الصمت العقابي وكيفية التعامل معه

هل سمعت من قبل عن الصمت العقابي النرجسي أو المعروف بالعقاب الصامت؟ ما هو تعريف الصمت العقابي؟ وما هي كيفية التعامل معه؟ تابع المقال الآتي للتعرف على أهم المعلومات المتعلقة بالصمت العقابي وكيفية التعامل معه.

تعريف الصمت العقابي

يمكن تعريف الصمت العقابي أو العقاب الصامت على أنه أحد أنواع الإساءة العاطفية التي يقوم  الشخص بإظهارها اتجاه غيره من خلال الإيماءات غير اللفظية، عادةً ما يلجأ البعض إلى هذا النوع من المعاملة للسيطرة على الطرف الآخر أو التلاعب به، فيما يلي أهم الأسباب التي تدفع الشخص إلى هذا النوع من العقاب: ^[1]  

• لتجنب الصراعات، يلجأ بعض الأشخاص إلى العقاب الصامت لعدم قدرتهم على الرد  على الطرف الآخر أو لتجنب تصعيد المشاكل.
• عدم القدرة على التعبير، يلجأ البعض إلى هذه الطريقة عندما لا يعرف كيفية التعبير عن مشاعره ولكنه يرغب من الطرف الآخر أن يعرف مدى استيائه.
• كوسيلة للعقاب، يتم اللجوء إلى الصمت العقابي تحديداً في العلاقات العاطفية كنوع من العقاب للشريك عند الإقدام على تصرف مرفوض لدى الطرف الآخر.

يهدف الصمت العقابي في الأساس إلى جعل الطرف الآخر يشعر بالارتباك، أو التوتر، أو الذنب، أو الخجل، أو ما إلى ذلك من المشاعر السلبية حتى يتمكن الشخص المطبق للعقاب بالوصول إلى غايته ألا وهي التلاعب بالضحية. يلجأ الضحية في معظم الحالات إلى المسارعة لتلبية احتياجات المطبق للعقاب، مهما كانت هذه الاحتياجات تفادياً لتصعيد المشكلة.

كيفية التعامل مع الصمت العقابي النرجسي

قد يكون التعامل مع الصمت العقابي وبالأخص لدى الزوج النرجسي أحد الأمور الصعبة بعض الشيء، يمكن لبعض النصائح والإرشادات التالية أن تساعدك في التعامل مع الصمت العقابي لدى الزوج أوالزوجة النرجسيين: ^[2]  

الهدوء ومحاولة حل المشكلة

في حال عدم قيام الشريك بتطبيق الصمت العقابي باستمرار فقد يكون الأسلوب اللطيف في التعامل هو مفتاح حل المشكلة. لا تتردد باخبار الشخص عن رغبتك في حل المشكلة، قد لا يبدو شريكك في بعض الأحيان متقبلاً لحل المشكلة في هذه الحالة قم باخبارهم عن تفهمك لحاجتهم لبعض الوقت بمفردهم وعن رغبتك في الحديث عن المشكلة فيما بعد.

عبر عن حزنك من هذا النوع من العقاب 

في حال كان هذا النوع من العقاب يزعجك بإمكانك اخبار شريكك عن مدى الحزن والإحباط الذي يصيبك من هذا النوع من المعاملة، اشرح لشريكك بأسلوب لطيف عن الطريقة الأفضل لحل المشاكل للحفاظ على صحة العلاقة فيما بينكما.

تجاهل الصمت العقابي

في بعض الحالات قد يكون التجاهل هو الطريقة الأفضل للتعامل مع الصمت العقابي، اترك الشخص وحيداً إلى أن ينتهي من صمته وحده، يمكن لتسليط الضوء على هذه المشكلة أن تجعل الشخص المطبق لهذا العقاب بالتمادي والاستمرار وتكرار مثل هذا الفعل.

