أضرار الألعاب الإلكترونية

تزايدت وتطورت الألعاب الإلكترونية في الآونة الأخيرة، التي يمكن أن يكون لها آثار ضارة والتي عادة ما يكون لها مكانة مهمة في حياة الشباب في سن المراهقة والكبار وحتى الأطفال. وخلال هذا المقال سنتعرف على أضرار الألعاب الإلكترونية بشكل مفصل.

أضرار الألعاب الإلكترونية على الصحة

الألعاب الإلكترونية هي برامج ترفيهية يمكن تشغيلها على جهاز كمبيوتر شخصي أو وحدة تحكم ألعاب أو هاتف محمول وكذلك على مجموعة متنوعة من الأجهزة الذكية. وكثيرًا ما يتوجه الشباب للألعاب الإلكترونية في حياتهم اليومية بغرض الترفيه والتسلية، لكن عندما تصل الألعاب الإلكترونية إلى مستويات مسببة للإدمان، فإنها يمكن أن تسبب ضررًا خطيرًا للجسم. وفيما يلي سنذكر أبرز أضرار الألعاب الإلكترونية على الصحة:

أضرار الألعاب الإلكترونية على العضلات والعظام

قد يعاني اللاعبين الدائمين للألعاب الإلكترونية من مشاكل في العضلات والعظام، حيث يعاني اللاعب الذي يقضي معظم وقته على الأجهزة بهدف اللعب على زيادة في الشكاوى الجسدية المرتبطة بممارسة الألعاب الإلكترونية، تتراوح هذه الشكاوى الجسدية من ألم في اليدين والمعصمين إلى آلام الظهر والرقبة، وأيضًا يعاني من خدرًا بين الإبهام ووحدة التحكم بسبب اللعب السريع والمستمر، كما اكتشف أطباء الجلدية أيضًا بأن من يمارسون الألعاب الإلكترونية بشكل مستمر بحدوث نزيفًا وانحلال الظفر (فك أو انقسام الظفر) في مريض واحد. بالإضافة إلى ذلك تعد إصابات الأوتار في اليدين والمعصمين الناتجة عن الإفراط في استخدام الوتر مشكلة صحية أخرى مرتبطة بلعب الألعاب الإلكترونية.

أضرار الألعاب الإلكترونية على زيادة الوزن 

تم ربط لعب الألعاب الإلكترونية باستمرار بالسمنة، وقد يكون هذا مرتبطًا بنقص النشاط البدني لدى اللاعبين، إذ يمكن أن يكون الأشخاص الأقل لياقة بدنية بسبب السمنة ينجذبون نحو أنشطة أقل تطلبًا جسديًا مثل الألعاب. وقد ربطت العديد من الدراسات الألعاب الإلكترونية بزيادة كتلة الجسم، وأن الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة في لعب الألعاب الإلكترونية لديهم نسبة أعلى من معدلات الإصابة بالسمنة. 

وفي دراسة أجريت عام 2011 تم الربط بين نشاط الألعاب الإلكترونية وزيادة تناول الطعام، حيث تسببت جلسات الألعاب الإلكترونية الفردية في زيادة تناول الطعام بغض النظر عن الشهية.

أضرار الألعاب الإلكترونية على العين

ترتبط ممارسة ألعاب الفيديو بمشاكل في العين. يؤدي النظر إلى شاشة لعبة فيديو بشكل مكثف وثابت إلى إجهاد العين. وذلك لأن القرنية والبؤبؤ والقزحية ليست مجهزة بيولوجيًا للمشاهدة المكثفة المزمنة للصور الرقمية من الأجهزة الإلكترونية. يمكن أن يتسبب توتر النظام البصري الناتج عن الاستخدام المتكرر لألعاب الفيديو على مدى فترات طويلة من الزمن في حدوث الصداع والدوار وفي بعض الحالات الغثيان والقيء. ومن المثير للاهتمام ، أن هناك بعض الأبحاث التي تظهر أن اللاعبين لديهم توزيع مكاني متزايد للانتباه مقارنة بغير اللاعبين. يحدث تأثير التطبيق المتوقع هذا مع الانتباه البصري المحيطي والمركزي.

أضرار الألعاب الإلكترونية على العقل 

أظهرت العديد من الدراسات أن الألعاب الإلكترونية تكون أكثر ضررًا لمن هم أقل من 21 عامًا ويمكن أن تغير بنية الدماغ. وفي دراسة أجريت على طلاب جامعيين في الصين، تم تصوير بنية الدماغ لأولئك الذين لعبوا ألعاب الفيديو لمدة 10 ساعات في المتوسط ​​في اليوم وأولئك الذين أمضوا أقل من ساعتين أمام الكمبيوتر باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. في هذه الدراسة تم الكشف عن انخفاض المادة الرمادية في أدمغة أولئك الذين لعبوا ألعاب الكمبيوتر لمدة 10 ساعات. المادة الرمادية هي مادة مهمة للغاية تعمل على تحسين القدرة على التعلم، وزيادة الوظائف المعرفية والمهارات الحركية. ^[1]  

أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال

قد يكون الأطفال الأكثر تأثيرًا لأضرار الألعاب الإلكترونية في حال تم الجلوس على الأجهزة اللوحية لساعات طويلة وذلك لأن جسدهم يكون طور النمو وقد يفقد الطفل الكثير من التطورات نتيجة قلة نشاطه البدني، وخلال ما يلي سنذكر أبرز أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال:

• الإدمان: نتيجة للوقت الطويل الذي يقضيه الطفل في لعب الألعاب الإلكترونية، تصبح الألعاب التي لها مساحة أكبر من عمر الطفل في سن النمو إدمانًا لدى الأطفال وتصبح جزءًا من حياته.
• مضيعة للوقت والفشل الأكاديمي: بينما يحتاج الأطفال إلى أداء واجباتهم المدرسية أو الوفاء بمسؤولياتهم خلال الوقت المخصص للعب، فإن الفشل الأكاديمي سيظهر مع مرور الوقت حيث يقضون الوقت الذي سيخصصونه لهذه المسؤوليات من خلال ممارسة الألعاب.
• فقدان الإحساس بالواقع: من الطبيعي تمامًا بالنسبة للأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا مع الألعاب في عصر التطور وعندما تكون عواطفهم شديدة الحساسية أن يخلطوا بين العالم الحقيقي والعواطف وبين المشاعر والوقائع الموجودة في العالم الرقمي، بينما يكبرون بدون المشاعر الحقيقية للحياة الحقيقية.
• الارتباط الاجتماعي: عندما يكبر الأطفال في سن النمو دون أن يتوفر لديهم الوقت لتحسين مهارات الاتصال لديهم سيواجهون صعوبات في التواصل عندما يواجهون الحياة الواقعية وهذا يتسبب في أن يصبح الأفراد غير اجتماعيين في المستقبل.
• السلوك العدواني: يمكن أن يتسبب المحتوى العنيف في الألعاب الإلكترونية في جعل الأطفال غير صبورين وعدوانيين في سلوكهم. عندما تفشل الأشياء في أن تسير كما هو مخطط لها أو يتم وضع أي قيود عليها، فقد ينتقدون أو يبدأون في إيواء الأفكار العدوانية التي يمكن أن تظهر في سلوك مزعج. ^[2]  

أضرار الألعاب الإلكترونية على المراهقين

إن هناك الكثير من الألعاب الإلكترونية التي لها آثار سلبية على الصحة البدنية على المراهقين، إذ يمكن أن تؤدي ممارسة الألعاب الإلكترونية أثناء الجلوس لساعات طويلة إلى زيادة المخاطر مثل السمنة، واضطرابات النوم، والصداع، وجفاف العين، ومتلازمة النفق الرسغي (مرض الرسغ)، وأمراض العضلات وكذلك اضطرابات الهيكل العظمي.

وتشمل الآثار الصحية الأخرى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وقد أظهرت العديد من الدراسات بوضوح أن هناك علاقة وثيقة بين الألعاب الإلكترونية العنيفة وسلوك المراهقين العدواني، إذ يؤدي الانغماس في الألعاب التي تحتوي على الكثير من سلوكيات إطلاق النار والقتل في اللعبة يكشف بشكل غير مباشر عن زيادة الغضب والسلوكيات العدوانية عند المراهقين.

تزداد أيضًا معنويات المراهق الذي يلعب الألعاب الإلكترونية ويفوز في هذه الألعاب. وفقًا لمسح أجرته دراسة عبر الإنترنت عند المراهقين دون سن 15 عامًا والذين يلعبون الألعاب الإلكترونية العنيفة، فإن هذه الألعاب تؤدي إلى زيادة ميول المراهقين إلى التنمر والسب والضرب على أقرانهم أو أشقائهم.

المراهقين الذين يقضون معظم وقتهم في لعب الألعاب الإلكترونية والمدمنين على هذه الألعاب والذين يعطلون دراستهم يظهرون أداءً أكاديميًا ضعيفًا. ^[3]  

أضرار الألعاب الإلكترونية على الكبار

خلافًا للاعتقاد الشائع ليس المراهقون فقط هم من يلعبون الألعاب بل أيضًا البالغين يجدون أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تكون إلهاءًا ممتعًا أو هواية وقد أصبحت رياضة تنافسية إلا أن هناك مخاطر صحية ناتجة عن كثرة ممارسة الألعاب، ومن أضرار الألعاب الإلكترونية على الكبار نذكر ما يلي:

إصابات اللعب

تعرف إصابات الإجهاد المتكررة أو إصابات الإجهاد المفرط بأنها الإصابات التي تأتي من الأنشطة التي تنطوي على الاستخدام المتكرر للعضلات والأوتار إلى الحد الذي يتطور فيه الألم والالتهاب. إذا تم السماح لهذه الإصابات بالتقدم فقد يحدث خدر وضعف ، وقد ينتج عن ذلك إصابة دائمة، وتنتشر الإصابات الناتجة عن الإفراط في استخدام اليدين والذراعين بين اللاعبين.

