أسباب غزوة الأحزاب والتجهيز لها

وقعت غزوة الأحزاب أو المعروفة أيضاً باسم غزوة الخندق بين المسلمين بقيادة الرسول محمد، والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين، تابع المقال الآتي لتتعرف على أسباب غزوة الأحزاب والتجهيز لها.

أسباب غزوة الأحزاب والتجهيز لها

ذهب نفرٌ من سادة بني النضير الذين تمَّ نَفْيُهم من المدينة إلى مكة، ليُحَرِّضونهم على قتال النبيِّ عليه الصلاة والسلام، فخرجت قريشٌ بجيشها وبمن يساندها من قبائل العرب من كنانة وغيرها، فقد كان معهم من القبائل بنو سُلَيمٍ، وبنو غطفان، وبنو أسد، وبنو مُرَّةَ، وغيرهم الكثير، فقد كان عدد جنودهم 10 آلاف مقاتل، فعَلِمَ النبي عليه الصلاة والسلام بما جمعت له قريشٌ والعرب، فأمر بحفر الخندق من الجهة الشمالية للمدينة، وقيل أن سلمان الفارسي هو من أشار بهذه الفكرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر النبيُّ النساء والصِّبيان بأن يتحصَّنوا بحِصن بني حارث، وقال لهن: إذا حصل شيءٌ مريبٌ، أعطونا إشارةً بلمعان الشمس على السيف.
كان النبيُّ عليه الصلاة والسلام يعمل مع الصحابة في حفر الخندق ويرتجز معهم، فكان يقول: اللهم لولا أنت لما اهتدينا ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا، فأنزل سكينةً علينا وثبِّت الأقدام إن لاقينا، وغيرها من الكلمات التي فيها الدعاء والتحريض للصحابة على الصبر واحتساب الأجر، وكان المسلمون في جوعٍ شديدٍ بسبب قِلَّةِ الطعام، إلا أن جابر بن عبد الله لم يستطع أن يرى النبيَّ عليه الصلاة والسلام بهذا الجوع ويبقى ساكتاً، فذهب إلى زوجته يأمرها أن تصنع طعاما مما كان متواجداً عندهم، فقالت له: ادْعُ النبيَّ وبعض الرجال معه حتى يكفيهم الطعام، فذهب جابرٌ للنبي وكلَّمه على انفراد، فسأله النبيُّ عن الطعام ما هو، فأخبره جابر، فنادى النبيُّ عليه الصلاة والسلام بالمسلمين أجمعين، أن هَلُمُّوا إلى الطعام عند جابر بن عبد الله، وقال النبي لجابر: أخبر أهلك أن لا يصنعوا شيئاً لحين قدومه، فذهب المسلمون مع النبيِّ، فقال النبي لهم: لا تضاغطوا وادخلوا جماعة جماعة، فكان النبي يقطع من الطعام واللحم ويُقدِّم للصحابة، حتى أكل من هذا الطعام ألف رجلٍ، وبقي من الطعام لأهل جابرٍ، وأرسلوا بعضه للنساء والصبيان.
لما وصل المشركون إلى المدينة تفاجؤوا بوجود الخندق، حيث إنهم لم يستطيعوا الوصول إلى المسلمين بخيولهم، وقد كان المسلمون قد تجهزوا بسلاحهم وخططهم.