البحث عن الحلول

حاول أن ترتب اجتماع مع شريكك لمناقشة الطريقة الأفضل للتعامل مع بعضكما البعض، كن واضحاً واستمتع بتمعن ولا تتردد بالاعتذار في حال كنت على خطأ.

دافع عن نفسك

في حال كنت تشعر بأن هذه العلاقة تسبب لك الأذى النفسي لا تتردد بوضع حدود ثابتة لها في حال كانت هذه العلاقة تستحق الاستمرار، فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تفيدك لإنقاذ العلاقة:

• ضع حدوداً ثابتة حول السلوك المرفوض والمقبول في العلاقات.
• اخبر شريكك عن الأمور التي ستحدث في حال تجاوز هذه الحدود.
• اقترح الحصول على استشارة زوجية لإنقاذ علاقتكما.

تجنب الردود السلبية 

تذكر دائماً أن القيام بردود الفعل السلبية كاستفزاز الشخص الذي أمامك لحثه على التكلم قد يزيد من تعقيد المشكلة وقد يصعب عليك حلها، التزم الهدوء تفادياً لتصعيد المشاكل.

ما يجب تجنبه عند التعامل مع الصمت العقابي

في حال لجوء شريكك إلى الصمت العقابي كوسيلة لإلحاق الأذى بك، هناك مجموعة من الأمور يتوجب عليك تجنبها عند التعامل مع الصمت العقابي، فيما يلي أبرز هذه الأمور: ^[2]

• الرد بغضب أو بصوت مرتفع، يمكن لهذه الطريقة أن تتسبب بتصعيد المشاكل.
• التوسل إلى الشريك لإنهاء العقاب، يمكن لذلك أن يشجع الطرف الآخر على السلوك العدواني بشكل أكبر.
• التهديد بإنهاء العلاقة في حال فشل جميع الحلول الأخرى.
• الاعتذار في حال كان الشخص المسبب لهذا العقاب مخطئاً.

كيف يؤثر الصمت العقابي على العلاقات وهل يعتبر إساءة؟

هل يعتبر الصمت العقابي إساءة للشريك في العلاقات؟ أشارت بعض الأبحاث إلى أن العديد من الأشخاص يلجؤون إلى العقاب الصامت لحل الصراعات في العلاقات العاطفية، على الرغم من أن هذه الطريقة قد تكون حلاً لتجنب تصعيد المشاكل إلا أنها قد تؤثر على المدى البعيد على  صحة العلاقة، على سبيل المثال عند قيام أحد الشريكين بالتحدث عن مشكلة ما يقوم الطرف الآخر بالانسحاب دون سابق إنذار، يمكن لهذا التصرف أن يولد مشاعر من الغضب والحزن لدى الشريك الآخر مما يؤثر على صحة العلاقة. 

أشارت بعض الأبحاث إلى أن التعرض لمثل هذا النوع من العقاب بشكل متكرر قد يؤثر على احترام الشخص لنفسه، يمكن أن يختلف هذا التأثير باختلاف مدة الصمت العقابي ودرجة قرب الشخص من الشخص المطبق للعقاب.  بشكل عام يمكننا اعتبار الصمت العقابي طريقة مسيئة في الحالات التالية: 

• في حال كانت النية من العقاب الصامت إلحاق الآذى بالطرف الآخر.
• عند استمرار الصمت العقابي لفترة زمنية طويلة.
• عندما يقوم الشريك بالتحالف مع الآخرين ضد الشخص.
• عند استخدام هذا النوع من الصمت لتوليد مشاعر الذنب لدى الآخر.
• عند استخدام الصمت العقابي كوسيلة للتلاعب أو للضغط على الطرف الآخر.

الصمت العقابي وكيفية التعامل معه يعد أحد المواضيع المثيرة للاهتمام نظراً لازدياد عدد الأفراد والأزواج الذي يقومون باتباع هذه الطريقة للسيطرة على الآخر، اتباع النصائح والإرشادات التي سبق ذكرها يمكن أن تساعدك في حل المشكلة.