أسباب عدم الثقة بالنفس

يعاني الكثير من الناس من انعدام الثقة بالنفس بحيث تصبح نظرته إلى الحياة سلبية كما أنه لا يتقبل النقد من الآخرين ويصبح حساساً تجاه أي كلمة توجه إليه، وهذه الأمور تجعله يفقد الثقة بالآخرين ولا يمتلك أي مشاعر تجاههم، والثقة بالنفس تعبر عن القدرات والمهارات التي يمتلكها الفرد بحيث يتقبل نفسه ويسيطر على حياته ويحدد هدفه بصورة واقعية، ونظرته إلى الحياة إيجابية ويتمكن من التعامل مع النقد، وسنتعرف في هذا المقال على أسباب عدم الثقة بالنفس.

أسباب عدم الثقة بالنفس

هناك العديد من العوامل التي تجعل الفرد لا يتقبل نفسه وفيما يلي نذكر بعضاً منها:

• تعرض الطفل للإساءة والاعتداء العاطفي أو الجنسي أو الجسدي يجعل ثقته بالآخرين معدومة لأنه يشعر بأن ما حصل له شيء يدعو إلى الخجل وبالتالي يشعر بالدونية ويفقد الاستمتاع بحياته.
• تعرض الطفل لصدمة في طفولته فإذا لم يحصل على الاهتمام والحب يتولد لديه شعوراً بعدم الثقة بالنفس، فالحب والاهتمام من الأمور المهمة التي يجب أن يحصل عليها وفي حال فقدانها فإنه يعتقد بأن هذه المشاعر لا يستحقها لأن لها تأثيراً قوياً على بناء شخصيته في المستقبل، ومن الأمثلة على ذلك نشوء الطفل في عائلة تعاني دائماً من المشاكل، فيكبر ويصبح خجولاً وليس لديه القدرة على مواجهة الآخرين لانعدام ثقته بنفسه.
• عدم استيعاب الفرد لمفهوم الثقة بالنفس أو فهمه بشكل خاطئ يولد في داخله شعوراً بعدم الثقة بالنفس، فهناك من يعتقد أن الثقة تتولد من التصرف أو أن يكون كاملاً بينما الثقة هي قبول الذات.
• المبالغة في انتقاد الذات، فهناك أشخاص ينتقدون أنفسم بصورة مستمرة مما يولد لديهم اعتقاداً بأنهم أناس غير جيدين وأنهم فاشلون ولا يحققوا في يوم من الأيام النجاح في حياتهم. ^[1]  

العلامات الدالة على عدم الثقة بالنفس

تظهر لدى الشخص الذي يعاني من انعدام الثقة بالنفس تصرفات تدل على ذلك وفيما يلي سنتعرف عليها:

• يعاني الفرد الذي لا يثق بنفسه من التردد والخجل.
• لا يتمكن من ترك انطباع جيد عند الآخرين في مختلف المواقف.
• يشعر بأنه لا يستحق السعادة لذا تراه دائماً حزيناً.
• يستسلم عندما يعامله الآخرون معاملة سيئة لشعوره بأنه يستحق هذه المعاملة.
• لا يستخدم لغة الجسد عندما يتحدث مع الآخرين أو عندما يتعامل مع الأشخاص من حوله.
• يعتذر دائماً عن أي أمر حتى وإن لم يصدر منه أي خطأ.
• يسعى دائماً وبطريقة مبالغ فيها لإثبات حضوره حتى وإن كان الحوار عادياً.
• يكثر من انتقاد الآخرين كي يعوض شعوره بالنقص. ^[2]  

كيفية التغلب على عدم الثقة بالنفس

يمكن لأي شخص يعاني من انعدام الثقة بالنفس أن يعالج هذه المشكلة ويتغلب عليها، وفيما يلي سنقدم كيفية التغلب على عدم الثقة بالنفس:

