 سنة قبل الميلاد. [1]

إذ تتشكل المسيرات الوطنية الهاتفة بعبارة "تحيا مصر"، مع تنظيم عروض موسيقية في عاصمة البلاد القاهرة، ورفع العلم المصري على مختلف أبنية المؤسسات والسفارات، لتجسد هذه العروض وقوف الشعب المصري جنباً إلى جنب في ذكرى ثورة يوليو؛ الثورة التي شكلت بارقة أمل للمصريين خلال تطلعهم للحرية. [1]

النشيد الوطني المصري

تغير النشيد الوطني المصري عدة مرات منذ حصولها على الاستقلال عام 1922، وذلك لاختلاف المراحل التي مرت بها مصر بعد ذلك، فكان أول نشيد لها بعد الاستقلال هو نشيد "اسلمي يا مصر" من تأليف مصطفى صادق الرافعي، وتلحين الموسيقي صفر علي. [2]

أما في عام 1952، ومع إنهاء الحكم الملكي باندلاع ثورة يوليو بقيادة حركة الضباط الأحرار، أُلغي العمل بنشيد "اسلمي يا مصر" وتم اعتماد نشيد الحرية "كنت في صمتك مرغماً" للشاعر كامل الشناوي، وألحان محمد عبد الوهاب؛ وبقي هذا النشيد معتمداً حتى عام 1960. [2]

في عام 1960، صدر القرار الجمهوري رقم 143 باعتماد نشيد وطني جديد باسم "والله زمان يا سلاحي"، وذلك للتعبير عن فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، من كلمات الشاعر صلاح جاهين، وتلحين الموسيقي كمال الطويل. [2]

ولكن لم يستمر النشيد السابق طويلاً، حيث صدر القرار الجمهوري رقم 149 في عام 1979، بتعديل نشيد "والله زمان يا سلاحي" إلى نشيد "بلادي بلادي" من تأليف يونس القاضي، وتلحين سيد درويش، وما زال هذا النشيد معتمداً حتى وقتنا الحاضر. [2]

وهذا هو نص النشيد الوطني الحالي لجمهورية مصر العربية: [2]

بلادي بلادي بلادي *** لكِ حبي وفؤادي
مصر يا أم البلاد *** أنتِ غايتي والمراد
وعلى كل العباد *** كم لنيلكِ من أيادي
مصر يا أرض النعيم *** فزت بالمجد القديم
مقصدي دفع الغريم *** وعلى الله اعتمادي
مصر أنت أغلى درة *** فوق جبين الدهر غرة
يا بلادي عيشي حرة *** واسلمي رغم الأعادي
مصر أولادك كرام *** أوفياء يرعوا الزمام
سوف نحظى بالمرام *** باتحادهم واتحادي
بلادي بلادي بلادي *** لكِ حبي وفؤادي

علم جمهورية مصر العربية

يتكون العلم المصري من ثلاث مستطيلات عرضية متساوية الأبعاد، وهي بحسب ترتيب الألوان من الأعلى للأسفل كما يأتي: [3]

  1. اللون الأحمر: يرمز إلى التوهج ودماء الشهداء، ويدل على القوة والأمل.
  2. اللون الأبيض: يرمز إلى المستقبل الباهر للبلاد، ويدل على السلام والنقاء.
  3. اللون الأسود: يعبر عن عصور الاستبداد والاستعمار المظلمة التي تخلصت منها مصر.

وفي وسط المستطيل الأبيض، توجد صورة لنسر صلاح الدين الأيوبي (النسر المصري) باللون الذهبي، الذي يُعد أقوى الطيور، ويُكتب عند قاعدة النسر "جمهورية مصر العربية" بالخط الكوفي. [3]

وفي الختام، كان من أهم مكتسبات ثورة 23 يوليو 1952، إلغاء النظام الملكي والتحول إلى النظام الجمهوري، وإعلان محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية، واسترداد المصريين لكرامتهم واستقلالهم وحريتهم، لذا اعتبر المصريون هذا اليوم العيد الوطني في مصر.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار