أول ظهور للملكة رانيا بالدوحة بعد وفاة والد الأميرة رجوة

افتتحت جلالة الملكة رانيا العبد الله قمة الويب في قطر، بكلمة داعمة عن غزة وشعب فلسطين الذي تم تعذيبه وإبادة الآلاف منه على مدى الشهور الماضية، في أول ظهور لجلالتها بعد وفاة والد الأميرة رجوة الحسين، قرينة ابنها ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، قبل أيام.

الملكة رانيا تشيد بدور وسائل التواصل في الحرب على غزة

وجهت الملكة رانيا افتتاحية كلمتها المؤثرة عن غزة، للإشادة بالدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي منذ السابع من أكتوبر الماضي، في نقل الأحداث السوداوية والمأساوية التي وقعت في فلسطين، إلا أن هذا النقل كان على حساب تحويل الحسابات المليئة بالصور الملونة إلى مشاهد بلون أحادي بين الأكفان البيضاء والأنقاض الرمادية والشاشات التي تحتوي على تحذيرات مخيفة من قسوة المحتوى المعروض.

لفتت الملكة رانيا في كلمتها إلى مخاوفها من فتح المشاهد القاسية لمحتوى الفيديوهات التي تتناول لقطات الحرب المستمرة على غزة، موضحة أنها باتت تتردد في فتحها بعد أكثر من 140 يوماً من اندلاع الحرب، حيث إنها أصبحت تتوقع المشاهد التي لا تخرج عن إطار الرضع الذين تغطي أجسادهم جروحاً وحروقاً موجعة، أو أطفال تم استبدال أطرافهم بضمادات دامية، أو أمهات يقبن ملائكتهن الصغار قبلة الوداع قبل الدفن.

شاهدوا الفيديو الكامل

مقياس الإنسانية يهوي

أوضحت الملكة رانيا أنها كانت تعتقد أن الأمر لن يزداد سوءاً عما جرى بالفعل، ولكن للأسف فالأمر يزداد سوءاً ومقياس الإنسانية تهاوى إلى مستويات بعيدة للغاية وسط مشاهد خلت من الرحمة، وأفعال لا يمكن تصورها حتى أصبحت مشاهد قصف المستشفيات وتدمير أماكن العبادة وقتل المدنيين والأبرياء رافعي الرايات البيضاء أموراً عادية ومشاهد اعتيادية.

أكملت جلالة المكلة رانيا خطابها مهاجمة المعايير الإنسانية لحقوق الإنسان حول العالم، لافتة إلى أنه سواءً على الإنترنت أو في العالم الواقعي، لم تخدم هذه الأسس الفلسطينين يوماً واحداً، قالقانون الدولي وقيم العدل والمساواة في العالم، يعاد تعريفها من جديد لتبرير مستوى وحشي من العنف لا يمكن تبريره مطلقاً.

عدم المساواة في حقوق الإنسان

الملكة رانيا العبد الله فجرت أسئلة حول شجب قتل بعض البشر فيما يُبرر قتل آخرين لمجرد أنهم ليسوا من نفس الفئة، وفيما يعتبر تجويع الأطفال جريمة إنسانية، فإن حرمان مليون طفل في غزة من الطعام يعتبر نتيجة مقبولة للحرب؟ كما تساءلت عن فائدة تغيير المعتقدات ما لم نغير الواقع؟ ولماذا يجب أن يختبر العالم إنسانية الفلسطينيين؟ ولماذا لا يتساوى عمل البعض لنيل التعاطف، فهناك من يناله مجاناً  وهناك من عليه العمل على قدم وساق ليحصل على بعض منه؟ واختتمت بسؤال ملهم حول أهمية أن يؤمن الملايين حول العالم بأنك تتعرض للظلم وسط استمرارية هذا الظلم أصلاً على أرض الواقع؟

أهل غزة منقطعون متصلون

أشارت الملكة رانيا العبد الله إلى أن الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من اتصاله بالعالم حالياً أكثر من أي وقت مضى، فإنهم أيضاً منقطعون عنه بعد قطع وسائل التغذية والدواء والوقود عنهم، وعلى الرغم من محاولة منعم من الحياة، إلا أنهم ظلوا يستخدمون الهواتف للوصول إلى العالم.

وعن الدعم الجماعي الذي يحصل عليه الشعب الفلسطيني حالياً، كما حلموا دائماً أن يتم إيصال كلمتهم وصوتهم للعالم، جاء على حساب القتل الوحشي الجماعي الذي تعرضوا إليه، كما شددت جلالتها على الحاجة القصوى لوقف إطلاق النار، والدمار والنزوح، ووقف الحرمان وعرقلة دخول المساعدات، لافتة إلى وجوب إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين من الجانبين حتى يعودوا إلى منازلهم.

الملكة رانيا واصلت الحديث عن بديهية الحقوق الإنسانية التي يبحث عنها الشعب الفلسطيني المحروم من أقل حقوقه في تحديد مصيره والحصول على مساعدات غذائية ودوائية، لمجرد اعتماد المجتمع الدولي لسنوات على تحديد طرف واحد لمصير الآخر بالكثير من الدعاية والكلمات التي تظلم شعباً بأكمله، موضحة أن كل طرف يركز فقط على معاناة شعبه فيما يظلم الآخرين.

يذكر أن هذا الظهور هو الأول للملكة رانيا العبدالله، بعد وفاة والد زوجة ابنها الأميرة رجوة الحسين يوم الأحد 18 فبراير الجاري، والذي تمت مراسم الدفن والصلاة عليه في المملكة العربية السعودية، وسط حالة من الحداد أعلنها الديوان الهاشمي لمدة 3 أيام عقب الوفاة.