• أن يتعرف على نقاط ضعفه وقوته ويتقبل ذاته بسلبياتها وإيجابياتها، والعمل بإصرار على تغيير التصرفات السلبية دون أن يجلد ذاته، ويمكن ذلك من خلال تدريب نفسه على الإفصاح عن الأخطاء والتعلم منها وإيجاد الحلول للمشكلات بمختلف الطرق.
• الابتعاد عن الأفكار وتجنب التجارب التي تسبب له ضعف الثقة بالنفس، إذ يجب أن يتعرف على نفسه ويحدد نقاط القوة التي يمتلكها ويدرك ما قام بها من قدرات شخصية وإنجازات ويتفاخر بها.
• العمل على التفكير بطرق مغايرة للطريقة التي كان يفكر بها مسبقاً كأن ينتبه لتصرفاته وأفكاره التي تؤثر على ثقته بنفسه، فمثلاً عليه أن ينتبه إلى اللغة التي يستخدمها عندما يتحدث مع نفسه وعندما يصف الآخرين، إذ أن الحوار الذي ينبع من الداخل يرسل إشارات تؤثر على قيمة الفرد الذاتية وعلى ثقته بنفسه، ويجب أن يسعى دائماً لإعادة برمجة أفكاره بحيث تكون محفزة وإيجابية وتساعده على تقوية شخصيته وزيادة ثقته بنفسه.
• يجب عليه أن يكون حازماً عندما يعبر عن نفسه إذ يوضح ما يرغب به وما لا يرغب به دون أن يشعر بالضعف من الآخرين أو أن يشعر الذنب.
• أن يقوم بإجراء تغييرات على حياته الشخصية كأن يضع خطة تهدف إلى تحسين ثقته بنفسه وزيادة تقديره واحترامه لذاته، إذ يمكن أن يجري تعديلات على التخصص الذي يود دراسته أو على وظيفته والعمل على إحداث تغيير في علاقاته الشخصية، ووضع أهداف رئيسية من أجل اكتساب مهارات جديدة.
• الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يكثرون من الانتقاد والتعامل من الأشخاص الإيجابيين.
• أن يكافأ نفسه بممارسة الأنشطة المفضلة لديه بعد إجراء كل تغيير أو في حال عمل على تطوير خطة بناء الثقة بالنفس.
• إخبار الأشخاص المقربين عن الجهود التي يبذلها والإنجازات التي قام بها كي تزداد ثقته بنفسه لأن قيامه بذلك يحفزه على الاستمرارية. ^[3]  

الآثار السلبية لعدم الثقة بالنفس

عندما يعاني الفرد من عدم الثقة بالنفس فهذا الأمر يؤثر عليه على حياته المهنية والاجتماعية لإحساسه بأنه غير قادر على القيام بالمهام التي تطلب منه أو لأنه متشائم الأمر الذي يجعله عاجزاً عن تطوير علاقته مع الآخرين ولا يتمكن من إنجاز أعماله، وفيما يلي سنتعرف على الآثار السلبية لعدم الثقة بالنفس:

• يفقد الفرد الذي لا يثق بنفسه التحفيز والدافع للعمل الأمر الذي يؤدي إلى فشله المهني إذ تثبط عزيمته لتطوير نفسه ولا يشعر بالراحة عند القيام بالأعمال الموكلة إليه.
• يعاني من الفشل الاجتماعي في وظيفته ويتجنب التحدث أما رئيسه في العمل لأن ثقته بنفسه معدومة، ولا يقدم العروض لاعتقاده بأنه شخص غير مؤهل لذلك، ويعتقد بأن الآخرين ينظرون إليه بنفس نظرته لذاته، مما يجعله فاشلاً في تكوين العلاقات الاجتماعية مكان عمله.
• يعاني الفرد الذي لا يثق بنفسه من الشعور بالإرهاق والإجهاد في عمله، لأنه يظن بأن الأشخاص الآخرين متفقون عليه وبأنه لن يتمكن من مجاراة إبداعهم.
• لا يمتلك القدرة على اتخاذ القرارات ويكون متردداً مما يسبب له الفشل على الصعيد الاجتماعي والمهني. ^[3]  

تعرفنا على أسباب عدم الثقة بالنفس التي تتولد لدى الشخص من الطفولة وتؤثر عليه في المستقبل، ويمكن علاج هذه المشكلة باتباع ما ذكرناه سابقاً في هذا المقال.​​​​​​