إسلام خالدٍ بن الوليد
- تاريخ النشر: السبت، 22 أكتوبر 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 24 يناير 2023
"خالد بن الوليد" هو الصحابي الجليل خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، أسلم قبل فتح مكة، وقصة إسلام خالد بن الوليد سنتعرف عليها في هذا المقال.
إسلام خالدٍ بن الوليد
يقول خالدٌ: لما أراد الله بي الخير، قذف في قلبي الإسلام، فلمَّا كان صُلح الحديبية، قُلت أما والله إن أمرَ رسول الله سيظهر، وعندها إلى أين المَفَرُّ، إلى النَّجاشي؟ فقد اتَّبع دين محمد، أما إلى هِرَقْل؟ فأُصبح نصرانياً أو يهودياً، فلمَّا جاء النبيُّ إلى عُمْرةِ القضية في مكة، وكان معه أخي الوليد، فبحث عني فلم يجدني لأني خرجتُ من مكَّة، فأرسل لي كتاباً يقول فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإني لم أَرَ أَعْجَبَ مِنْ ذَهَابِ رَأْيِك عن الإسلام، وعقلك عقلك! وهل مثلُ الإسلام يجهله أحد؟! وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك، وقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: ما مثله يَجهل الإسلام، ولو كان جعل نِكايَتَهُ وَحَدَّهُ مع المسلمين كان خيراً له، وَلَقَدَّمْنَاهُ على غَيْرِهِ، فاسْتَدْرِك يا أخي ما قَدْ فَاتَك، فقد فَاتَك مَواطنُ صَالحة.
فتَجَهَّزْتُ للخُرُوج وقُلتُ في نفسي: مَنْ أُصاحب في خروجي هذا، فلَقيتُ صفوان بن أمية، فقلت له: يا أبا وَهْب، أمَا تَرى ما نحن فيه؟ وقد ظَهَرَ محمدٌ على العرب والعجم، فإن ذهبنا إليه واتَّبعناه، فإنَّ شَرَفهُ شَرَفٌ لنا، فأبى صفوانٌ أَشَدَّ الإباء وقال: لو لم يبق غيري لن أَتَّبعه أبداً، ثم يقول خالد: هذا رجلٌ قُتِل أباه وأخاه في بدرٍ، ثم لقيتُ عِكرمة بن أبي جهلٍ، وعرضت عليه ما عرضت على صفوان، وكان ردُّهُ مثله، ثم لقيتُ عُثمان بن طَلحة، وعرضت عليه الأمر، فوافقني وانطلقنا إلى المدينة، وفي الطريق لقينا عمرواً بن العاص، وعلمنا أنه يريدُ الذي نريده وهو الإسلام، فانطلقنا ثلاثة حتى وصلنا المدينة، وعلِم النبي عليه الصلاة والسلام بأمر قدومنا ففرح بذلك، فدَخَلْتُ عليه المسجد وكان يَنْظُرُ إليَّ ويَبْتَسِمُ حتى جلستُ بين يديه، قُلتُ: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك يا محمد رسول الله، فقال لي: الحمد لله الذي هداك، قد كُنْتُ أَرَى لَكَ عَقْلاً رَجَوْتُ أَنْ لا يُسْلِمَكَ إلا إلى خيرٍ، ثم طلبتُ من النبي أن يستغفر لي، فاستغفر لي ودعا.