الالتهاب المزمن

لقد ثبت أن الالتهاب المزمن منخفض الدرجة يمكن أن يتحول إلى قاتل صامت يساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري من النوع 2 وحالات أخرى. وقد يحدث الالتهاب المزمن بسبب الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي التي تتطور عند العديد من اللاعبين. وغالبًا ما تظهر متلازمة النفق الرسغي عند العاملين في المكاتب، وتتضمن التهاب العصب في الرسغ مما يسبب الألم والخدر.

مشاكل الرؤية

هي شكاوى شائعة للاعبين، وتعد أكثر مشاكل الرؤية شيوعًا هي إجهاد العين، والذي يمكن أن يؤدي إلى الصداع وضعف التركيز. 

إدمان الألعاب

ارتبطت الألعاب الإلكترونية بمشاكل نفسية واجتماعية، حيث يفقد الشباب الاهتمام بالأنشطة الأخرى بسبب الانشغال بالألعاب، وقد يؤدي إلى فقدان العلاقات الاجتماعية وفقدان الفرص التعليمية أو المهنية، واللعب للهروب أو التخفيف من القلق أو الذنب أو الحالات المزاجية السلبية الأخرى.

ارتبطت الألعاب الإلكترونية أيضًا بالحرمان من النوم والأرق واضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية والاكتئاب والعدوان والقلق، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات صحة وقوة هذه الروابط. كان هناك أيضًا قلق من أن التعرض للعنف الشديد الذي يوجد بشكل شائع في الألعاب الإلكترونية يمكن أن يزيد حساسية المراهقين والشباب لمثل هذا العنف، مما يتسبب في مشاكل عاطفية وحتى يؤدي إلى ارتكاب الشباب لأعمال عنف. ^[4]  

أضرار الألعاب الإلكترونية على المجتمع

من الشائع استخدام معظم الأشخاص من مختلف الأعمار الألعاب الإلكترونية مما يؤثر على المجتمع سلبيًا، وقد أكدت العديد من الدراسات بأن ممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة تزيد من هطر السلوك العدواني لدى اللاعبين حيث يؤثر بشكل كبير على الأطفال والمراهقين بشكل خاص ويجعلهم يعتقدون بأن العالم مكان مخيف، وهذه الأفكار يصعب تغييرها في الحياة لاحقًا، لذلك قد ينتج عن هذه الأفكار العنف السلوكي والعنف المنزلي ومن الممكن أن يصبحون مجرمين أو ضحايا، وهذه النتائج السلبية حقيقية لأنها تؤثر على سلوك الأطفال في المدارس وبالتالي تخلق شبابًا أكثر عنفًا وإزعاجًا داخل المجتمع الأوسع. ^[5]  

فوائد الألعاب الإلكترونية

وفق ما أكدته دراسة في علم النفس في معهد الإنترنت بجامعة أكسفورد من خلال تحديد المدة التي ينبغي السماح للأطفال بتخصيصها للألعاب الإلكترونية، تم التأكد من أن الذين لعبوا أقل من ساعة كانوا أكثر استقرارًا من الناحية العاطفية، في حين أن الذين لعبوا حوالي ثلاث ساعات في اليوم يعانون من مشاكل اجتماعية. لذلك، عندما يتعلق الأمر بالألعاب الإلكترونية فإن الاعتدال أمر أساسي، لأنه بالإضافة إلى تحسين قدرات التعلم ، هناك فوائد أخرى التي سنذكرها خلال ما يلي:

• تحسين مهارات استكشاف الأخطاء وإصلاحها من خلال طرح المشكلات التي يجب حلها في وقت محدد.
• التشجيع على العمل الجماعي عندما تكون الألعاب متعددة اللاعبين.
• تحسين القدرة على اتخاذ القرارات والقيادة.
• تعلم لغات أخرى من خلال التعليمات التي تظهر على الشاشة أو المحادثات للتواصل مع لاعبين آخرين أو سرد القصة نفسها. ^[6]  

الوقاية من أضرار الألعاب الإلكترونية

من المهم اتباع أساليب وقائية لتجنب أضرار الألعاب الإلكترونية للحفاظ على الصحة، وفيما يلي سنذكر طرق الوقاية من هذه الأضرار:

• الجلوس الصحيح بشكل مستقيم بحيث توضع كلا القدمين على الأرض بثبات والظهر مستقيم.
• الجلوس على كراسي مصممة للألعاب أو استخدام دعائم مثل الوسائد لدعم الظهر أثناء اللعب.
• منح المفاصل والعضلات تمددًا صحيًا ومريحًا كل ساعة، ولف الكتفين وتحريك الرقبة لأعلى ولأسفل برفق، والقيام والجلوس.
• أخذ فترات راحة كل بضع ساعات. ^[7]  

تعرفنا خلال هذا المقال عن أضرار الألعاب الإلكترونية، على الرغم من هذه الأضرار الناتجة عن اللعب لفترات طويلة إلا أنها لها بعض الفوائد لتحسين التركيز والكثير من الفوائد الأخرى إن تم اللعب لفترة زمنية قليلة.